تُعدّ النوافل من العبادات غير المفروضة على الناس، وبذلك فإنّ القيام بها هو تقرّب من الله، وبهذا كلما تقرَّب العبد إلى الله من خلالها أحبّه الله أكثر، ليجعله بعدها من أوليائه الصالحين الذين يُحبّهم ويُحبّونه، حيث جاء في الحديث القُدسي الشريف: ((مَنْ عادَى لي ولِيًّا فقد آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ)).[1][2]
تُعتبر طاعة الله تعالى والعمل بأوامره وبفرائضه أحد أسباب محبة الله تعالى للعَبد، حيث إنّ مَن أطاعه، ونفّذ أوامره وأوامر نبيِّه، وتركَ ما نهاه عنه وما نهاه عنه رسوله، فإنّ الله عز وجل يُحبُّه وسيُسكنه بإذنه فسيح جنّاته مع الأنبياء، والصديقين، والشُهداء، والمؤمنين، وهذا يشمل الصالحين والمُحسنين من الناس في السرِّ والعلَن، والذين يُثني عليهم الله، ويمدح خِصالهم.[3]
يُعدّ الإحسان من موجبات حُب الله لعبده ورضاه عنه، حيث أمرَ الله عبادَه به، ولم يُحدّده في شكل واحد، فالإحسان الذي حثَّ عليه الله عزّ وجلّ مُتعدّد الأشكال حيث يدخل ضمنه: الإحسان بالمال، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر، والإفادة بالعلم النافع، وقضاء حاجات المُحتاجين، وتفريج كربات المكروبين، وإزالة الغمَم عنهم، وزيارة المرضى، والمُشاركة في تشييع الجنائز، وإغاثة الملهوف، والعفو والصفح عن الناس، واتقان عبادة الله، كل هذه من أشكال الإحسان الذي يُقرّب العبد إلى ربّه، ويُكسبه محبَّته ورضاه.[4]
يُعتبر أحد أسباب نيْل العبد محبَّةَ الله تعالى هو الشعور بالخضوع والاستسلام التّام له، حيث إنّ الإذعان والانكسار أمامه تعالى دليل على شعور الإنسان بعظمة ربّه، فالإنسان هو عبد لله لذا ينبغي له ألاّ يخضع إلا له، وأن يبتعد عن التعاظُم والتعالي، كما أنّ المؤمن الذي يُحبّه الله هو إنسان رقيق القلب يخشى ربه، على عكس أصحاب القلوب القاسية والمتعالية فأصحابها لا يخشون الله، بالتالي لا ينالون محبّته جلَّ وعَلا.[5]