-

كيفية عقد النكاح الشرعي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

النكاح

في حياتنا أصبح الزواج أمراًً مفروغاُ منه، فالكثير من الشباب اليوم بحاجة ملحة للزواج، ولكن نظراًُ للأوضاع التي يمر بها المجتمع في الوقت الحالي تجد أن معظم الرجال يميلون إلى تأخير الزواج، والسبب في ذلك بكل تأكيد راجع إلى عدم القدرة على فتح البيوت، أو الاقتناء بفتاة ويأخذها من بيت أهلها ويتزوجها، وما ينفك أن تبدأ المشكلات، ورغم هذا وذاك يبقى النكاح أو الزواج سنة الحياة التي لا يمكن غض الطرف عنها، ولا بد أن تستمر حتى رغم الصعوبات.

والنكاح معروفاً أيضا باسم الزواج، وهي الطريقة التي يلجأ بها كل من الرجل والمرأة إلى فتح بيت وإقامة العلاقة التي أباحها الله، وجعلها حلالاُ على كل البشرية، لتكون الوسيلة والطريقة الوحيدة من أجل الاستقرار، وبعيدا عن كل المشكلات يبقى الزواج سترة لكل من الرجل والمرأة على حد سواء، ولا يمكن لأي شخص أن ينكر هذا الأمر، وهذا هو وجه الاختلاف بين المجتمعات العربي المبينة على أسس متينة وصلبة وقوية، وبين المجتمعات الغربية التي تعاني تفككاُ أسريا ملحوظاُ، إضافة إلى انتشار الأمراض، وعدم القدرة على العيش الكريم، وهنا فإن الدين أباح الزواج، واعتبره أساساً من الأساسيات التي يجب عدم التوقف عندها، والتعامل معها بكل جدية ووضوح، وهناك بعض العلامات التي تدلل على كيفية عقد النكاح، حتى يكون العقد سليماُ، وخالياًُ من أي مشكلات قد تؤثر عليه وتسبب في توقفه، ومن بينها ما يلي:

وجود رجل يرغب بالزواج

فالرغبة يجب أن تكون موجودة عند الرجل من أجل الزواج، فلا يمكن الالحاح عليه ليتم عقداً، هو من الأساس لا يريده أن يتم، وهذا هو السبب الرئيس في الخلافات التي تشق طريقها تجاه حياتنا، فتجد أن الرجل من الأساس لا يرغب في تكوين عائلة، أو أنه يشعر بأن الوقت لا زال مبكرا للقيام بهذا الأمر، وتحمل مسؤولية البيت والعائلة وامرأة غريبة وأولاد وما إلى ذلك، فالأصل أن يكون الرجل موافقاً على أن يتم موضوع الزواج.

وهذا الأمر الذي يربك العديد من الرجال الذين يريدون الزواج من فتاة معينة، أو لها صفات معينة، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الفتاة التي يريدها الرجل، أو أن يكون الرجل مضطراُ للارتباط بأي فتاة غير مقتنع بها، وفي هذا الأمر يجب التأني الواضح فيه، لأن ذلك قد يسبب العديد من المشكلات، أو يؤدي إلى لجوء الرجل لحالة من المقارنة بين الفتاة التي اقترن بها، وبين الأخرى التي كان يحلم أن يتزوجها، ليبدأ بعدها بحالة من التمرد التي تنتهي في غالب الأمر بالطلاق أو الانفصال في حال لم يتم الزواج بالكامل.

عدم غصب أي طرف على الزواج

وقديما كان يتم غصب الفتاة على الزواج من رجل لا تريده، وحتى في الآونة الحالية، وجدنا أن هناك بعض الجهات التي لا زالت حتى يومنا هذا تؤمن بضرورة أن يكون الأب والأم على قدرة كاملة من أجل غصب كل من الفتاة والشاب على الزواج بدون أن يكون هناك أي رغبة من الطرفين للحياة القادمة، فتجد النفور يبدأ من أول مراحل الزواج، وتجد عزوفاُ من المرأة على إتمام الواجب الشرعي الذي أمرها به الله سبحانه والدين الحنيف، إضافة إلى تهرب من كل الطرفين من المسؤولية التي وقعت عليهما، وهنا يأتي الدور الحقيقي للطلاق ليشق طريقه عبر هذه العلاقة التي لم تجد أي وسيلة للمحاولة من أجل إنجاحها.

أخذ الموافقة المبدئية قبل البدء بإجراءات الزواج من الطرفين

لا بد كما شرع الدين أن ينطق كلاً من الرجل والمرأة بالموافقة على اتمام عقد الزواج، ولا تكتفي المرأة بالإيماء برأسها، لأن هذه العادة قد بطلت منذ القدم، فيجب أن يستمع القاضي لرأي العروس بأنها موافقة على عقد الزواج، وأن هذا الأمر جاء بناء على طلبها، وهي في كامل وعيها.

وجود وكيل عن العروس

لا بد لإتمام عقد الزواج أن يكون كلا من الرجل والمرأة متواجدين أثناء كتابة العقد، حتى تستطيع المرأة أن تعرف ما لها وما عليها، وهنا لا بد من وجود وكيل للعروس، لأن وجوده يعني القوة والصلابة لها، كما أنه هو الذي ينطق بالمطالب التي تريدها العروس، والشروط التي يجب أن توضع في قسيمة الزواج قبل البدء بأي أمر، وهناك بعض الشروط التي وجدنا أنها تكتب في عقد الزواج، وهي إكمال المرحلة التعليمية، وتقييد العريس بالدفع لزوجته رسوم الدراسة، البقاء في العمل وعدم إجبار المرأة على تركه، وهكذا، هذه هي الشروط التي يمكن وضعها في القسيمة ولا تؤثر في علاقة الرجل والمرأة، ولا تؤذي كرامة الرجل في شيء.

النكاح يتم في المحكمة الشرعية

يجب أن يتم عقد النكاح في محكمة شرعية، وبوجود الشهود والقاضي الموكل في القضايا الأسرية، ويجب أن يكون هذا الأمر واضحا للجميع، حيث إن العقد لا يمكن أن يكون صحيحاً بدون أن يكون هناك جانب الإشهار وجانب الشهود على العقد، كما أنه من الضروري أن يكون الشهود من الجانبين، أي من جانب العروس ومن جانب العريس، ولا يتوانى أي منهما أن يعطي شهادته بالحق، ولا يجوز كتمان الشهادة، أو التزوير في زمن العقد أو وقته أو أي من البنود الموجودة بداخله، لأن ذلك يعرض من قام بهذا الأمر إلى المساءلة القانونية والتعرض للمحكمة الشرعية والأسرية غيرها، ولا بد أن يكون العقد محميا وبعيدا عن أي أمر قد يتصدر أو يكون خلافا عليه.

شرط الإشهار

وشروط الإشهار يجب أن تتوفر في أي عقد نكاح حتى يتم العقد صحته بالكامل، حيث يجب على الجميع أن يعلم بأن فلان ابن فلان قد اقترن أو كتب كتابه على فلانة بنت فلان، وهذا الأمر للعلم فقط، ولا سبيل لأي أحد أن يعترض على هذا العقد ما دام تمت كتابته، كما أنه ليس من الضروري استشارة الأهل والأقارب ما زال الأب موجودا وقادراُ على إعطاء كلمته بهذا الخصوص، وما دامت الفتاة موافقة على العريس، وهو كذلك.

أمور يجب الأخذ بها ليتم النكاح بالصورة الصحيحة

  1. نطق العروس بالموافقة: ويجب أن يستمع القاضي للكلمات التي تخرج من فم العروس بالموافقة على العقد، وغير ذلك فإنه يجب تأجيل هذا الأمر، وفي حال غياب العروس يجب أن يتوقف العقد حالاُ، لأن ذلك يعني أن هناك مشكلة حقيقية يجب التصدي لها.
  2. الابتعاد عن الغصب والإكراه: وفي مجتمعاتنا الحالية خاصة في جمهورية مصر العربية، وفي كافة المناطق، خاصة التي يتزايد فيها البدو تجد أن هناك العديد من النساء اللواتي يجبرن يومياُ على الزواج بدون أي وجه حق، وهذا أمر في الشرع باطل، ويجوز للفتاة فسخ العقد المبرم بين العريس وأهل الفتاة، من خلال التوجه للمحكمة الشرعية والإدلاء بشهادتها.
  3. ضرورة المصارحة بأي عيوب أو مشكلات صحية يعاني منها الزوجين: ففي حال كانت هناك أي مشكلات صحية لا بد للطرف الثاني أن يعلم بهذه العيوب الصحية، وله مطلق الحق في إكمال عملية الزواج أو التوقف عنها، وهذا ما لا يريده، لذلك وجب المصارحة في بداية الأمر، حتى لا يتم إيذاء أي طرف من الطرفين، من خلال الفحص الذي يتم قبل الزواج.