يمكن القول إنّ تعدّد المهام يعدّ من نقاط القوّة التي يُمكن أن يتمتّع بها الفرد، إلّا أنّها ليست من الأمور التي يجب أن تستند إليها حياته بشكلٍ كامل؛ فالشّركات الحديثة في الوقت الحالي تركّز على اتّباع خطط أحاديّة المهام؛ إذ إنّ هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى تركيز أكثر من غيرها، وتعدّد المهام لا يُمكن أن يُعطيها التّركيز الذي تستحقه فعلاً.[1]
يقوم العديد من الأشخاص بفعل أمور لمجرّد أنّه يُفترض ضرورة قيامهم بها، دون أن يسألوا أنفسهم إن كان هذا الفعل هو الذي يرغبون بالقيام به فعلاً أم لا؛ وهذا من شأنه أن يُفقدهم تركيزهم في كلّ مرّة يحاولون القيام به، والصّحيح هو ترك ذلك الأمر وإيجاد أشياء أخرى مرغوبة يُمكن القيام بها.[1]
إنّ تشتت الأفكار والانشغال بالأفكار العشوائية هو السبب الرّئيسيّ لضعف التّركيز؛ لذلك يجب تعلّم السّيطرة على الأفكار وترتيبها، ويكون ذلك عن طريق امتلاك الشّخص قراراً بقبول أو رفض أيّ فكرة دون أيّ ضغوط خارجية، ومحاولة الالتزام بالتّفكير الواعي بالأمور بدلاً من الخوض في أحلام اليقظة وفقدان التّركيز، إلى جانب امتلاك الإرادة، والنّيّة، والتّصميم للسّيطرة على التّفكير.[2]
يُمكن ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة التي يعرفها الشّخص فعلاً، ممّا يؤدي إلى سهولة تذكّر المعلومات الجديدة لاحقاً؛ فمثلاً، إذا تمّ التّعرف حديثاً على الآثار الجانبية لإحدى الأدوية المضادّة للاكتئاب، بالإمكان ربطها مع الآثار الجانبية لدواء مضادّ اكتئاب قديم، كما قد يُلاحظ اشتراك كلا العقارين لذات الفئة من الأدوية؛ وهذا يعني امتلاكهما آثاراً جانبية مُشابهة.[3]
تعتمد قوّة التّركيز بشكلٍ كبير على الصحّة الجسدية؛ فإذا أُصيب شخص بمرض أو تعب؛ فمن الطبيعيّ أن يكون تركيزه أقلّ من شخص سليم صحيّاً، ويُمكن الحفاظ على السّلامة الجسدية عن طريق تزويد الجسم بساعات نوم كافية يومياً، والقيام بالتّمرينات الرّياضية التي تحافظ على وزن صحيّ، ولياقة بدنية عالية.[2]