كيف تزيد حبك لله طب 21 الشاملة

كيف تزيد حبك لله طب 21 الشاملة

حب الله عز وجل

يعدّ حب العبد لله -تعالى- من أسمى درجات الحب وأرفعها؛ كونه المصدر لباقي أنواع الحب والرحمة في النفس الإنسانية وسبيلها إلى الاطمئنان، ولا يكون القلب الخالي من حب الله -تعالى- إلا قلب أجوف يعيش صاحبه في تخبّطٍ واضطراب، كالجسد الذي لا روح فيه، فالإنسان مفطورٌ على محبة من أسدى له الإحسان، وكلَّما عَظُم هذا الإحسان عَظُمت هذه المحبة وازدادت، وليس هناك أعظم من نعم الله -تعالى- على عباده والتي إذا ما تفكَّر بها الإنسان شَعَر بعظيم كرم الله وفضله ونعمه، وبدورها فإنَّها تجدّد إيمان الإنسان وتقوّي صلته بالله تعالى، وقد قضى الله -تعالى- أنَّ المرء مع من أحب، فيالها من نعمة بالغة وعلى المحبين سابغة![1]

كيف تزيد حبك لله

محبة الله -تعالى- هي قوت القلوب، وتعرَّف بأنَّها ميل القلب إلى المحبوب، واعتُبرت محبة الله -تعالى- في الإسلام أساس الإيمان، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[2] فالمؤمنون يحبون الله -تعالى- مع الخضوع والانقياد لأمره والابتعاد عن كل ما نهى عنه، ومحبة العبادة هي حق لله -تعالى- على عباده، لا يجوز صرفها لغيره، ويتفرّع عن هذه المحبة مجموعةً من العبادات مثل: الدعاء، الاستعانة، التوكّل، ويعدّ صرف هذه المحبة لغير الله -تعالى- من الشرك، وقد امتدح الله المؤمنين لتفوّق محبتهم له على كل محبوب، يقول ابن القيم: "المحبة هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى عِلْمها شمَّر السابقون، وعليها تفانَى المحبُّون، وبروح نسيمها تروَّح العابدون؛ فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح"، أمَّا عن الأسباب التي تزيد هذه المحبة:[3][4]

الأعمال التي يحبها الله

لما كانت العبادة نابعةً من الحب، جعل الله -تعالى- لعباده منهجاً يوصل من اتّبعه إلى حبّه، فكانت أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها بالمبادرة إليها عند سماع الأذان وعدم تأخيرها، فتأخير الصلاة يؤدي إلى إذهاب البركة من العمر،[7] ويأتي بر الوالدين في المرتبة الثانية بعد الصلاة على وقتها، ثمَّ الجهاد في سبيل الله، كما إنَّ الإيمان بالله تعالى، والحرص على صلة الأرحام، وإبراز خيرية أُمة الإسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأعمال التي يحبّها الله، ويحب الله من الأعمال أدومها وإن قلّ، وقد رتَّب على ذكره أجراً كبيراً، وأحب الأماكن إلى الله -تعالى- المساجد، وأحبُ الجهاد إليه كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائرٍ، وأحبُّ الحديث إليه أصدقه، وأحبُّ الصيام صوم داود عليه السلام، فقد كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، وأحبُّ الطعام إلى الله -تعالى- ما كثُرت عليه الأيدي، وأحب الكلام إليه قول سبحان الله وبحمده، وأقرب العباد إلى الله وأحبُّهم إليه أحسنهم خُلقاً، وأحبُّ الأسماء إليه: عبد الله، وعبد الرحمن.[8]

علامات حب الله للعبد

لا يبلغ حب الله -تعالى- إلا عباده الصالحين، ولا شكّ أنَّها منزلةٌ تسمو إليها أرواح العابدين، ويتفانى في تحصيلها المحبّون، فمحبّة الله -تعالى- نورٌ وشفاءٌ ولذّة، من حُرم منها فقد حُرم من خيرٍ كثيرٍ، ومن علامات حب الله -تعالى- للعبد: وضع القبول له في الأرض فيحبّه الناس، والابتلاء، فالله -تعالى- إذا أحبَّ عبداً ابتلاه، ومن رضي أرضاه الله، ومن سخط كان له السخط.[9]

المراجع

  1. ↑ د. خالد راتب (3-9-2012)، "حب الله وتجديد الإيمان"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة المائدة، آية: 54.
  3. ↑ نجلاء جبروني (4-1-2017)، "محبة الله قوت القلوب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "الأسباب الموجبة لمحبة الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في تخريج كتاب السنة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 498، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  6. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
  7. ↑ د. محمد النابلسي، "الخطبة : 0602 - محبة الله"، www.nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ "أحب الأعمال إلى الله"، www.ar.islamway.net، 2009-9-1، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ "ما هي علامات حب الله للعبد"، www.islamqa.info، 2003-6-14، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.