-

كيفية تثبيت حفظ القرآن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعاهد حفظ القرآن الكريم

حض الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم على مراجعة حفظ القرآن الكريم، وتعاهده من النسيان، و بين لنا ولهم أن القرآن يتفلت من الصدور، وذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى، فالنسيان ابتلاء من الله لقلوب عباده، وامتحان لهم، ليَميزَ الله الخبيثَ من الطيب، وليكون هذا الابتلاء حافزا للمسلم ليواظب دوما على تلاوة القرآن، ويحرص على تذكره وتثبيت حفظه، فيغنم بالأجر العظيم، قال صلى الله عليه وسلم: (بئسما لأحدهم يقول: نسيت آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ. بل هو نسيَ. استذكروا القرآنَ. فلهو أشَد تَفَصياً من صدور الرجال من النعَم بعقلها) [صحيح مسلم] و التفصي هو التفلت، والنعم يعني بها الإبل لأنها تعقَل وتربط للإمساك بها والحفاظ عليها.

كيفية تثبيت حفظ القرآن الكريم

  • الكتابة: أفضل وسائل تمكين الحفظ ومراجعته هي الكتابة، فمن أراد حفظاً متقناً فعليه كتابة ورده من القرآن الكريم، فهذا يساعد كثيرا على تذكر الآيات، وتمكينها في الذهن.
  • استخدام المصحف الملون: وهو مصحف تكون فيه الآيات ملونة حسب موضوعها؛ فمثلا نجد جميع الآيات التي تتحدث عن الجنة ونعيم المؤمنين فيها باللون الأخضر، و إذا تعسر إيجاد هذا المصحف يستطيع المرء أن يلون الآيات التي تصعب عليه بلون مميز باستخدام الأقلام المخصصة لذلك، لأنّ تغيير الألوان يفيد في تثبيت محل الالتباس في الحفظ من الآيات لدى الحافظ.
  • معرفة المتشابه من الآيات: قال تعالى: (الله نزَلَ أَحسنَ الحَديث كتابا متَشابها مَثانيَ تَقشَعر منه جلود الذين يَخشَونَ رَبَهم ثمَ تلين جلودهم وَ قلوبهم إلى ذكر الله ذلكَ هدى الله يَهدي به مَن يَشَاء) [الزمر: 23] فالقرآن الكريم كله متشابه، تَرد فيه ذات الآية في أكثر من سورة، أو جزء منها، لذا فالعناية بمعرفة التشابه ومواضعه من القرآن مفيد جداً لتثبيت الحفظ، ومهم لزيادة جودة الحفظ.
  • معرفة معاني الآيات والكلمات: لتسهيل تذكر الآيات وتثبيتها يجدر بالمرء الحافظ أن يتعلم معاني الآيات وأسباب نزولها، ويستطيع الاستعانة ببعض كتب التفاسير؛ كتفسير ابن السعدي المبسط، وأسباب النزول للنيسابوري.
  • التكرار: وهو من أنجع الوسائل وأكثرها إفادة، و التي يجد الحافظ معها أثراً طيباً في جودة حفظه، فإذا ما أشكلَ عليه تثبيت حفظه للآيات فعليه أن يرددها بتكرار كبير ليجد ثمرة ذلك.
  • الوضوء: يحرص الحافظ على الطهارة في جميع أوقاته، وفي هذا حفظ له من الشيطان وشره ووساوسه.
  • قراءة المحفوظ من الآيات في الصلاة: على الحافظ المتقن ألا يغفل عن ترتيل ما يحفظ من الآيات في صلواته، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن في الصلاة، وأكثر ما يكون في صلاة الليل، لما فيها من السكون، والخلوة، والأجر الكبير، وصدق التوجه إلى الله عز وجل، قال تعالى: (وَمنَ الَيل فَتَهَجَد به نَافلة لَكَ عَسَى أَن يَبعَثَكَ رَبكَ مَقَاماً مَحموداً) [الإسراء: 79].
  • تحديد ورد يومي للمراجعة: إذا كان المحفوظ هو كامل القرآن الكريم فيجب على الحافظ وضع خطة لختمة دورية يراجع فيها الأجزاء كلها غيباً في مدة لا تتجاوز عشرة أيام، وبذلك يقرأ المصحف الشريف كاملا غيباً ثلاث مرات في الشهر الواحد، وإن استطاع أن يراجعها في كل سبعة فهو خير، وهذا يساعد كثيرا على جعل الحفظ متيناً قوياً ثابتاً حصيناً في صدر صاحبه.
  • الاستغفار والدعاء: وهما من أبواب التيسير والتسهيل، يلتجئ إليهما الحافظ إلى الله سبحانه وتعالى معلناً عجزه، وافتقاره، وتقصيره، وطالباً منه سبحانه أن ييسر له حفظه، ويثبته له دائما.