كيف تعرف أن طفلك مصاب بالتوحد
التوحّد
هو اضطراب مستمر في النمو العصبي، يؤدّي إلى ضعف في التفاعل والتواصل الاجتماعي، وضعف في التواصل اللفظي، ويُقيّد المصاب بسلوكيات محددة ومتكررة. يتمّ تشخيصه عادةً قبل بلوغ الطفل ثلاث سنوات، وهو مرض ذو أسس وراثية، ويرتبط كذلك مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية. يُصيب هذا المرض حوالي شخصين من بين كل مئة شخصٍ في العالم، ونسبة إصابته للذكور أكبر بأربع مراتٍ من نسبة إصابته للإناث.
أعراض التوحّد
تظهر أول أعراض المرض في مرحلةٍ مبكرةٍ جداً ابتداءً من ستة أشهر، وتستمرّ لتثبت في عمر السنتين أو الثلاثة، وعادةً ما تستمر خلال فترة البلوغ، ويمتاز هذا المرض بوجود ثلاثة أعراض مجتمعةً عند كل مريض، وليس أحد العوامل أو اثنين منهم، وهذه العوامل هي:
التفاعل الاجتماعي
يظهر هذا العارض عند الأطفال الرضّع بعدم استجابتهم للمؤثرات الخارجية، وقلّة نظرهم إلى الآخرين، وقلّة ابتسامهم، وعدم استجابتهم عند سماع أسمائهم، وعند الأطفال الصغار تظهر عندهم صعوبة الحوار واستخدام أسس الحوار الأساسيّة؛ كأخذ الأدوار عند الحديث، وتصعب كذلك لديهم الإشارة إلى الأشياء أو حتى النظر إلى ما يُشار إليه، فينظرون مثلاً إلى يد الذي يشير بدلاً من المشار إليه، وصعوبة الفهم الاجتماعي لديهم، ومع ذلك فإنه من الممكن أن يكوّنوا روابطَ مع مقدّمي الرعاية لهم.
ويُمكن أن يُصاب المصابون بالتوحد بنوبات غضب وعنف، ويُدمّرون الأماكن والممتلكات بنسبٍ أكثر من الأطفال الأصحاء، ويشعرون دائماً بالوحدة على الرغم من كونهم يُفضّلون البقاء بمفردهم.
التواصل
أغلبية المصابين بمرض التوحّد لا تتطور عندهم أساسيات الحوار والخطاب اللازمة للحياة اليومية، ويُعانون من تأخّر الاستجابة، ويخطؤون في استخدام الضمائر، ويكرّرون ما يقوله الآخرون من دون فهمٍ، ويجدون صعوبةً في استخدام الخيال أو الألعاب التي تعتمد على الخيال، وفي استخدام الرموز في اللغة، وتكون لديهم صعوبة في فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم.
السلوك المتكرر
يمتاز المصابون بمرض التوحد بالتزامهم الدقيق بأنماطٍ سلوكية متنوعة، فبعضهم يقومون بحركاتٍ جسديّة؛ كتحريك الرأس أو اليدين وبعضهم يلفظ كلماتٍ أو أصواتٍ محددة، ويقاومون أيّ نوعٍ من التغيير؛ كتغيير الأثاث أو الملابس أو حتّى ألوان الأطعمة، كما ويمكن أن يستقروا على نوعٍ من أذية الأشخاص مثل العض أو الضرب، ويُفضّلون نوعاً واحداً عادةً من برامج التلفاز أو الألعاب.
كيفيّة التعامل مع المُصاب بالتوحّد
عندما نفهم طبيعة الشخص الذي أمامنا يسهل علينا التعامل معه؛ لذا علينا أن نعرف أنّ الشخص المتوحّد يجد صعوبةً بالغةً في بدء الحديث، وأنّه يفهم الكلام حرفياً ولا يفهم ما بين السطور؛ لذا علينا أن نبسّط أسئلتنا وحواراتنا، ونعطيه المزيد من الوقت كي يفهم مع الشرح المبسط، وأنّه لا يستطيع معرفة ما تشعر به من حزنٍ أو ضيق، وأنّه إذا ما كان في ضيقٍ أو ألمٍ لا يستطيع التعبير عنه، لذا علينا أن نتفهم الأمر ونحاول مساعدته قدر الإمكان.
والّشخص المتوحد صريحاً للغاية، وفي بعض الأحيان قد يكون مؤذياً للمشاعر، ولا يملك أبسط مبادئ التعامل الاجتماعي، ولا يستطيع أن يُجامل أو أن يحاول أن يخفف عنك؛ لذا علينا أن نراعي ذلك وأن نحاول أن لا نغضب أو نتحسّس، كما علينا أن لا نتوقّع منه أن يَنظر إلينا أثناء الحديث معه؛ لأنّه لا يستطيع فعل ذلك.