تبعاً للدراسات التي أجريت لمعرفة معاني حركات العين وتعلّم لغتها فإن مُعظم الأشخاص يُبدون اهتماماً بالنّظر إلى الأشياء الحية، كالبشر على سبيل المثال، بدلاً من التركيز على الأشياء غير الحيّة، كالكرسي مثلاً، ولكن في بعض الحالات فإن الأشخاص يكونون محكومون بقانون اجتماعي يقوم على ما يُعرف بالتجاهل المهذّب؛ وذلك ما يعني تجنّب التحديق أو النظر لأشخاص آخرين غرباء متواجدين في نفس المكان، أو عند الشعور بوجود مُراقبة؛ وقد عُزي سبب ذلك لكون العين وسيلة لقراءة محور اهتمام الشّخص أو بماذا يُفكّر، فيلجأ الفرد لتجنّب النظر حتّى لا يكون واضحاً للآخرين ما يدور في ذهنه.[1]
يُساعد النظر لبؤبؤ عين الشّخص المقابل في أخذ فكرة عمّا يدور في ذهنه، وما يحدد ذلك هو حجم البؤبؤ، حيث أنه ووفقاً للدراسات التي أجريت على مدى سنوات مختلفة فإن حجم البؤبؤ وتغيره من صغير لأكبر أو بقائه ضمن حجمه يُعد إشارة على على ما يُفكّر به الفرد من حيث اهتمامه بقضيّة ما أو إعجابه بأمر ما أو حتّى إنه يعبّر عن مدى عمق مشاعره سواء كانت سلبية أو إيجابيّة؛ فيكبر حجم البؤبؤ عند وجود اهتمام أو إعجاب، ولا يتغيّر حجمه عند عدم ذلك، كما أن حجمه يكبر ويتناسب طرديّاً مع قوّة المحفّز العاطفي.[2]
على الرّغم من كون الوميض أمر طبيعي، إلّا أن زيادة مستويات الوميض أو قلّتها عن المعدّل الطّبيعي تُشير لحالات معيّنة يعايشها الفرد، فكثرة الوميض من جهة ما قد تُشير لحالة من القلق أو عدم الرّاحة لدى الفرد، ومن جهة أخرى فإن الوميض بمعدّل أقل قد يُشير لأن الشّخص يحاول السّيطرة على حركات عينيه بشكل أكبر، وقد يعمد لذلك لإخفاء محور اهتمامه.[3]