كيف تترك الحبيب
الحبّ
الحبّ هو إحدى العلاقات البشرية والتي تربط ما بين رجل وامرأة، وتعد هذه العلاقة من أقوى العلاقات البشرية إن لم تكن أقواها على الإطلاق، وقد أصاب نزار قباني كبد الحقيقة عندما قال: " الحبُ في الأرضِ بعضٌ من تخيلنا، لو لم نجدهُ عليها لاخترعناهُ".
يُعرّف علماء الاجتماع الحب بأنه تلك العلاقة المتبادلة في أحاسيسها ومشاعرها ما بين اثنين، والتي تجتمع فيها ثلاث نقاطٍ مرتبطةٍ فيما بينها ولا تنفصل، أمّا إذا ما لم تتوفر إحداهن على الأقل فلا تُعتبر العلاقة حينئذٍ حُبّاً، أمّا النقاط الثلاث فهي: التقارب الروحي، والانسجام، والجاذبية نحو الآخر، وهناك عناصرٌ تُعزّز الحبّ وتُنمّيه وتُحافظ على استمراريته، كما أنّ هناك عناصر تنقص جذوته وتوهّجه في كثيرٍ من الأحيان.
أنواع الحب
تمّ الاصطلاح على نوعين من الحب، أحدهما ما يسمى الحب العذري، والآخر هو الحب الجسدي، والحب العذري هو الحبّ الذي يضبط الشهوات المحرمة ويبقيه طاهراً عفيفاً نظيفاً إلى أن تتوافر الظروف التي تحققُ شروط التحليل فيه، أمّا الحب الجسدي فهو حبٌ متموضعٌ ضمن حدود الجسد فحسب، وهذا النوع من الحب مؤقتٌ ولا يدوم.
الأسباب التي تدعو إلى إنهاء الحب
ربّما من المُستهجنِ أن نعالج مسالة الحب وكأنها علاقةٌ نستطيع إنشاءها وتوجيهها وتحديد اتجاهاتها أو إنهائها باستخدام لوحةِ تحكم، فمن الصعوبة بإمكان أن نتعامل مع العواطف والمشاعر والأحاسيس بمجرّد ضغطةٍ على الزر كما يصلح ذلك مع الآلة، فأرواحنا وقلوبنا بطبيعة الحال ليست مجرّد آلات، ولكن من الثابت في الواقع العملي أن حتّى مشاعرنا من الممكن جداً التحكّم بها، وذلك باستخدام قيم العزم والتصميم والإرادة واللواتي يتوفّرن في كل إنسانٍ ولو بنسبٍ مختلفة، وهناك حالاتٌ يكون فيها المرءُ مجبراً على أن يتخلص من الحب الخاص به، لأسبابٍ موضوعيةٍ تتعلقُ بحالة كل إنسانٍ على حدة، ويمكن إجمال الخطوط العامة لتلك الأسباب بما يلي:
- حينما يُلحق هذا الحب الأذى الكبير والمباشر بأحد طرفي هذه العلاقة أو بأسرتيهما.
- حينما تكون النتيجة المتوقعة من هذا الحب هي عدم الارتباط لاحقاً بعلاقةٍ شرعيةٍ تشرّع وتحللُ هذا الحب.
- عندما تتحوّل علاقة الحب لسببٍ من الأسباب إلى حبٍ من طرفٍ واحد.
كيفيّة إنهاء الحب
عند وجود الأسباب سابقة الذكر تُصبح الحاجة ماسةً إلى استخدام لوحة تحكّمنا الخاصة بمشاعرنا لنترك هذا الحب ونتخلص منه مستخدمين القيم التي أشرنا إليها سابقاً: العزم، والتصميم، والإرادة، وذلك باتّباع الخطوات التالية:
- اتخاذ قرارٍ لا رجعة عنه لترك هذا الحب قرارٌ لا يقبل النقض أو الاستئناف أو التأجيل.
- الابتعاد والتخلّص قدر المستطاع من كلّ ما من شأنه أن يستعيد هذا الحب؛ كالذكريات المادية والحسية المرتبطة به.
- الإيمان بأنّ عجلة الحياة ستبقى مستمرةً إلى آخر رمق، وبناءً عليه فإنّ المستقبل سيحمل الكثير من المفاجآت السارةِ لكل إنسان، ويا حبّذا لو نتذكر ما قاله إحسان عبد القدوس: " في حياة كل امرئٍ فينا وهمٌ أكبر يُدعى الحب الأول".