كيف تفقد الذاكرة
فقدان الذاكرة
يمكن تعريف فقدان الذاكرة (بالإنجليزية: Amnesia) على أنّه فقدان كامل أو جزء من القدرة على استعادة الذكريات أو الأحداث التي تمّت معايشتها خلال الدقائق، أو الأيام، أو حتى السنوات الأخيرة الماضية، وفي معظم الحالات يتمثل فقدان الذاكرة بنسيان بعض الحقائق والمعلومات ولا يتضمّن فقدان المهارات المكتسبة، وتجدر الإشارة إلى أنّه بسبب مشاركة العديد من أجزاء الدماغ في عمليّة تشكّل الذاكرة، فإنّ تعرّض أي منطقة من الدماغ إلى الإصابة أو الضرر قد يؤدي إلى المعاناة من فقدان الذاكرة، وتعتمد مدّة فقدان الذاكرة على شدّة الإصابة التي تعرّض لها الدماغ، وفي الحقيقة تمرّ عملية معالجة الذاكرة عند الإنسان بعدّة مراحل مختلفة تبدأ بالتسجيل (بالإنجليزية: Registration)؛ وهي إدخال معلومات جديدة، والترميز (بالإنجليزية: Encoding)؛ وتعني ربط المعلومات المدخلة حديثاً بالذاكرة الموجودة أصلاً في الدماغ، أو بالصور الذهنية، أو بأي شيء قد يساعد على استعادة هذه الذاكرة مجدداً، أمّا المرحلة الأخيرة فتتمثل باستعادة الذاكرة (بالإنجليزية: Retrieval) عند الحاجة.[1][2]
أنواع فقدان الذاكرة
يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الذاكرة من عدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، وضعف القدرة على تذكّر الأحداث السابقة، مثل بعض الأسماء، والتفاصيل الدقيقة، أمّا بالنسبة للمهارات الحركيّة مثل القدرة على المشي، ومهارات إتقان لغة أخرى مثلاً تبقى سليمة لدى الشخص المصاب، ويوجد العديد من أنواع فقدان الذاكرة المختلفة، نبيّن بعضاً منها على النحو الآتي:[3][4]
- فقدان الذاكرة التقدميّ: (بالإنجليزية: Anterograde amnesia) ويتمثّل هذا النوع من فقدان الذاكرة بعدم قدرة الشخص على تخزين ذاكرة جديدة بعد تعرّضه لمسبّب الحالة، مثل التعرّض لصدمة في الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من فقدان الذاكرة قد يكون مؤقتاً، مثل فقدان الذاكرة الناجم عن تناول الكحول، أو قد يكون دائماً نتيجة التعرّض لإصابة في الدماغ، ولا تتأثر قدرة الشخص في استعادة الأحداث والمعلومات التي تمّ تخزينها في الذاكرة قبل التعرّض للمسبب، ويحدث هذا النوع من فقدان الذاكرة عند إلحاق الضرر بإحدى المناطق المسؤولة عن تكوين الذاكرة في الدماغ تدعى الحصين (بالإنجليزية: Hippocampus).
- فقدان الذاكرة الرجعيّ: (بالإنجليزية: Retrograde amnesia) ويتضمن هذا النوع فقدان المعلومات والأحداث الموجودة أصلاً في الذاكرة، والتي حدثت وخزنت قبل التعرّض للمسبّب الذي أدّى إلى فقدان الذاكرة، وغالباً ما تتأثر الذاكرة الحديثة فقط في هذه الحالة، ولكنّ فقدان الذاكرة قد يتفاقم بشكلٍ تدريجيّ حتى يتضمن الذاكرة القديمة في بعض الحالات، مثل فقدان الذاكرة الناجم عن الإصابة ببعض الأمراض مثل الخرف (بالإنجليزية: Dementia)، ولا يؤثر هذا النوع من فقدان الذاكرة في قدرة الشخص على تكوين ذاكرة جديدة بعد الإصابة، إلّا أنّه في بعض الحالات قد يعاني الشخص من فقدان الذاكرة الرجعيّ والتقدميّ في الوقت نفسه.
- فقدان الذاكرة الشامل العابر: (بالإنجليزية: Transient global amnesia) وهو نوع نادر الحدوث، وغالباً ما يصيب كبار السن، خاصةً الذين يعانون من أمراض في الأوعية الدموية، ويتضمن هذا النوع فقدان جميع أنواع الذاكرة بشكلٍ مؤقت، كما قد تؤثر الحالات الشديدة منه في قدرة الشخص على تشكيل ذاكرة جديدة أيضاً.
- أنواع أخرى لفقدان الذاكرة: مثل فقدان الذاكرة الناجم عن التعرّض لصدمة (بالإنجليزية: Traumatic amnesia)، وفقدان الذاكرة الفصاميّ (بالإنجليزية: Dissociative amnesia)، الذي يؤدي إلى نسيان المريض لهويته وشخصه.
أسباب فقدان الذاكرة
هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بفقدان الذاكرة، نذكر منها ما يأتي:[2][4]
- الإصابة بنقص الثيامين (بالإنجليزية: Thiamin deficiency)؛ وذلك لدى المرضى الذين يعانون من إدمان الكحول، أو أولئك المصابون بنقص التغذية الشديد، إذ يسبّب نقص الثيامين كل من الاعتلال الدماغيّ الفيرنيكيّ (بالإنجليزية: Wernicke encephalopathy)، أو ذهان كورساكوف (بالإنجليزية: Korsakoff psychosis).
- المعاناة من الخرف (بالإنجليزية: Dementia)؛ وغالباً ما يفقد الأشخاص الذين يعانون من الخرف الذكريات الحديثة بشكلٍ أكبر وقبل فقدانهم للذاكرة القديمة، وهنالك عدّة أشكال من مرض الخرف، منها مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer’s disease).
- التعرّض لضربة أو إصابة في الدماغ، بالإضافة إلى المعاناة من أورام في الدماغ، أو التعرّض للسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، ومن الشائع أن يسبّب ارتجاج الدماغ (بالإنجليزية: Concussion) اختلالاً في ذاكرة المصاب، وفي الأحداث التي تضمنتها الساعات، أو الأيام، أو حتى الأسابيع التي كانت قبل أو بعد الحادثة.
- المعاناة من التهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis).
- المعاناة من نوبات الصرع (الإنجليزية: Seizures).
- التعرّض لنقص الأكسجين في الدماغ (بالإنجليزية: Brain anoxia)، ويتفاوت حجم الضرر الحاصل في الدماغ في هذه الحالة بناءً على مدّة انقطاع الأكسجين، وفي الحالات البسيطة قد يكون فقدان الذاكرة مؤقتاً.
- الإصابة بالانسداد الصميميّ (بالإنجليزية: Embolic occlusion) وتحديداً عند حدوثه في أعلى الشريان القاعديّ (بالإنجليزية: Basilar artery)، الذي يغذي الفص الصدغيّ الأماميّ.
- التعرّض للتوتر، أو إلى صدمة نفسية شديدة، إذ تؤدي هذه الاضطرابات، إلى اختلال في الذاكرة، نتيجة رفض الدماغ استقبال الأفكار، أو المعلومات، أو المشاعر، التي لا يمكنه تحملها.
- التسمّم بالأدوية؛ مثل التسمم بأمفوتيريسين ب (بالإنجليزية: Amphotericin B)، أو الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium).
- الخضوع للمعالجة بالتخليج الكهربائيّ (بالإنجليزية: Electroconvulsive therapy) قد يلجأ البعض إلى هذا النوع من العلاج للمساعدة على التخلّص من بعض المشاكل النفسيّة، مثل الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، وقد يعاني الشخص المصاب من فقدان ذاكرة رجعيّ لأسابيع أو أشهر قبل العلاج، إضافة إلى إمكانية فقدانه للذاكرة بشكلٍ تقدميّ، وغالباً ما تزول هذه الحالة خلال مدّة أسبوعين تقريباً.
- المعاناة من أورام في منطقة تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamic tumors).
المراجع
- ↑ "Amnesia", www.msdmanuals.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ^ أ ب "Amnesias", www.msdmanuals.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ↑ "Amnesia", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.
- ^ أ ب "Amnesia", www.healthline.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.