كيفية حب الصلاة

الصلاةتعدّ الصلاة من الفروض التي لا يجوز التهاون في أدائها بأيّ حالٍ من الأحوال، مهما كان حال العبد من سفرٍ أو مرضٍ أو خوفٍ، حتى إنّ الله تعالى أمر المقاتلين

الصلاة

تعدّ الصلاة من الفروض التي لا يجوز التهاون في أدائها بأيّ حالٍ من الأحوال، مهما كان حال العبد من سفرٍ أو مرضٍ أو خوفٍ، حتى إنّ الله تعالى أمر المقاتلين بالصلاة حال القتال ولقاء العدو، حيث قال: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ* فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ)،[1] ولا يوجد أيّ عذرٍ لأحدٍ بترك الصلاة وعدم أدائها إلا المرأة الحائض والنفساء، كما أنّ الصبيّ مأمورٌ بأداء الصلاة، ودليل ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر)،[2] وتلك الأوامر بالصلاة؛ لأنّ الصلاة تعدّ صلةً بين العبد وربّه عزّ وجلّ، وبها تحصل الراحة والسكينة والطمأنينة للعبد، وتغذّى الروح، ويقوى البدن والجسد، ومن الجدير بالذكر أنّ الصلاة تعدّ العبادة الوحيدة التي فرضها الله تعالى على الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- دون أيّ واسطةٍ، وكانت أوّل الأمر خمسين صلاةً، ثمّ خفّفها الله تعالى فأصبحت خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، كما أنّ الصلاة من أكثر الفرائض التي ورد ذكرها في القرآن الكريم؛ دلالةً على كونها ذات مكانةٍ رفيعةٍ ومنزلةٍ جليلةٍ؛ فهي عمود الدين كما ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصَّلاةُ، وذروةُ سَنامِهِ الجِهادُ)،[3] والصلاة تعدّ ركناً من أركان الإسلام الخمسة.[4]

كيفيّة حبّ الصلاة

على المسلم أن يجاهد أهواء نفسه وشهواتها، ووساوس الشيطان ويقبل على أداء الصلاة بكلّ حبٍّ ورغبةٍ، إلا أنّ ذلك يتطلّب بعض الأمور، وفيما يأتي بيان بعضها:[5]

  • العلم علم اليقين بأنّ الصلاة من أعظم أركان الإسلام، ويجب أن يكون هذا الاعتقاد في قلب المسلم في كلّ الأوقات والأحوال والظروف، والعلم بأنّ الصلاة أول شرطٍ اشترطه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على المسلمين بعد التوحيد، كما أنّها رأس العبادات الجسديّة، وهي من فروض العين على كلّ مسلمٍ، كما دلّ على ذلك القرآن الكريم والسنّة النبويّة وإجماع العلماء، وممّا يزيد من مكانتها؛ فرضها على المسلمين ليلة الإسراء والمعراج.
  • إن المحافظة على أداء الصلاة تقدّر بكمية تعظيم الإسلام في قلب المسلم، وفي المحافظة على الصلاة محافظةٌ على ما سواها من الأركان والواجبات، حيث إنّ من حافظ على الصلاة يكون لغيرها أحفظ وأحرص، وورد بخصوص ما سبق قولٌ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: (إنّ أهمّ أموركم عندي الصلاة فمن حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، كما أنّ الصلاة كالعون والسند للعبد على إقامة الأركان، فهي الي تذكّر العبد بتمام العبودية لله تعالى، والذل له فيها.
  • إنّ ممّا يدلّ على أهمية الصلاة، ورفعة مكانتها؛ أنّها كانت آخر وصايا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل مماته، وذلك ممّا رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: (كان آخِرُ كلامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الصلاةَ الصلاةَ، اتَّقُوا اللهَ فِيما مَلَكَتْ أيْمانُكُمْ)،[6] فدلّ على أنّ الواجب على المسلم المحافظة على أداء الصلاة.
  • إنّ الصلاة المرآة لعمل المسلم، وبالصلاة تتحقّق متابعة المسلم للأعمال الصالحة التي تقرّبه من الله تعالى، كما أنّها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (أوَّلُ ما يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإِنْ صلَحَتْ صلَح له سائرُ عملِهِ، وإِنْ فسَدَتْ، فَسَدَ سائرُ عملِهِ)،[7] كما أنّ الصلاة من معايير التفاضل بين الناس، فلا يكون التفاضل بين الأشكال أو الأجناس أو المظاهر أو الأنساب، ومن الجدير بالذكر أنّ الاستهانة بالصلاة هو في الحقيقة استهانةٌ بدين الإسلام.
  • إنّ الله تعالى أطلق على الصلاة لفظ الإيمان في القرآن الكريم، حيث قال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ)؛[8] ممّا يدلّ على أنّ الإيمان لا يكتمل إلا بالعمل، كما أنّ الصلاة خصّت بالإيمان، ممّا يدلّ على الصلة والرابطة القويّة بين الصلاة والإيمان.
  • إنّ الصلاة تعدّ بمثابة البراءة من النفاق، حيث إنّ الله تعالى وصف المنافقين في القرآن الكريم بأنّهم كسالى عن الصلاة، وإن أقاموها كان ذلك رياءً للناس، حيث قال الله عزّ وجلّ: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).[9]
  • إنّ الصلاة هي طريق المؤمنين، وطريق أولياء الله تعالى الذين لا خوف ولا حزن عليهم، والواجب على المسلم الاقتداء بهم، والسير على نهجهم في طاعة الله تعالى وإقامة أوامره.

عقوبة تارك الصلاة

أجمع العلماء على أنّ ترك الصلاة جحوداً وإنكاراً لها يعدّ كفراً خروجاً عن ملّة الإسلام، ولكن إن كان تركها تكاسلاً وتهاوناً بها مع العلم بفرضيتها والإيمان بها فلا يعدّ كافراً عند بعض العلماء لكنّه آثمٌ يستحقّ العقاب، وبعض العلماء قال إنّ تركها تكاسلاً حتى كفرٌ يبيح دم تاركها ويحلّ قتله، وذلك ما ذهب إليه الإمام أحمد بن حنبل، كما نقل أيضاً عن الصحابة رضي الله عنهم، وكما ورد عن إسحاق بن راهويه من أنّ العلماء أجمعوا على ذلك، والحقيقة أنّ من العلماء من قالوا بأن تارك الصلاة تكاسلاً يقتل حداً وليس كفراً، وهو مذهب الإمامان مالك بن أنس والشافعي، وذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بأنّه يحبس حتى يصلي، ومن العلماء من قال: تارك الصلاة تكاسلاً يستتاب، وإن لم يتب يقتل ردّةً.[10]

المراجع

  1. ↑ سورة البقرة، آية: 238-239.
  2. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 298، صحيح.
  3. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2616، صحيح.
  4. ↑ "الصلاة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.
  5. ↑ "لماذا نصلي؟"، audio.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 4616، صحيح.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2573، صحيح.
  8. ↑ سورة البقرة، آية: 143.
  9. ↑ سورة النساء، آية: 142.
  10. ↑ "عقوبة تارك الصلاة"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-9-2018. بتصرّف.

المقال السابق: كيف تكون الفتاة المسلمة
المقال التالي: كيف أكتشف حب زوجي لي

كيفية حب الصلاة: رأيكم يهمنا

0.0 / 5

0 تقييم

5
(0)

4
(0)

3
(0)

2
(0)

1
(0)