كيف يكون حب الرسول طب 21 الشاملة

كيف يكون حب الرسول طب 21 الشاملة

حب الرسول

بلّغ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- رسالة رب العالمين كاملةً دون زيادةٍ أو نقصانٍ، فقد تحلّى بمكارم الأخلاق وأرفعها، قال الله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)،[1] فأَسَرَ الرسول القلوب حبّاً، وأرشد العباد إلى عبادة الله وحده دون الإشراك به.[2]

تعريف محبة الرسول

يقصد بمحبة الرسول ميل قلب المؤمن إليه ميلاً يتحقّق فيه إيثار حبّه على كلّ ما سواه، بل إيثار حبّه على حب النفس، ممّا يدفع المسلم لجعل همه وفكره منشغلان بما يُرضي الله ورسوله من أقوالٍ وأفعالٍ، لذلك كانت محبة الرسول من أَجَلِّ وأرفع أعمال القلوب، وأصلٌ عظيمٌ يتوقف على وجوده كمال الإيمان.[3]

حكم محبة الرسول

تجب محبّة محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- على كلّ مسلمٍ،[4] وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من النصوص التي تدلّ على وجوب محبة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منها:[5]

مظاهر حب رسول الله

هناك العديد من أشكال ومظاهر حب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وفيما يأتي بيانها بشيءٍ من التفصيل.

طاعته واتّباعه

يُقصد بطاعة الرسول فعل المسلم لكلّ ما أمر به الرسول وترك كلّ ما نهى عنه، وذلك إن كان أمره يفيد الوجوب ونهيه يفيد التحريم، سواءً كان ذلك في القول أو العمل أو الاعتقاد، ولكن إن كان الأمر يدلّ على الندب والنهي يدلّ على التنزيه فلا يترتب أي إثمٍ أو حرجٍ في الفعل أو الترك.[10]

نصّت العديد من آيات القرآن الكريم على وجوب طاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منها:[11]

هناك العديد من المظاهر التي تدلّ على طاعة المسلم للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منها:[10]

أمر الله -تعالى- بطاعة أنبيائه ورسله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ)؛[16] إذ إنّهم معصومون من عنده،[17] وتجدر الإشارة إلى أنّ الغاية التي من أجلها أرسل الله الرسل تتمثّل في الطاعة، وتأكّدت طاعة الرسول محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-لأنّ رسالته كانت خاتمة الرسالات،[18] وتكمُن أهمية طاعته في عدة أمورٍ، يُذكر منها أنّ طاعته:[17]

تعظيمه وتوقيره

يُقصد بتعظيم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اعتقاد المسلم بأنّ سنّته خير السنن فيحبّه ويتّبعه حقاً في الظاهر والباطن، مع الحرص على عدم تجاوز حدود الله أو الغلوّ أو التقصير،[23] وهناك العديد من دلائل توقير النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، منها: الصلاة عليه، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،[24] والأمر بالصلاة عليه يقتضي الوجوب؛ لذا قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (رغِمَ أنْفُ رجلٍ ذكِرْتَ عندهُ فلم يُصِلّ عليّ).[25][26]

نصرته والدفاع عن سنته

إن من أوضح الأدلة التي تبيّن صدق محبة المسلم للرسول نصرته والدفاع عن سنته، قال الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)،[27] والقدوة في ذلك الصحابة -رضي الله عنهم- الذين قدّموا وبذلوا أعظم الأعمال الصادقة الدالّة على حبهم وإيثارهم له على أنفسهم وأموالهم وأولادهم للدفاع عنه وعن سنّته.[26]

من فضل الله -تعالى- وكرمه على نبيِّه أنّه تكفّل ابتداءً بالدفاع عنه وتأييده والوقوف معه، قال سبحانه: (إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئينَ)،[28] كما أنّ الله ردّ كلّ الادّعاءات الباطلة حول النبي من اتّهامه بالجنون، فقال: (وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ)،[29] ومن اتّهامه بالسحر، فقال: (إِذ يَقولُ الظّالِمونَ إِن تَتَّبِعونَ إِلّا رَجُلًا مَسحورًا)،[30] وقد توعّد -سبحانه- المستهزئين والمسيئين للرسول بقوله: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر)،[31] لذا فمن الواجب على المسلم الدفاع عن النبي، مع الحرص على التحلّي بالأخلاق التي حثّ عليها، مع الدفاع عنه وردّ أي شبهةٍ قد تتعرّض له.[32]

يمكن للمسلم الدفاع عن رسول الله ونصرته وردّ الشبهات عن سنّته بالعديد من الوسائل، يُذكر منها:[33]

الاقتداء به

قال الله -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا)،[1] فقد أمر الله المسلمين بالاقتداء بالنبي، وجعل ذلك سبباً للهداية، فقال: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)،[34] فإن اقتدى المسلم برسوله نال الاستقامة على طريق الهدى والحق، والثبات على أوامر الإسلام.[35]

هناك الكثير من صور الاقتداء بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في عبادته، يُذكر منها:[36]

إن من صور الاقتداء بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في أخلاقه ما يأتي:[36]

حب أصحابه وآل بيته

شرّف الله -سبحانه- الصحابة بصحبتهم للنبي والدفاع عن الإسلام، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، فكان حقّاً على المسلمين حبّهم وتعظيمهم وإكرامهم والاقتداء بهم،[42] مع عدم التحدّث فيما شجر بينهم من خلافاتٍ بالاعتقاد بأنّهم مجتهدون، إمّا أن يصيبوا أو يخطئوا، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك لا يقتضي الغلوِّ في توقيرهم.[43]

وردت عدّة نصوصٍ تدلّ على وجوب حبّ الصحابة -رضي الله عنهم-، منها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأنْصارِ، وآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنْصارِ)،[44] فمن كمال إيمان المسلم حبّه للأنصار؛ لوفائهم ونصرتهم لرسول الله وحُسْن جواره، ولا يلزم من ذلك ترجيحهم على المهاجرين من الصحابة الذين تركوا أوطانهم وأموالهم وأهليهم حبّاً به، بل لا بدّ من توقير الصحابة وحبّهم المهاجرين منهم والأنصار.[42]

محبّة آل البيت من محبّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومحبّة النبي من محبّة الله - تعالى-، وآل البيت هم: زوجات النبي، وآل علي بن أبي طالب، وآل جعفر بن أبي طالب، وآل العباس بن عبد المطلب، إضافةً إلى نسلهم جميعاً، ويمكن الاستدلال على مكانة آل بيت النبي بعدّة أدلةٍ، منها:[45]

وسائل التربية على حب الرسول

إن من فضل الله -تعالى- على الأمة الإسلامية أن جعل نبيّها محمداً أفضل الرسل وخاتمهم، كما جُعلت محبته عبادةً يتقرّب بها العبد إلى الله، لذلك كان لا بدّ من تنشئة النفس وتربيتها على حبّ الرسول بمختلف الوسائل، يُذكر منها:[48]

ثمار محبة الرسول

هناك العديد من الثمار التي يجنيها المسلم من محبته للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منها:[50]

المراجع

  1. ^ أ ب سورة الأحزاب، آية: 21.
  2. ↑ محمد جميل زينو (1418 هـ)، توجيهات إسلامية (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 88-89. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الرؤوف عثمان (1414 هجري)، محبة الرسول بين الاتباع والابتداع (الطبعة الأولى)، الرياض: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 40-42. بتصرّف.
  4. ^ أ ب حسين بن قاسم القطيش، "محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
  5. ↑ عبد الرؤوف عثمان (1414 هجري)، محبة الرسول بين الاتباع والابتداع (الطبعة الأولى)، الرياض: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 41-48. بتصرّف.
  6. ↑ سورة التوبة، آية: 24.
  7. ↑ سورة الأحزاب، آية: 6.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 15، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن هشام، الصفحة أو الرقم: 6632، صحيح.
  10. ^ أ ب أبو بكر جابر الجزائري (1409هجري/1989م)، هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار الخاني، صفحة 562. بتصرّف.
  11. ↑ أحمد بن هاشم، كتابة السنَّة النَّبويَّة في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في حفظ السنَّة النَّبويَّة، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 9-14. بتصرّف.
  12. ↑ سورة النساء، آية: 171.
  13. ↑ سورة النساء، آية: 136.
  14. ↑ سورة آل عمران، آية: 32.
  15. ↑ سورة النساء، آية: 59.
  16. ↑ سورة النساء، آية: 64.
  17. ^ أ ب محمد فقهاء (14-3-2012)، "في الأمر بطاعة النَّبي والتحذير من مخالفته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  18. ↑ أحمد بن هشام، كتابة السنَّة النَّبويَّة في عهد النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم والصحابة أثرها في حفظ السنَّة النَّبويَّة، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 11. بتصرّف.
  19. ↑ سورة آل عمران، آية: 31.
  20. ↑ سورة النور، آية: 63.
  21. ↑ سورة النساء، آية: 80.
  22. ↑ سورة النجم، آية: 3-4.
  23. ↑ محمد بن العثيمين، فتاوى نور على الدرب، صفحة 2، جزء 9. بتصرّف.
  24. ↑ سورة الأحزاب، آية: 56.
  25. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3545، حسن غريب.
  26. ^ أ ب ت أحمد الصويان، "دلائل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بين السنَّة والبدعة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-11-2019. بتصرّف.
  27. ↑ سورة الحشر، آية: 8.
  28. ↑ سورة الحجر، آية: 95.
  29. ↑ سورة التكوير، آية: 22.
  30. ↑ سورة الإسراء، آية: 47.
  31. ↑ سورة الكوثر، آية: 3.
  32. ^ أ ب عبد الكريم الخصاونة (23-05-2010)، " الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم واجب شرعي"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 21-11-2019. بتصرّف.
  33. ↑ أحمد الفرجابي (4-3-2008)، "وسائل نصرة النَّبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  34. ↑ سورة النور، آية: 54.
  35. ↑ أبو بكر جابر الجزائري (1904 هجري/ 1989 م)، هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار الخاني، صفحة 564-565.
  36. ^ أ ب مثنى الزيدي (12-12-2011)، "كيف نقتدي بالنَّبي صلى الله عليه وسلم"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
  37. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 6407، صحيح.
  38. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4837، صحيح.
  39. ↑ سورة الزمر، آية: 33.
  40. ↑ سورة النحل، آية: 127.
  41. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6138، صحيح.
  42. ^ أ ب "المطلب الأول:وجوب محبتهم"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  43. ↑ عبد الرحيم السلمي، دراسة موضوعيَّة للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية، صفحة 1، جزء 17. بتصرّف.
  44. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3784، صحيح.
  45. ↑ عمر محمد (25-9-2010)، "فضل آل بيت النَّبي ومنزلة من أحبهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  46. ↑ سورة الشورى، آية: 23.
  47. ↑ سورة الأحزاب، آية: 33.
  48. ↑ همام الحارثي (2-2-1434هجري)، "التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  49. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6304، صحيح.
  50. ↑ "محبة النبي دوافع ومقتضيات"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2019. بتصرّف.
  51. ↑ سورة النحل، آية: 97.
  52. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 6171، صحيح.