كيف تصنع الورق طب 21 الشاملة

كيف تصنع الورق طب 21 الشاملة

الورق

يُعَدّ الورق مُنتَجاً من أهمّ المُنتَجات الصناعيّة في يومنا هذا؛ فهو المادّة الأساسيّة لنَشْر المعلومات، حيث تُطبَع الكُتُب، والمجلّات، والجرائد عليه، كما يحصل الأفراد على المعلومات من الحواسيب مطبوعة عليه، ومهما تطوَّرت الوسائل الإلكترونيّة في المذاكرة، والعمل، فإنّ المُؤسَّسات على اختلافها لا يمكنها مواصلة العمل دون الطباعة والكتابة على الورق،[1] وكلمة الورق مُشتَقّة من اسم نبات البردي (بالإنجليزيّة: Plant Papyrus) الذي كان يُصنَع منه ورق البردي، حيث كان هذا النبات ينمو بشكل كبير على ضفاف نهر النيل في مصر.[2]

وقد توصَّل المصريّون القُدامى إلى استخدام ورق البردي للكتابة عليه في نحو عام 2700ق.م، حيث كان هذا الورق رخيص الثمن، وفي متناول أيدي الجميع، كما أنّ ورق البردي كان عبارة عن مادّة خفيفة ومَرِنة يمكن الكتابة عليها بسهولة،[3] ويُعَدّ ورق البردي من أكثر الموادّ التي اسُتخدِمت على نطاق واسع في العصور القديمة، والجدير بالذكر أنّه لا يزال هناك العديد من سجلّات البردي الموجودة إلى يومنا هذا،[2] ولا تقتصر صناعة الورق على الورق المُستخدَم في الكتابة والطباعة فقط، بل يُصنَع الورق المُقوّى المُستخدَم في التغليف، والتعبئة، والورق الخاصّ بالعَزْل أيضاً، وهناك ورق التجفيف، والمناديل، والمناشف الورقيّة.[1][2]

ويُصنَع الورق بشكل أساسيّ من ألياف السليلوز، ويتمّ الحصول على الألياف اللازمة من عدّة مصادر نباتيّة، كنبات الخيزران، والحلفا، والقطن، والقنّب، وسيقان القمح، وسيقان الأرز، وعيدان قصب السكّر، وغيرها من الأخشاب الأخرى، والجدير بالذكر أنّه يتمّ إنتاج عدّة أنواع من الورق تختلف في صفاتها؛ وفقاً لنوع الألياف المُستخدَمة في التصنيع، وقد كان القُطن والكتّان من أهمّ الموادّ الخام التي تُستخدَم في صناعة عجينة الورق، وعلى الرغم من استبدالها بالأخشاب، سواء كانت من قِطَع أشجار الغابات، أو من النفايات الناتجة عن الأعمال الخشبيّة، إلّا أنّ ألياف الكتّان والقُطن لا تزال تُستعمَل لإنتاج الورق عالي الجودة، وخاصّة ورق الأعمال التجاريّة، والأعمال الفنّية التي يتمّ الاحتفاظ بها لفترة طويلة جدّاً، أمّا نفايات الورق، فلا يتمّ التخلُّص منها وإتلافها، وإنّما إعادة تدويرها؛ لصناعة ورق جديد، وذلك من خلال تجميع نفايات الأوراق، سواء كانت صُحفاً، أو مجلّات، أو غيرها، وتنظيفها من الحِبر، وصُنْع عجينة جديدة قابلة للاستعمال مرّة أخرى، وصناعة الورق منها من جديد.[1][2]

كيفية صناعة الورق

يُصنَع الورق من الألياف النباتيّة بشكل عام، ومن الأمثلة عليها ألياف نبات البردي؛ حيث تُؤخَذ من نبات البردي شرائط طوليّة تُوضَع بشكل مُتعاكس في طبقتين أو ثلاث طبقات فوق بعضها البعض، ومن ثمّ يتمّ تبليلها بالماء، ثمّ تُرَصّ وتُضغَط بشكل جيّد حتى تتماسَك، ومن ثمّ تُجفَّف على هيئة وُرَيقات مُنفصِلة عن بعضها، والجدير بالذكر أنّه في حال قَطْع سيقان نبات البردي وهي رَطبة، فإنّها سوف تتماسك بشكل طبيعيّ؛ بسبب العُصارة الموجودة في الألياف، أمّا في حال قَطْع السيقان وهي جافّة، فعندئذٍ تُستخدَم مادّة لاصقة كي تتماسك الأوراق مع بعضها البعض؛[3] حيث يتمّ وَضْع المادّة اللاصقة المصنوعة من نشا الأرز على طرف الورقة، ثمّ حَفّها بحجر الخفاف، والجدير بالذكر أنّ ورق البردي ضعيف ويتقطَّع بسرعة عند تعرُّضه للإجهاد، علماً بأنّ ورق البردي كان يُستخدَم على شكل لفائف، كما كان يُستخدَم على شكل مخطوطات تتمّ خياطتها في مجموعات صغيرة، إضافة إلى أنّ الوثائق المكتوبة على ورق البردي كانت تُحفَظ في جرار فخّارية، ولم تكن أوراق البردي متساوية في حجمها، وإنّما كانت تُصنَع بأبعاد مختلفة؛ فكان عَرْضها يتراوح من 90-548سم، وقد عُرِفت أطول ورقة بردي باسم برديّة هاريس، حيث وصل طولها إلى 4053سم.[3]

صناعة الورق من الخشب

أمّا صناعة الورق من الأخشاب بشكل عام، فتتمّ فيها ثلاث عمليّات؛ لتحويل الخشب إلى عجينة يُصنَع منها الورق، وهذه العمليّات هي: عمليّات آليّة، وعمليّات كيميائيّة، وعمليّات شبه كيميائيّة (وهي التي تضمّ العمليّات الكيميائيّة والآليّة معاً)، ويمكن توضيح طريقة صُنْع الورق من الخشب من خلال العمليّات شبه الكيميائيّة بالخطوات الآتية:[1]

صناعة ورق منزليّ

يمكن صُنْع ورق منزليّ بشكل يدويّ، وهنا يجدر الذكر أنّ الطريقة الآتية تتعلَّق بصناعة الورق يدويّاً باستخدام أوراق أخرى غير مرغوب بها، كما أنّ الورق الناتج لن يكون ذا ملمس ناعم مثل الورق المصنوع في مصانع الورق باستعمال الآلات، حيث تتمثّل الطريقة بما يأتي:[4]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض- المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 76-79، جزء 27 (و-ي). بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث Kenneth W. Britt, "Papermaking"، www.britannica.com, Retrieved 2018-8-16. Edited.
  3. ^ أ ب ت د. عبد اللطيف محمد سلمان، الورق، نشأته- وظيفته- تطور صناعته عبر التاريخ ، صفحة 159، 168. بتصرّف.
  4. ↑ "HOW TO MAKE HANDMADE PAPER", www.instructables.com, Retrieved 2018-8-17. Edited.