تقوم عمليّة تنمية الشّجاعة في شخصيّة الطّفل على إمداده بالثّقة بنفسه تبعاً لما يُسمى بالإشارة الاجتماعيّة، حيث يقوم الطّفل عادةً بالنّظر إلى والديه عند حصول موقف ما لتحديد مدى خطورته أو مدى قدرته على التعامل مع هذا الموقف تبعاً لرد فعل الأهل، وفي هذا السّياق فإن دور الأهل يحتّم عليهم أن يُظهروا للطّفل إيمانهم بقدراته على التأقلم ضمن الظّروف المُختلفة مهما كانت صعوبتها.[1]
يميل الأطفال للقيام بالأمور بنفس الطّريقة التي يقوم بها آباءهم، ويُمكن الاستفادة من هذه الخاصيّة في سبيل جعلهم أكثر شجاعة من خلال اتّباع خطوات معيّنة يُشكّل الأهل من خلالها نموذجاً للطّفل ليتعلم منه، فيبدأ الأهل بالخروج من منطقة الرّاحة الخاصّة بهم لتتم مواجهة مخاوفهم ثُم التّعبير أمام الطّفل عن مدى روعة التحرّر من هذه المخاوف، وبالتّالي سيلجأ الطّفل لمواجهة تحدياته الخاصّة بنفس الأسلوب.[2]
تقوم عمليّة تنمية الشجاعة في نفس الطّفل من خلال تقليل اعتماده على الأهل، وبناء قدرته على التعامل مع مشاكله الخاصّة وإيجاد الحلول لها بشجاعة، ويُطبّق ذلك من خلال توقّف الأهل عن إصلاح المشاكل الّتي يقع بها الطّفل ودعوته للقيام بذلك بنفسه، فعند قيام الأهل بحل المشاكل بدلاً من طفلهم ستصل إليه رسالة ضمنيّة تبين له أنه غير قادر على تولي أموره بمفرده، ولا يُعد ذلك صحيحاً.[2]
يُمكن النّظر في استراتيجيّات أخرى للمساعدة في جعل الطّفل أكثر شجاعة، ومن ذلك:[3]