-

كيفية حفظ القرآن الكريم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرآن الكريم

من رحمة االله في خلقه بأنه لم يتركهم دون أن يبيّن لهم السبل والطرق التي ترشدهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة، فأرسل لهم الرسل وأنزل معهم الكتب التي هي بمثابة المنارة والبرهان على صدق هذا النبي الكريم، وما في هذه الكتب من أحكام وتشريعات جاءت لتنظم حياة الإنسان، بالشكل والآلية التي يحبها الله، حتى إذا ما غربت تلك الأمم وانقضت آثارها، جاء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فنسخ الله الكتب السماوية جميعها ليكون القرآن الكريم هو كتاب البشرية ومعجزتها الخالدة إلى قيام الساعة.

كيفية حفظ القرآن الكريم

حفظ القرآن ليس بالصعب بل هو ميسّرٌ لمن يسره الله عليه، غير أنه يستوجب قليلاً من الجهد والعمل إلى أن نتمكن منه حفظاً وتثبتاً، ولهذا كله سنورد لكم بضعاً من الخطوات الصغيرة التي من شأنها أن تكون سبباً في الوصول إلى هذا الشرف العظيم بحمل كتابه العزيز، وهي كالتالي:

  • إن أولى الخطى نحو حفظ كتاب الله عز وجل تخّير أفضل الأوقات الذي يكون فيه الفكر صافياً لا تشوبه شائبة، وعليه فإن وقت الفجر هو أفضلها وأخيرها، وهذا بإجماع جمهور من العلماء.
  • ثم ضع لنفسك الخطة التي ستمشي عليها، واحرص على أن تجعل لنفسك صفحة واحدة من القرآن تحفظها كلَّ يوم مع التكرار المتواصل لها مراراً خلال اليوم.
  • وفي اليوم التالي تقوم بمراجعة ما حفظته بالأمس قبل الشروع بالحفظ الجديد.
  • هذا وتستمر على تلك الكيفية إلى نهاية الأسبوع.
  • ثم تداوم على هذا البرنامج طيلة فترة الحفظ تلك، مع مراعاة التكرار المستمر لكل سورة جديدة، والتوقف عندها قليلاً حتى تتمكن منها، لتكمل بعد ذلك.
  • وتنبّه إلى أنّ القرآن سهل الحفظ وسهل النسيان، وعلى ذلك فإياك التعجل في الحفظ كي لا يتفلت منك بعد ذلك.
  • وإذا ما انقضت المهلة وأتممت الكتاب بفضل سبحانه، فإنه يتوجب عليك هنا أن تداوم على برنامج آخر وتستمر عليه على الدوام لتحفظ سيرَ ما كنت بدأت به، ويكون على خطوتين:
  • أولاهما أن يكون لك ورد من القرآن في كل يوم، وألا تتركه مهما كانت الظروف.
  • وثانيهما أن تواظب على الفجر كما أسلفت فتجعل لك كل في يوم موعداً مع تكرارٍ لسورة من السور، مع المواظبة على هذا دون انقطاع.

فضل حفظ القرآن الكريم

وإذا كان القرآن العظيم هو كلام الله الخالد المعجز المنزه عن كل نقص وزيف وتحريف، فقد حَبا الله حامله وصاحبه وحافظه بعدد من الفضائل التي استحق بها هذه المكانة الرفيعة، ونُجْمِلُ بعضاً منها:

  • إن لله أهلين وإن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، وهذا شرف عظيم لا يستأثر به أحد سوى حافظ القرآن.
  • كما أن تعلّم القرآن وعلومه هو من أشرف أنواع العلوم على الإطلاق، وخير الناس على وجه الأرض حفظة القرآن وحملته، مصداقاً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
  • إن لصاحب القرآن مكانةً ورفعةً لا ينالها أحدٌ سواه.
  • القرآن سبب في الهداية والرشاد والفلاح في الدنيا.
  • كما أن القرآن يحفظه من الفتن إذا ما وقعت، كذلك يثبته ويشدّ من أزره عند موته حتى أنه يدخل بين كفنه ولحده، ويحجز عنه العذاب ويؤنسه وينير عليه قبره، فإذا أذن الله بالبعث يوم القيامة كان القرآن أول من يأتي إلى صاحبه حين ينشق عنه القبر فيصطحبه معه ويأمن روعه ويظله فيحجب عنه حر الشمس إذا ما دنت من الرؤوس، بل إنه كذلك يرويه إذا ما اشتد العطش بالناس، ويظل به كذلك إلى أن يدخله الجنة.