-

كيفية حفظ القرآن بسهولة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

القرآن الكريم

ذهب أهل اللغة إلى أن كلمة قرآن مشتقةٌ من قرأ بمعنى جمع وضمّ بعضه إلى بعض، ومعنى القرآن الجمع والضمّ، حيث تقول العرب ما قرأت هذه الناقة سلى قط، و ما قرأت جنيناً، أي لم تضمّ في رحمها ولداً قط، وقد بيّن أهل العلم أن سبب التسمية يرجع إلى أن القرآن الكريم مكوّنٌ من سورٍ يضمّ بعضها بعضاً،[1] أما اصطلاحاً فيُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّه محمد -عليه الصلاة والسلام- وحياً بواسطة جبريل عليه السلام، المتعبّد بتلاوته، والمعجز بكلامه، والمحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربع عشرة سورة.[2]

كيفية حفظ القرآن بسهولة

إن من أعظم العبادات حفظ القرآن الكريم، ولحفظ القرآن الكريم بسهولةٍ يُنصح استخدم خمسة مراحل وهي: الاستماع، والحفظ، والنسخ، والتكرار، والمراجعة، وفيما يأتي بيان كل مرحلةٍ منها:[3]

  • السماع: قبل البدء بحفظ الصفحة من القرآن الكريم يُنصح الاستماع لقارئٍ متقنٍ من خلال تحميل تسجيلاته على الهاتف مثلاً، أو السماع منه مباشرة، أو القراءة على أحد الشيوخ المتقنين، أو من خلال نظام التلقين المعروف في حلقات التحفيظ، وذلك حتى يتمّ التأكّد من صحّة اللفظ قبل الحفظ، مما يساعد في تهيئة الذاكرة للحفظ، حيث إن الحفظ عن طريق الأذن أقوى من الحفظ عن طريق العين.
  • الحفظ: عند البدء بالحفظ ينبغي تقسيم الصفحة المراد حفظها إلى خمسة أقسامٍ في كل قسمٍ ثلاثة أسطرٍ تقريباً، ثم تكرار قراءة القسم الأول من خمس إلى إحدى عشر مرة، ولا تصرف العين عن المصحف حتى وإن تمّ الحفظ من أول مرة، لأن الهدف ليس الحفظ فحسب بل رسم صورة ثابتة في الذاكرة ليتمّ استحضارها في المستقبل، وبعد الانتهاء من حفظ القسم الأول ينبغي تكراره من خمس إلى إحدى عشر مرة، وفي حال وجود خطأ ما في كلمةٍ أو حرفٍ فلا ينبغي إعادة الأسطر الثالثة كاملة، وإنما تُعاد الكلمة التي فيها الخطأ مع الكلمة التي قبلها، والكلمة التي بعدها إحدى عشر مرة، حتى يتدرّب اللسان على منطقة ضعف الحفظ، ثم الانتقال إلى القسم الثاني وحفظه بنفس الطريقة، وبعد الانتهاء من حفظه؛ يُقرأ القسم الأول والثاني ثلاث مرات ليتم ربط الحفظ، ثم يتم حفظ باقي أقسام الصفحة بنفس الطريقة.
  • النسخ: بعد التأكّد من حفظ الصفحة، ينبغي كتابتها على دفترٍ خارجيٍّ من غير النظر إلى المصحف، ثم مقارنتها بما في المصحف، ومن الجدير بالذكر أن لهذه الخطوة أهمية كبيرة في تثبيت الحفظ، وحفظ أرقام الآيات والصفحات.
  • التكرار: يجب تكرار الصفحة المحفوظة ما بين واحد وعشرين إلى أربعين مرة، ولا يُنصح أن يكون في ذلك في نفس اليوم، إلا إذا كان في مجالس مختلفة وفي أوقاتٍ متباعدة فلا بأس بذلك.
  • المراجعة: لتثبيت الحفظ لا بُد من مراجعة الحفظ القديم، ومراجعة الحفظ الجديد، وهو ما تمّ حفظه خلال الأسبوع نفسه، ويمكن مراجعة الحفظ القديم بتخصيص يوم كامل في الأسبوع لمراجعة كلّ ما تمّ حفظه سابقاً، وتقسيم عدد الأجزاء التي تمّ حفظها على أيام الأسبوع ومراجعتها بشكلٍ دوري.

قواعد مهمة لحفظ القرآن الكريم

توصّل العلماء إلى العديد من القواعد المهمة لحفظ القرآن الكرم، وفيما يأتي بيان بعضها:[4]

  • إخلاص النية: عند البدء بحفظ القرآن الكريم يجب إخلاص النية لله تعالى، وجعل القصد من ذلك نيل مرضاته، ودخول جنّته، فقد قال تعالى: (فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ* أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)،[5] لأن الله -تعالى- لا يقبل العمل الذي فيه رياء أو سمعة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).[6]
  • استخدام مصحف بنفس الرسم للحفظ: يحفظ الإنسان بالنظر كما يحفظ بالسمع، حيث تنطبع صورة الآيات في الذاكرة أثناء القراءة من المصحف، ولذلك ينبغي استخدام طبعة المصحف نفسها للحفظ والمراجعة لتسهيل العملية، لا سيّما أن مواضع الآيات قد تختلف من مصحفٍ إلى آخرٍ، مما يؤدّي إلى تشتّت الذهن وصعوبة الحفظ.
  • الفهم طريق الحفظ: من الأمور التي تساعد على الحفظ فهم الآيات التي تمّ حفظها حتى يسهل ربطها ببعضها البعض، ولذلك ينبغي قراءة تفسير الآيات التي تمّ حفظها، واستحضار الذهن عند القراءة لتسهيل استذكار الآيات.

بعض خصائص القرآن

إن أهم خصائص القرآن الكريم أن الله -تعالى- تكفّل بحفظه، مصداقاً لقوله تعالى: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[7] حيث هيّأ للقرآن الكريم أسباب الحفظ من خلال إنزاله على أمّةٍ معتادة على الحفظ، فقد كان العرب يحفظون القصائد الطويلة بمجرّد سماعها لأول مرة، وجعله سهلاً ميسّراً للحفظ، وسخّر العلماء المجتهدين ليقوموا بتحفيظ القرآن الكريم لأبنائهم وطلابهم.[8]

فضائل حفظ القرآن

وردت الكثير من النصوص التي تدلّ على فضائل حفظ القرآن الكريم، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[9][10]

  • أعظم القربات إلى الله تعالى: يُعدّ حفظ القرآن الكريم من أعظم الأعمال، حيث إن التفاضل في درجات الجنة يكون بحسب الحفظ في الدنيا، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها).[11]
  • اتّباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام: حيث إن حفظ القرآن الكريم سنّةٌ متّبعةُ، فقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحفظ القرآن الكريم، وكان جبريل -عليه السلام- يراجعه في كل عام.
  • استحقاق التعظيم: حيث إن تعظيم حامل القرآن الكريم يدلّ على تعظيم الله تعالى، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ من إجلالِ اللَّهِ إِكْرامَ ذي الشَّيبةِ المسلِمِ، وحاملِ القرآنِ غيرِ الغالي فيهِ والجافي عنهُ، وإِكْرامَ ذي السُّلطانِ المقسِطِ).[12]

المراجع

  1. ↑ " معنى القرآن في اللغة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ "تعريف و معنى القرآن في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ محمد بن محمد الأسطل (8-9-2018)، "الطريقة المقترحة لحفظ القرآن الكريم وضبطه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019. بتصرّف.
  4. ↑ "طريقة حفظ القرآن الكريم"، www.islamqa.info، 2000-02-24، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الزمر، آية: 2-3.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2985، صحيح.
  7. ↑ سورة الحجر، آية: 9.
  8. ↑ علي الراجحي، "خصائص القرآن الكريم وحقوقه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ " فضل حفظ القرآن الكريم"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  10. ↑ "الحكمة من حفظ القرآن الكريم في الصدور"، www.islamweb.net، 2005-12-18، اطّلع عليه بتاريخ 20-5-2019.
  11. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1464، حسن صحيح.
  12. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس، الصفحة أو الرقم: 4843، حسن.