كيف تنال محبة الله
تدبر القرآن الكريم
يُعتبر تدبّر القرآن الكريم، والتأمّل في آياته أحد أهم الأسباب التي تقود لنيل محبة الله عز وجل، ويجب ألّا يقتصر هدف وغاية قارئ القرآن على ختم السورة فقط بل لا بدَّ من فهم الخطاب الموجود في آيات القرآن الكريم، ومعرفة المعنى المُراد منها، والتأمل في الذكر الحكيم، حيث يقول عزَّ وجل: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)[1].[2]
الإكثار من النوافل
يؤدي الإكثار من النوافل بعد الفرائض إلى زيادة محبة الله تعالى، حيث تُعتبر النوافل بمثابة الطعام الذي يُغذي القلوب، ويزيدها قرباً من الله سبحانه وتعالى،[2] فعندما يُداوم المسلم على التقرب إلى الله من خلال النوافل، فإنَّ الله سيحبه، وسيجعله من أوليائه الذين يُحبهم ويحبونه، وهذا ما جاء في الحديث النبويّ الشريف: (إنَّ اللهَ تعالى قال: مَنْ عادَى لي ولِيًّا فقد آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، و ما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن قَبْضِ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ)[3].[4]
برُّ الوالدين
يُعتبر إرضاء الوالدين وبرهما أحد أهم الأمور التي تؤدي إلى الوصول إلى رضا ومحبة الله تعالى، حيث يقول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام: (رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما)[5]، وبالتالي يجب المداومة على تحقيق رضا الوالدين؛ من أجل نيل الثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى، ويجدر بالذكر أنَّ محبة الله عز وجل هي أصل كلّ محبة، والله سبحانه وتعالى هو الوحيد الذي يستحق أن يُحب لذاته.[6]
أسباب أخرى تقود لمحبة الله تعالى
هناك العديد من الأمور التي تجلب محبة الله لعباده، ومنها ما يلي:[4]
- المداومة على ذكر الله تعالى في جميع الأحوال، ويكون الذكر باللسان، والقلب، والعمل، والحال.
- إيثار محبة الله تعالى على محبة النفس، حتّى وإن غلب الهوى، وصعب المرتقى.
- معرفة أسماء الله تعالى وصفاته، فالشخص الذي يعرف أسماء الله وصفاته، وأفعاله أحبه الله.
- تذكر نعم الله تعالى الظاهرة والباطنة، وإحسانه ولطفه بعباده.
- التذلل وانكسار قلب المسلم بين يدي الله تعالى.
- الخلوة مع الله تعالى ومناجاته، وتلاوة كتابه، والتأدب بين يدي الله تعالى، والاستغفار والتوبة النصوحة إلى الله.
- مجالسة الأشخاص الصادقين المتحابين في الله، والتفوه بالكلمة الطيبة.
- الابتعاد عن كل شيء يحول بين القلب وبين الله تعالى.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 82 .
- ^ أ ب عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر (21-5-2010)، "محبة الله والعوامل الجالبة لها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1640، صحيح.
- ^ أ ب "الأسباب الموجبة لمحبة الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 4441، صحيح.
- ↑ "محبة الله تعالى تنال بإرضاء الوالدين ومحبة سيد المرسلين تابعة لمحبة رب العالمين"، www.fatwa.islamweb.net، 12-7-2012، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2018. بتصرّف.