كيفية صلاة الحاجة ودعائها طب 21 الشاملة

كيفية صلاة الحاجة ودعائها طب 21 الشاملة

حكم صلاة الحاجة وعدد ركعاتها

شرع الله -سبحانه- لعباده صلوات النوافل، والنَّفْل في اللغة: يعني الزيادة، وبالشرع: فعل ما ليس بواجبٍ ولا فرض، ولكنه سنة، وقد شُرعت هذه السنن والنوافل لحكم عظيمة، كجبر الخلل والنقص الذي يمكن أن يحدث في الفرائض، ولتكون سداً منيعاً أمام طمع الشيطان في أن يفرّط الإنسان بالفرائض، وهي بلا شك من أفضل الطرق للتقرب إلى الله تعالى،[1] فالإنسان المسلم عموماً يستعين بالصلاة على قضاء الأمور التي يحتاجها، امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)،[2] واقتداءً بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يفزع إلى الصلاة إذا حزبه أمر، ويَحُث أمّته على ذلك، ومن صلوات النوافل صلاة الحاجة، وفيما يأتي بيان حكمها، وعدد ركعاتها:[3]

كيفية صلاة الحاجة

وردت كيفية صلاة الحاجة في الحديث النبوي الشريف الآتي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء، ثم يصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين)،[5] وزاد ابن ماجه في روايته "ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر"، فسمَّى العلماء هذه الصلاة بهذه الصورة بصلاة الحاجة.[6]

وقد اختلف العلماء بالعمل بالحديث السابق بسبب اختلافهم في ثبوت الحديث على رأيين هما:[6]

وقد رُوِيَت أحاديث في كيفيّة صلاة الحاجة تتناقض مع الأحاديث الصحيحة، منها حديث ابن مسعود الذي جاء فيه أن يصلي المسلم اثنتا عشرة ركعة، فيقرأ في سجوده سورة الفاتحة وآية الكرسي سبع مرات، مع الذكْر والدعاء، وواضح أن هذه الكيفية للصلاة تتناقض مع النهي الوارد عن قراءة القرآن الكريم أثناء الركوع والسجود في قوله عليه الصلاة والسلام: (ألَا وإنِّي نُهِيتُ أنْ أقْرَأَ القُرْآنَ رَاكِعًا، أوْ سَاجِدًا، فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ)،[7] وبما أن هذا الحديث صحيح فهو مُقدَّم على حديث صلاة الحاجة الذي جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، ولا بد للمسلم أن يحرص على عبادة الله -تعالى- بما شرع وثبت وصحّ في القرآن الكريم، والسنة النبوية، ولا يجري وراء ما يحقق رغباته فقط.[8]

دعاء صلاة الحاجة

تنوَّعت صيغ دعاء صلاة الحاجة بسبب تعدّد روايات الحديث، ومن هذه الصيغ قول الداعي: "لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه ربّ العرش العظيم، الحمد للّه ربّ العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كلّ برّ، والسّلامة من كلّ إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلاّ فرّجته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلاّ قضيتها يا أرحم الرّاحمين".[4]

أمور تعين على قضاء الحاجة

المراجع

  1. ↑ نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 106. بتصرّف.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 45.
  3. ↑ "حكم صلاة الحاجة"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "صَلاَةُ الْحاجَة "، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2019. بتصرّف.
  5. ↑ رواه أحمد شاكر، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم: 2-344، فائد بن عبد الرحمن ضعيف جدا.
  6. ^ أ ب "صلاة الحاجة ركعتان غير الفريضة مع الدعاء"، www.fatwa.islamweb.net، 15-8-2001، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 479، صحيح.
  8. ^ أ ب "الصحيح في صلاة الحاجة"، www.fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-3-2019. بتصرّف.
  9. ↑ سورة الطلاق، آية: 2-3.
  10. ↑ سورة غافر، آية: 60.
  11. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2577، صحيح.
  12. ↑ بدر هميسة، "فضل السعي في قضاء حوائج الناس"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-4-2019. بتصرّف.