كيفية الصلاة وراء الإمام طب 21 الشاملة

كيفية الصلاة وراء الإمام طب 21 الشاملة

الصّلاة

للصّلاة منزلةٌ عظيمةٌ في الإسلام وقدرٌ رفيعٌ لم تبلغه فريضةٌ أُخرى، فهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام التي بُني عليها، وقد أوجب الله الصّلاة على كل مسلم بالغٍ عاقلٍ، ذكراً كان أو أنثى، ثمَّ جعل إقامتها في المسجد خلف الإمام من أَحَبِّ السُّنَنِ وأفضلها، وتوعّد من ترك الصّلاة بالكليّة بعذابٍ شديد، ثم جعل لصلاة الجماعةِ فضلاً خاصّاً؛ فهي تفوق صلاة الفرد بسبعٍ وعشرين درجة أو خمسٍ وعشرين درجة، حيث رُوِيَ في الصحيح عن المُصطفى - عليه الصّلاة والسّلام - قوله: (صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً)،[1] وقد التزم رسول الله - عليه الصّلاة والسّلام - بأداء الصّلاة جماعةً منذ أن فُرِضت الصّلاة حتّى توفّاه الله، وحثَّ أصحابه على ذلك.

معنى الصَّلاة

الصّلاة في اللّغة: الدّعاء، وقيل: التّعظيم [2] وهي في الاصطلاح أقوالٌ وأفعالٌ مُفتَتَحةٌ بالتّكبير مُختَتَمةٌ بالتّسليم مع النّية بشرائطَ مخصوصةٍ.[3]وعرَّفها الحنفية بأنّها الأَفعال المَخصوصة من القيام والقراءة والرُّكوع والسُّجود.[4] وقيل: هي أقوالٌ وأفعالٌ مُفتَتَحةٌ بالتّكبير، مُختَتَمةٌ بالتّسليم، بشرائطَ مخصوصةٍ.[5]

الصّلاة وراء الإمام

دعا الإسلام إلى المُحافظة على صلاة الجماعة والالتزام بها، وجعل لمن أطاع ربّه في ذلك أجراً عظيماً، وتوعّد من ترك الجماعة وتخلّف عنها بلا عذرٍ أو سببٍ قاهر، حيث ورد أنّه - عليه الصّلاة والسّلام - قال: (لقد هممتُ أن آمرَ رجلاً يُصلِّي بالناسِ. ثم أخالفُ إلى رجالٍ يتخلَّفون عنها. فآمرُ بهم فيَحرِقوا عليهم، بحِزَمِ الحَطبِ، بيوتَهم. ولو علِم أحدُهم أنه يجدُ عظماً سميناً لشهِدَها - يعني صلاةَ العشاءِ)،[6] وذلك إنما يدل على أهميتها وعدم التهاون فيها.

حكم الصّلاة وراء الإمام (الجماعة)

اختلف الفقهاء في حكم الصّلاة وراء الإمام، وذلك على النّحو الآتي:

كيفيّة الصّلاة وراء الإمام

تختلف كيفيَّة الصّلاة خلف الإمام بحسب حال المأموم، وتنقسم بناءً على ذلك إلى ثلاثة أقسامٍ، هي:[10]

أركان الصَّلاة

اختلف الفقهاء في عدد أركان الصَّلاة؛ فقال بعض فقهاء الحنفيَّة أنها أربعة؛ وهي تكبيرة الإحرام، والقراءة، والرُّكوع، والسُّجود، وفي القَولِ الرّاجح عندهم أنّها خَمسة أركان: الأربعة السّابقة يُضاف لها القيام.[12] وقال المالكيّة بأنّ أركان الصّلاة تسعةٌ، وهي: تكبيرة التّحريم، وقراءة القرآن، والقِيام لكل ركن، والرُّكُوع، والسّجود، والرّفع من الرّكوع والسّجود، وأن يفصل بين السَّجدتَين بجلوس، والجلوس للتشهّد، والتّسليم.[13]

قالَ الشَّافعية إنّ عددها سَبْعَة عَشْرَ رُكناً، هي: النِيَّة، وتَكبيرةُ الإحرام، والقيام بعد تكبيرة الإحرام، وقراءة سورة الفاتحة، والقيام لها، والرُّكوع، والرَّفع من الرّكوع، والقِّيامُ للرّكوع، والسُّجود، والرَّفعُ منه، والجُلوس بين السَّجدَتين للتشهّد، والجُلوسُ للسَّلام، والتّسليم، والطُّمأنينة في كل موضعٍ على حِدة، والاعتدال حال القيام والجلوس، وترتيبُ الأركان كما مرّ سابقاً، ونيَّة الاقتداءِ في حقِّ من صلّى خلف إمام.[14]

عدَّها الحنابلة أربعة عشر ركناً، هي: القيام مع القُدرة عليه، وتكبيرة الإحرام، وقراءة سورة الفاتحة، والرّكوع بعدها، والرّفع من الرّكوع، والسّجود على الأعضاء السّبعة من الجسم، والاعتدال بعد السّجود والرّكوع والقيام، والجلسة بين السَّجدَتَين، والطُّمأنينة في جميع الأركان، والتّرتيب بين الأركان السّابقة، والتَشَهُّد الأخير، والجلوس له، والصّلاة على النّبي عليه الصّلاة والسّلام، والتّسليم عن اليمين وعن الشّمال.[15]

شروط صحّة الصَّلاة

للصّلاة عددٌ من الشّروط يجب أن تجتمع فيها وإن فُقِد أحدها فقد بَطُلَت الصّلاة، وهذه الشّروط هي الإسْلامُ، والعَقْل، والتَّمْييزُ، ورَفْعُ الحَدَثْ، وإزالَةُ النَّجاسَة، وسَتْرُ العَوْرَةِ، ودُخولُ الوَقْتِ، واستقبالُ القِبْلَة، والنِّيَة. يعودُ سبب خِلافِهم إلى اختِلافِهِم في المقصود بالشَّرْطِ والرُّكْن، وهل هما شيءٌ واحدٌ أم أن بينهما فرق، وفيما يأتي بيانٌ لِبَعْضِ الشُّروط المتَّفق عَليْها عنْدَهُم:

المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 645.
  2. ↑ جمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي (1968)، مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار (الطبعة الثالثة)، الهند: مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، صفحة 344، جزء 3.
  3. ↑ كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري أبو البقاء الشافعي (2004)، النجم الوهاج في شرح المنهاج (الطبعة الأولى)، جدة: دار المنهاج، صفحة 7، جزء 2.
  4. ↑ ابن نجيم، البحر الرائق شرح كنز الدقائق (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي، صفحة 256، جزء 1.
  5. ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 160، جزء 1.
  6. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 651.
  7. ^ أ ب ت علاء الدين، أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني (1986)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 155، جزء 1.
  8. ^ أ ب أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي، أبو الحسن ابن المحاملي (1416)، اللباب في فقه الإمام الشافعي (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: دار البخاري، صفحة 161، جزء 1. بتصرّف.
  9. ↑ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري، المحلى بالآثار، بيروت: دار الفكر، صفحة 104، جزء 3. بتصرّف.
  10. ↑ أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد السُّغْدي (1984)، النتف في الفتاوى (الطبعة الثانية)، عمان: دار الفرقان، صفحة 88-90. بتصرّف.
  11. ↑ رواه الإمام الشافعي، في الأم، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم: 8/536، صحيح.
  12. ↑ علي بن الحُسين السُّغدي (1984)، النتف في الفتاوى (الطبعة الثانية)، عمان: دار الفرقان، صفحة 47.
  13. ↑ أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعلبي البغدادي (2004)، التلقين في الفقه المالكي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 42، جزء 1.
  14. ↑ ابو بكر بن الحسن الكشناوي، أسهل المدارك «شرح إرشاد السالك في مذهب إمام الأئمة مالك» (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الفكر، صفحة 206، جزء 3.
  15. ↑ عبد القادر بن عمر بن عبد القادر الشَّيْبَاني (1983)، نَيْلُ المَآرِب بشَرح دَلِيلُ الطَّالِب (الطبعة الأولى)، الكويت: دار الفلاح، صفحة 124، جزء 1.
  16. ↑ فيصل بن عبدالعزيز النّجدي (1992)، خلاصة الكلام شرح عمدة الأحكام (الطبعة الثانية)، صفحة 11.
  17. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 224، حديث صحيح.
  18. ^ أ ب ت ث ج ح مصطفى الخِن ومصطفى البغا وعلي الشربجي (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم، صفحة 122، جزء 1.