كيفية الدعاء للميت طب 21 الشاملة

كيفية الدعاء للميت طب 21 الشاملة

يعتبر الاستغفار، والدّعاء، والتّصدّق من أفضل الأعمال والصّدقات الجارية التي يمكن إهداؤها إلى الميّت، فنحن في هذا الدّنيا نحيا بأمر الله عزّ وجلّ، فإذا استدعى الله عزّ وجلّ أمانته فلا يجوز لنا أن نبكي وننوح، فقد يحزن المسلم على فراق أحد ما، أويشتاق لعزيز فارقه، ولكن لا يجوز له أبداً أن يبكي بصوتٍ مرتفعٍ، ويشقّ الجيوب، ويلطم، وكلّ هذه الأفعال التي قد تخالف ما أمرنا الله عزّ وجلّ به، وتتعب الميّت في قبره.

كيفية الدعاء للميت

من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو بها للميت، ما يلي:

حكم الدعاء للميت

يعدّ الدّعاء للميت بعد أن يتمّ دفنه، واستغفار الله عزّ وجلّ له، والسّؤال له بأن يرزقه الله التثبيت عند السّؤال، هو أمر مشروع، وذلك للحديث الذي أخرجه أبو داود، عن عثمان رضي الله عنه قال:" كان النبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - إذا فَرَغَ من دَفْنِ الميتِ، وقف عليه فقال: استَغْفِرُوا لِأَخِيكُم، وسَلُوا له التثبيتَ، فإنّه الآنَ يُسْأَلُ ". وذكر ابن القيم:" أنّه كان من هدي النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - القيام على القبر هو وأصحابه ويسأل الله التثبيت للميّت، ويأمرهم أن يسألوا له التثبيت ".

وقد ذكر ابن تيمية أنّ الله تعالى نهى النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - عن الصّلاة على المنافقين، أو القيام على قبورهم، فقال تعالى:" وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ "، التوبة/84، وذكر أنّ مفهوم ذلك يفيد مشروعيّة الصّلاة على الميّت قبل الدّفن، والقيام على قبره بعد الدّفن.

وإنّ الدّعاء للميت بالمغفرة لهو من الأمور التي نصّ عليه أهل العلم، ووكذلك الدّعاء لأهله بالصّبر والمثوبة، وذكروا أنّ ذلك من سنّة النّبي صلّى الله عليهم وسلّم، ومنهم الشربيني في مغني المحتاج، والغمراوي في السّراج الوهّاج، والنّووي في المجموع، ولكن فعل ذلك بشكل جماعي لم يثبت عن السّلف. (1)

فضل الدعاء للميت

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، أخرجه مسلم وأبو داوود . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ مَاتَ لَهُ ابْنٌ بِعُسْفَانَ ، أَوْ بِقُدَيْدٍ ، فَقَالَ : يَا كُرَيْبُ انْظُرْ مَا اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ فَخَرَجَ فَإِذَا النَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهُ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : تَقُولُ هُمْ أَرْبَعُونَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ " .

آداب الدعاء

هناك مجموعة من الآداب التي يجب على الدّاعي أن يتحلى بها، ومنها:

فضل الدعاء

من أهمّ الأدلة على فضل الدّعاء ما ورد في السّنة النبويّة الشّريفة، مثل قوله صلّى الله عليه وسلّم:" ليس شيء أكرم على الله عزَّ وجلَّ من الدّعاء "، شرح السنة. وهذا يدلّ على كرم الدّعاء، وارتفاع مكانته عند الله تعالى، ذلك لأنّ الدّعاء هو أساس العبادة، ولبّها، ومركزها، والعبادة هو ما خلق الله عزّ وجلّ الإنسان من أجله، وأكرم هذه العبادات عند الله الدّعاء.

وممّا ورد عن فضل الدّعاء في السّنة النّبوية الشّريفة، ما رواه الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم بإسناد جيِّد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:" مَن لَم يدعُ الله سبحانه غَضِبَ عليه "، وفي هذا الحديث دليل كاف على حبّ الله عزّ وجلّ أن يدعوه عبده، ولذلك فإنَّه سبحانه وتعالى يغضب من عباده الذين يتركون دعاءه، قال تعالى:" وَقَالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ "، غافر/60، وهذا دليل على أنّ ترك العبد للدعاء يعتبر من الاستكبار، ويجب عليه أن يتجنّب الوقوع في مثل هذا الأمر. (2)

المراجع

(2) بتصرّف عن الموسوعة الفقهية الكويتية/ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت.