كيفية صلاة ليلة القدر طب 21 الشاملة

كيفية صلاة ليلة القدر طب 21 الشاملة

ليلة القدر

الليلة في اللغة: هي "من غروب الشمس إلى طلوع الفجر"،[1] والقدر لغةً: يأتي بمعنى الشرف والوقار، ويأتي بمعنى التضييق،[2] واختلف الفقهاء في سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، فقيل: سبب تسميتها أنه يُقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة؛ لقوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)،[3] وقيل: سمّيت بليلة القدر؛ لعظم قدرها عند الله تعالى، وقيل: لضيق الأرض على الملائكة التي تنزل في تلك الليلة، وقيل: لأن للطاعات فيها قدراً عظيماً عند الله تعالى.[4]

كيفية صلاة ليلة القدر

يحرص المسلم على أن يملأ كل وقته في هذه الليلة المباركة بما يعود عليه بالأجر والثواب؛ من الصلاة، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، وذكر الله تعالى بالتسيبح، والتحميد، والتهليل، قال الإمام الشافعي: "استُحبّ أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها"، ويحرص المسلم في ليلة القدر على جوامع الدعاء الواردة في القرآن الكريم، والأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأدعية ما رُوي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها قالَ قولي اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي)،[5] ويُستحب للمسلم أن يكثر في ليلة القدر من الدعاء للمسلمين.[6]

وأفضل العبادات التي يقوم بها المسلم في ليلة القدر هي أن يُحييها بالصلاة، فإن قام المسلم مع الإمام حتى ينتهي من الصلاة، سواء كانت الصلاة من أول الليل أو آخره كُتب من القائمين في ليلة القدر، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ الرجُلَ إذا صَلَّى مع الإِمامِ حتى يَنصَرِفَ كُتِبَ له قِيامُ ليلَةٍ)،[7] ويكون قيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، وقيامها بالإيمان أي التصديق بفضلها ومشروعيتها، وأن يجتهد فيها بالعمل الصالح، أمَّا الاحتساب فيها يكون بأن يُخلِص المسلم نيَّته في قيامها لله تعالى، فيكون مراد المسلم من الصلاة فيها وجه الله، وغفران الذنوب.[8]

محل ليلة القدر

اختلف الفقهاء في محلّ ليلة القدر، فذهب جمهور الفقهاء، وهو المذهب عند الحنفية إلى أن مَحَلّ ليلة القدر في شهر رمضان تدور معه؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- أخبر أنه أنزل القرآن الكريم في ليلة القدر، وذلك في قوله سبحانه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)،[9] وأخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن في شهر رمضان، فقال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)،[10] فدلّ ذلك على أن ليلة القدر منحصرةٌ في شهر رمضان دون غيره من شهور السنة، وقال بعض العلماء منهم الصحابي عبد الله بن مسعود، وأبو حنيفة في المشهور عنه: ليلة القدر في جميع السنة تدور فيها، فقد تكون في رمضان، وقد تكون في غير رمضان، واختلف الذين قالوا بأن ليلة القدر في رمضان في مَحَلِّها واختلافهم على النحو الآتي:[11]

خصائص ليلة القدر وفضائلها

خصّ الله -سبحانه وتعالى- ليلة القدر بخصائص عديدة، وهي على النحو الآتي:[12]

المراجع

  1. ↑ أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 561، جزء 2. بتصرّف.
  2. ↑ أحمد بن محمد الفيومي، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت: المكتبة العلمية، صفحة 492، جزء 2. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة الدخان، آية: 4.
  4. ↑ منصور بن يونس البهوتي، كشاف القناع عن متن الإقناع، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 344، جزء 2. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513، صحيح.
  6. ↑ جماز الجماز، "ليلة القدر فضائل وأحكام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2019. بتصرّف.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1615، صحيح.
  8. ↑ "فضل ليلة القدر"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-4-2019. بتصرّف.
  9. ↑ سورة القدر، آية: 1-2.
  10. ↑ سورة البقرة، آية: 185.
  11. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1995)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 364-366، جزء 35. بتصرّف.
  12. ↑ "فضل العشر الأواخر وليلة القدر"، www.islamqa.info، 29-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2019. بتصرّف.
  13. ↑ سورة القدر، آية: 3.
  14. ↑ سورة الدخان، آية: 3.
  15. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، صحيح.