كيف تدعو إلى الله طب 21 الشاملة

كيف تدعو إلى الله طب 21 الشاملة

الدعوة إلى الله

جعل الله -تعالى- نبيه محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- قدوةً للمؤمنين في شتى مناحي حياتهم، وجعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قدوتهم في الدعوة إليه كذلك، ولقد علّم الله -تعالى- نبيه طريقة الدعوة إليه في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،[1] وقال الله -تعالى- كذلك: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)،[2] فالله -عزّ وجلّ- يؤكّد أنّ أولى الخطوات وأثبتها في طريق الدعوة إليه، أن يكون الداعية صاحب حكمةٍ وعلمٍ بأسلوبه في حواره ونقاشه، ويجب أن يكون ذو قولٍ لطيفٍ، فيلجئ الداعية إلى الترغيب تارةً، وإلى الترهيب تارةً أخرى، ويجادل بالأسلوب الحسن في حال التطرق إلى شبهةٍ أو اختلافٍ، ويعين الداعية على ذلك علمه الواسع حين يحاور سائلاً، فإنّ ذلك أدعى أن يقنع السائل بالحجة السليمة الواضحة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ).[3][4]

وكما أنّ للداعية أسلوباً محدّداً يلفه اللين واللطف، فإنّ لشخصه كذلك صفاتٌ يفضّل أن تتوافر فيه، حتى يتقن رسالته في الدعوة إلى الله تعالى، فمن صفات الداعية التي عليه أن يتحلّى بها: أن يكون قدوةً للناس من حوله، فيكون أول من يطّبق الأفعال التي يأمر بها من حوله، وأول من يجتنب النواهي التي يحث على تركها، وأن يكون أكثرهم بعداً وخشيةً من الحرام، فالقدوة شيءٌ أساسيٌ في الدعوة إلى الله سبحانه، والأسبق في قبول الناس لدعوته؛ هو من ظهرت عليه الأخلاق التي يدعو الناس إليها، ودليل ذلك قول الله -تعالى- لنبيه محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)،[5] فإنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو الداعي إلى الله تعالى، وقدوة المؤمنين فيما يدعوهم إليه.[4]

كيفية الدعوة إلى الله

فضل الداعي إلى الله

رتّب الله -تعالى- للدعاة إليه عظيم الأجور، وفيما يأتي بيان ذلك:[10]

أنواع الدعوة

قد تكون الدعوة جماعيةً؛ أيّ أنّ الفرد يدعو ضمن جماعةٍ، وذلك النوع من الدعوة والتنظيم ضروريٌّ؛ لحاجة الأمة إلى تكاتف الجهود، وتعاون الأفراد في نشر دعوتهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)،[17] وإنّ ذلك دليلٌ على مشروعية العمل في الدعوة على شكل جماعاتٍ، وهناك دعوةٌ فرديةٌ، ولها عدّة أشكالٍ: فقد تكون بدعوة فردٍ فرداً آخراً، أو جمعاً من الناس؛ لما يصلح حالهم ويرضي ربّهم، وقد تكون بدعوة فردٍ فرداً يمارس منكراتٍ لا يرضاها الله سبحانه؛ فينبهه على إثمه، ويحذّره سوء عواقبه. والشكل الثالث للدعوة الفردية، يكون بتعاهد الداعية لأخٍ له في الله تعالى، يمشي معه متسلساً في التذكير والنصح، حتى يستقيم أمره على منهج الله ورسوله في الأخلاق، وسائر العبادات.[18]

المراجع

  1. ↑ سورة النحل، آية: 125.
  2. ↑ سورة آل عمران، آية: 159.
  3. ↑ سورة يوسف، آية: 108.
  4. ^ أ ب "كيفية الدعوة إلى الله والصفات الواجب توافرها في الداعية"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الأحزاب، آية: 21.
  6. ↑ "فضل الدعوة إلى الله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
  7. ↑ سورة يس، آية: 21.
  8. ↑ سورة الأحقاف، آية: 35.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 3461 ، صحيح.
  10. ↑ "فضل الدعوة والداعية عند الله"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.
  11. ↑ سورة آل عمران، آية: 110.
  12. ↑ سورة آل عمران، آية: 104.
  13. ↑ سورة فصلت، آية: 33.
  14. ↑ سورة التوبة، آية: 71.
  15. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2674 ، صحيح.
  16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3701 ، صحيح.
  17. ↑ سورة المائدة، آية: 2.
  18. ↑ "أنواع الدعوة إلى الله تعالى"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-26. بتصرّف.