-

كيف نستعد لرمضان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

شهر رمضان

يعتبر شهر رمضان واحداً من أكثر الشهور بركة عند المسلمين، ففيه نزل القرآن على رسول الله الأعظم، وفيه تملأ الملائكة الأرض، وفيه تتضاعف أجور الأعمال الصالحة، وهو شهر الرحمة والغفران والعتق من النيران، فرض الله تعالى فيه فريضة الصيام التي تُهذّب نفس الإنسان، وتُقرّبه من ربه تعالى.

شهر رمضان المبارك ليس من الشهور العادية، بل هو شهر يجب استغلاله في أفضل الأعمال، وأحسنها، وأكثرها أخذاً بيد المسلم إلى الله تعالى وإلى رضوانه، وبالتالي رحمته، فجنّته. يستعد الناس لشهر رمضان كل حسب طريقته وحسب ما تعوّد، وحسب ما تعارفت عليه العائلة، وما تعارف عليه المجتمع، إلا أنّ هناك قواسم مشتركة في الاستعداد لشهر رمضان المبارك بين الناس على اختلاف طبائعهم، وأوضاعهم، وأحوالهم المادية والاجتماعية، وذلك يعود إلى أنّ شهر رمضان المبارك هو شهر عبادة وليس شهر طقوس، وهو أيضاً شهر لضبط ِالنّفس، والتحكّم بالشهوات الدنيويّة، وليس شهراً لإطلاق هذه الشهوات.

كيف نستعدّ لرمضان

من طرق الاستعداد لقدوم رمضان ما يأتي:[1]

  • يمكن الاستعداد لشهر رمضان المبارك بتزيين المنزل، والمدرسة، والشوارع، والأحياء، فهذه الخطوة لها قيمة معنوية خاصة لدى الأطفال الذين يُحبّون الزينة والأضواء، فهذه الوسيلة تُعتبر من أفضل الوسائل التي يمكننا إخبار الأطفال بها عن رمضان، وعن مدى أهمّيته، وأنّه شهرٌ مُختلف عن باقي الشّهور.
  • وضع جدول يوميّ للعبادات المُخصّص أدائها في هذا الشهر الفضيل، فالعبادات في هذا الشهر مُضاعفة أجرها، ولها مكانة عظيمة عند الله تعالى.
  • وضع خطة يوميّة على مدى ثلاثين يوماً لدراسة القرآن الكريم، والتزوّد من هذا المَعين الذي لا يَنضب، فالقرآن بحر لا يُعرف مدى عمقه لكثرة ما فيه من أسرار وعجائب، وينبغي على كلّ مسلم أن يتعرّف عليها حتى يرتاح في حياته.
  • يمكن ادّخار الأموال خلال أوقات العام لشهر رمضان، من أجل أداء بعض العبادات التي تحتاج إلى الإنفاق، كالتبرّع للفقراء والمحتاجين، والقيام بالأعمال التطوعيّة، كما ويمكن ادّخار جزء من المال وتخصيصه لأداء عمرة خلال أيام هذا الشهر الفضيل، فالعمرة في هذا الشهر الكريم تُعادل أجر الحجّ.
  • يجب تحضير فعاليات مختلفة تجمع أفراد العائلة مع بعضهم البعض؛ فرمضان فرصة جميلة جداً خلال أيام العام لتتقارب الناس من بعضهم البعض، ويتحقّق التآخي والتراحم بين أفراد المجتمع.
  • الاطّلاع على الترويجات المُتعلّقة بالبرامج التي ستعرض خلال أيام هذا الشهر الفضيل قبل أن يدخل أوّل يوم من أيّامه، والتركيز على برنامج أو برنامجين منها، فعلى الرغم من الزَّخَم الكبير للإنتاجات الفنيّة خلال شهر رمضان المبارك، وعلى الرغم من وجود نسبة مرتفعة من الأعمال التي لا تحترم حُرمة أيام هذا الشهر الفضيل، إلا أن هناك عدداً من البرامج الهادفة التي تحترم عقل المشاهد، والتي تتنوّع ما بين الأعمال الدراميّة، والبرامج الحواريّة، وأنواع البرامج الأخرى التي تحاول إيصال رسائل هادفة وتوعويّة للمجتمع.

استعدادات نفسية لرمضان

من التحضيرات النفسيّة لرمضان يمكن القيام بما يأتي:[2]

  • التوبة المصاجبة للاستغفار: لأن كثرة الذنوب هي سبب لحرمان المسلم من أجر العمل الصالح، ولهذا، يجب أن تكون التوبة الصادقة مصاحِبة للكثير من الاستغفار، فالتوبة بمثابة صفحة جديدة يبدأها المسلم ليخطّ فيها صالح أعماله، إلا أنّ الاستغفار يساعد على تثبيت خُطاه على الطريق الصحيح، ويمحو من سبق من الأخطاء.
  • الصدق في النيّة: من أراد أن ينوي التوبة في رمضان عليه أن يكون صادقاً فيها، إذ يتبع النيّة دائماً طلب العون والتوفيق من الله تعالى، ومن مات على نيّة الخير حوسب عليها. يُشترط في صدق النيّة أن يكون المسلم هو من يُحاسب نفسه على أي تقصير، فيضمن بذلك التزامه بالطريق الصحيح والتّنقية من الشّوائب.
  • القوّة في الالتزام: تتميّز العزيمة بقوّة الانطلاق في أول الطريق، إلا أن الهمّة قد تفتر فيما بعد، ولذلك يجب على المسلم أن يكون ملتزماً بالقرارات التي يتّخذها لنفسه، ويُطوّع نفسه على الالتزام بها حتى بعد انتهاء شهر رمضان، إذ إنّ هذا الشهر يُعدّ نقطة تغيير في السلوك والعبادات، يبدأ المسلم الالتزام بها في رمضان ويستمرّ بها لما بعده من الأشهر.
  • تعلّم مجموعة جديدة من الأحكام: لأن التّخفيف من الانغماس في الدنيا في رمضان يولّد فراغاً، فمن المهم استغلال وقت الفراغ هذا بما يُفيد، ومنها تعلّم الجديد من الأحكام الإسلامية التي تُفيد المسلم، مثل أحكام التجويد، أو قراءة بعض كتب سيرة السّلف الصالح والرسول عليه السلام، أو بعض الأحكام الاجتماعية، أو أحكام المعاملات المالية، أو غيرها.
  • صالح الدعاء: يُفيد الدعاء في التثبيت على طريق الصلاح، والتوفيق من الله تعالى، فالأمور كلّها بيد الله والتوفيق منه، وبالدعاء يكون طلب التوفيق منه عزّ وجلّ. ويكون الدعاء طلباً لصلاح الدنيا كما لصلاح الآخرة، والتكفير عن الأخطاء السابقة، وطلب العفو والمغفرة.
  • الفرح باقتراب رمضان: فالشعور بالفرح لأمر ما يشحذ من العزيمة ويُشجّع الثّبات على الالتزام بالقوانين الخاصة التي يضعها المسلم لنفسه، فرمضان شهر المغفرة والرحمة ومضاعفة الثواب، كيف لا يكون قدومه عيداً؟ يقول تعالى في كتابه العزيز: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).[3]

المراجع

  1. ↑ "كيف نستعدّ لرمضان؟"، أهلاً رمضان. بتصرّف.
  2. ↑ عادل بن عبد العزيز المحلاوي، "كيف تستعد لرمضان؟"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  3. ↑ سورة يونس، آية: 58.