كيف تثبت على الصلاة
الصلاة
تعتبر الصلاة من أجمل العبادات (وهي ليست عادة) التي ممكن أن يفعلها الشخص، فهي تدلّ على أنّ الإنسان هناك رابط بينهُ وبين الله وتدلّ على إلتزام الشخص بربّهِ و بجميع أمور حياتهِ وتجعلهُ شخصاُ روحانيّاً وهم قلّة في هذا الزمان الذين يطبّقونَ ما أمرهم الله، والذين لا يصلّون ليس بالشرط أنّهم غير صالحين أو أنّهم لا يوجد عندهم بذرة صالحة، ولكن هذه البذرة هي موجودة في كلّ شخص وضعها الله تعالى فينا، ولكن نحتاجُ الى إكتشافها وزراعتها وأن نسقيها حتّى تثمر بدل من البذرة السيّئة والتي الحياةُ بحدّ ذاتها تساعدنا على التركيزِ عليها، فإن الصلاة هي الحلّ الوحيد لكي نثمر هذه البذرة وسنعرّف على سرّ الإلتزامِ بالصلاة وإثمارها بالشكل الصحيح.
كيف تثبت على الصلاة
- إبحث عن تلكَ البذرة الصالحة بداخلك: إنّ أعظم إكتشاف ممكن أن تكتشفهُ بحياتك هو أن تجد البذرة الموجودة في داخلك، وتعرف البذرة ومداخلها في حياتك، إنّ الإبحار بداخل نفسك تجعلكَ أكثر تقرّباً لنفسك، ممّا يتيح الفرصة للتقرّب الى الله، فإن إكتشفتها فقد وفّرت الكثير العناء في الإلتزام في الصلاة واسقيها بما سأذكرهُ لك.
- قراءة القرآن والتمعّن فيهِ: قبل أن تصلّي وتتعب نفسكَ في الصلاة على الأقل قبل أن تفعلَ ذلك إذهب الى القرآن وتمعّن في آيات اللهِ وحاول أن تعبد الله عن علم وليس بجهالة، التمعّن بالكون وبآيات الله هو الطريق الذي يثبّت الشخص على دين الله والإسلام، وأكبر دليل أنّ الذين يدخلون الإسلام ولم يأخذوها وراثةُُ مثلنا هم الأكثر ثباتاً على دين محمّد لأنّهم أخذوها عن قناعة، إذهب الى القرآن وابحث عن معجزاتهِ التي لا مثيل لها، إبحث عن الإنترنت حتّى ولو كنت مسلماُ فخذها من باب القناعة قبل أن تقلّد غيرك، فالقناعة هي أساس حياتنا بل هي حياتنا، فالله يخاطب العقل قبل القلب ويصل الى قبلكَ بعد أن يقتنعَ عقلك، هذا هو ديننا ودينِ ربّ العباد.
- اجعل الصلاة راحة: إنّ الرسول صلى الله عليهِ وسلّم هو المعلّم لنا، فقد كان الرسول يقول أرحنا بها يا بلال وكان يقصد الصلاة، فقد كان الرسول عليهِ السلام يجد الراحةَ فيها وليس كباقي الناس الذي يصلّون الصلاة من أجل أن يقضيها فقط جد لنفسك الراحةَ فيها ستجدها أخي وأختي فهذا دين الراحة والعدل والحياة، فإن خلقتَ الرابط بينكَ وبين الله لا تقطعها وإذا قطعتها حاول أن تصلها مرّةَ أخرى واجعل وجهتك الله فبالنهاية ستفوز بالتقرّبِ الى الله.
- الإكثار من الدعاء: فأنت تصلّي إجعل من سجودكَ لله تعالى فرصة لتدعوا وتشكوا همّكَ الى الله تعالى ليحقّقَ لك ما تريد، فإن تحقّقت فقد علمتَ أنّ الله يسمعك وقريب منكَ وهو أعلم بما تريدهُ، فخذ على نفسكَ عهد ونذر أن تبقى تدعوا الى الله طوال سجودك فإن تحقّق وسيتحقّق لأنّ الله لا يخذل عبدُ سجدَ وبكى وتاب، فإن تحقّق فقد علمتَ أنّ الصلاة جميلة وستجد الراحة فيها، فإن وجدتها فصدقاً لن تتركها.
- لا تغرّكَ الحياة: نصيحة مني لا تجعل الحياة تغريك كأن تجدَ فيها المتعة فكّر قبل أن تفعلَ أيّ شيء في حياتك، فعندما يغريكَ صديقك أو صديقتك على فعل المنكر تذكّر الله واملأ عينيك مخافة الله فعند الله أفضل وحلالهُ أجمل، كثير من الناس يعتقدون أنّ السعادة بالمال ونسوا السعادة هي القرب من الله والقناعة والطيب والإحسان، فالتكن حياتك للهِ سبحانهُ وتعالى حتّى يفاجئكَ بكرمهِ لأنّهُ الكريم القادر، ما أجمل أن تعبد ربّ الكون الذي لا حدود لهُ فما بالك بالذي خلق هذا الكون الذي لم يعرف العالم حدود الكون والنظام يفوق قدرة البشر على فهمهِ، فهل تخيّلتَ ما تعبدُهُ، إنصح وراجع نفسك وحاسبها ولا تجعلها تخضعُ لمغريات الحياة وكن قويّاً وقريباً من الله لتكون حياتك طيّبة، ومن خاف من الله واتّقى فإنّ لهُ معيشة طيّبة وحياة طيّبة وموتة طيّبة.
- تذكّر الموت: أخافُ من الموت كثيراً بل هي الشيء الوحيد الذي أخاف منهُ لأنّهُ حقيقة وليست خيال، على أيّ حال سأموت !!! هل وأنا أصلّي أو وأنى أفعل المنكر والحرام، ماذ أعددتُ ليوم الحساب في القبر عندما أكون وحيداً، هل سألقى في النار أو الجنّة، هل سيغفرُ الله زلاتي وأخطائي ويدخلني الجنّة برحمتهِ، يالله ما أصبعها وأوّل ما أحاسب عليهِ هي الصلاة، فهل كان الله راضِِ عن صلاتي، إسأل نفسك فإن لم يقشعر قلبكَ فاعلم أنّكَ ميّت والإنسان قلب فإن ماتَ ماتت الحياة والرحمة، وهل هناك أكثر من الموت موعضة، أسألُ الله لكم ولي الجنّة ويجمعنا الله على ما يحبّ ويرضا، وأسألُ لكم ولي الثبات على الصلاة وعبادةُ الله.