يبدأ الأطفال الصغار بتشكيل شعورهم بأنفسهم من خلال الاستجابة لأقوال وأفعال ذويهم، أو حتى بنبرة أصواتهم، أو لغة أجسادهم، إذ إنّ هذه الأمور تساهم في تطوير احترام الطفل لذاته، فعلى سبيل المثال تؤدي الإشادة بإنجازات الطفل إلى شعوره بالفخر، كما ويؤدي السماح له بالقيام ببعض الأعمال بنفسه إلى شعوره بالقوة، بينما تؤدي التعليقات والمقارنات السلبيّة إلى شعور الطفل بأنّه بلا قيمة، لذا يجب تجنّب استخدام الكلمات الجارحة التي تسبّب له الضرر كالضربات الجسدية، واختيار الكلمات التربوية بدلاً منها، وإقناع الأطفال باستمرارية محبتهم حتى وإن لم يُحسنوا التصرّف.[١]
يهدف الانضباط والتهذيب إلى مساعدة الأطفال على التصرّف بشكل مقبول، وبالتالي تعلُّم ضبط النفس، فالأطفال بحاجة إلى وجود حدود وضوابط في حياتهم ليصبحوا أفراداً مسؤولين، كتجنب مشاهدة التلفاز أثناء القيام بالواجبات المدرسية، وتجنب اللجوء إلى الضرب أو المضايقات، كما ويجب متابعة الأطفال المخطئين، من خلال تقليل الامتيازات التي يتمتعون بها مثلاً، فعدم متابعة العواقب هو خطأ كبير.[١]
يحتاج الأطفال إلى قضاء وقت كافٍ مع ذويهم، فالأطفال الذين يفتقرون لذلك غالباً ما يسيئون التصرّف، فمثلاً يمكن للوالدين تناول الفطور مع أطفالهم صباحاً، أو المشي معهم مساءً، كما وينبغي على الوالدين بذل كلّ جهدهم للتواصل مع أبنائهم المراهقين ورعايتهم، وللتعرّف أكثر على أبنائهم وأصدقائهم، وفي حال كان كلا الوالدين يعمل فإنّ بإمكانهم أيضاً قضاء بعض الوقت برفقة أبنائهم من خلال التسوق أو لعب ورق الشدة مثلاً.[١]
يعتقد كثير من الناس أنّ سعادة الأطفال تكون في امتلاك الأشياء المادية فقط، ولكن يشار إلى أنّ سعادتهم تكمن في خبراتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية، ورضاهم عن أنفسهم، وعن الأعمال التي يقومون بها.[٢]
تساعد العلاقات الاجتماعية القوية مع الآخرين على إسعاد الأطفال أكثر، كونها تساهم في حصولهم على المحبة والدعم من قِبل عائلاتهم، وأصدقائهم، وزملائهم في المدرسة، كما أنّ العلاقات الاجتماعية تزيد شعورهم بالأمن، وتقلّل شعورهم بالتوتر، فمن يمتلكون علاقات جيدة هم أقلّ عرضة للتأثُّر السلبيّ بالثقافة الشعبيّة.[٢]
هناك بعض النصائح التي يُوصى الوالدان باتّباعها من أجل تربية أبنائهم بسعادة وبشكل صحيّ، وهي:[٣]