-

كيف تخدم وطنك

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الوطن

إنّ الوطن هو المكان الذي يولد فيه الإنسان ويعيش حياته الأولى فيه، وقد عاش فيه الآباء والأجداد من قبله، وهو المكان الذي يشعر تجاهه بالانتماء والمحبة، ويستعد من أجله للتنازل عن حياته، أو ما يملك من امتيازات أو ممتلكات، ويُعتبر الوطن البيئة الحاضنة للأفراد، سواء من حيث البقعة الجغرافية، أم من حيث منحه صفة مواطن وما يترتب عليها من حقوق مدنية وإنسانية، فهناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لخدمة الوطن، من باب التعبير عن حبه ومدى الالتزام بالواجبات تجاهه.

كيفية خدمة الوطن

تعظيم الشعور بالانتماء

إنّ محبة الأوطان لا تحتاج إلى دروس ومُعلمين، كونها تتغلغل في مشاعر الفرد، وتكبر معه يوماً بعد يوم بشكل تلقائي، لكن على الفرد تنمية شعوره بالانتماء تجاه وطنه، أما عن الكيفية فالفرد وحده يستطيع تحديدها.

العمل من أجل رفعة الوطن

يتمثل ذلك بالسعي لتطوير في مجالات الحياة المختلفة؛ بدءاً بتدعيم الاقتصاد، وتطوير مجال التعليم، وتعزيز الخدمات الصحية، ناهيك عن تقويض أي محاولة للمس بكرامة الوطن والمواطن، أو النيل من هيبة القانون فيه، ومُحاربة جميع أشكال الفتن والخلافات الداخلية، وتفريق الصفوف، وهناك العديد من الميادين الأخرى؛ كتشجيع الإبداع، وروح المبادرة، والريادية، والمشاركة في صنع جيل واعٍ ومنتمي، ودفع البلد إلى المنافسة في الميادين العالمية في معظم المجالات.

الالتزام بالقوانين

من الضروري أن يحترم الفرد القوانين التي يتم سنها في بلده ويلتزم بها كذلك، أما بخصوص القوانين التي يُدرك الفرد أنّها لا تخدم مصالحه أو مصالح الوطن، فمن مُنطلق الواجب الوطني، عليه الاجتهاد لإدخال التعديلات الضرورية عليه، والضغط على السلطات التشريعية لاستبداله بما هو مُجدٍ.

رفض التعامل مع جهات خارجية سيئة

يندرج تحت إطار هذه الجهات الجماعات المتمردة على سيادة القانون، أو الجماعات (المُتطرفة دينياً)، بالإضافة إلى الدول المُعادية، أو التي تُهدد مصالح الوطن.

غرس محبة الوطن في نفوس الأطفال

هذا الدور تتولاه العائلة والمدرسة، ثمّ يرعاه جميع الأفراد في الحياة الاجتماعية، ومعظم مناحي الحياة الأخرى.

تخليص الوطن من الآفات الاجتماعية

كظاهرة تعاطي المُخدرات التي تنتشر بين الشبان والمراهقين عادةً، بالإضافة إلى ظاهرة البطالة، وظاهرة الطلاق إن وجدت ناهيك عن مساعدة الناس على التخلص من براثن الموروث الاجتماعي البالي، والسير قُدماً نحو تبني ثقافة جديدة تحفظ أصالة المحتوى الإيجابي من هذا الموروث، وفي الوقت ذاته تدفع مسيرة التطور بكلّ أشكالها المُمكنة.

عناية الفرد بنفسه

قد يبدو مُستغرباً أن يندرج الحديث عن اعتناء الفرد بنفسه تحت إطار كيفية خدمة الوطن، لكن المتأمل بجدية سيرى بكل بساطة أنّ الفرد هو من يصنع الوطن، وعندما يولي الاهتمام لمناحي حياته الشخصية بشكل حقيقي، فهذا يعني أنّ رفعة الوطن وتقدمه بين الأمم، وصونه من عين الغدر قد تحققت جميعاً، ومن ذلك الاهتمام بالتحصيل العلمي، وضبط الجانب الأخلاقي، وتعزيز روح التفاؤل والأمل، وتقوية الروابط الأُسرية والاجتماعية، والبحث عن حلول لأزماته المالية، فإذا ما استطاع فعلياً ذلك فسيتخطى الأمر إلى مساعدة الآخرين في الموضوع ذاته، ليصل الأمر إلى معالجة الأزمات الاقتصادية في البلد.