إذا نوى العبد التوبة عن ذنوبه؛ فإنّ أول ما يعينه على تحقيق مراده هو الإخلاص لله -تعالى-، والتوجّه إليه بالدعاء، ويذكر العلماء العديد من الأمور التي تُعين العبد على الثبات على التوبة، وفيما يأتي ذكر شيءٍ من تلك الأمور:[1]
إنّ ترك محاسبة النفس إهمالٌ لها، ومن محاسبة النفس سؤالها عن الغاية من القيام بالعمل قبل إتيانه، فذلك ممّا يجعل بين يديه فرقاناً بين الأعمال الصالحة والأعمال المنكرة، وقال ابن القيّم عن الاسترسال في إتيان المعاصي دون محاسبة النفس: "وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها"، فإن كان ترك المحاسبة طريق الوقوع في الآثام؛ فإنّ دوام محاسبة النفس سبيلٌ للإقلاع عن الذنوب والخطايا.[2]
بشّر الله -تعالى- في القرآن الكريم أهل التوبة من عباده ومن حققوا شروط التوبة الصحيحة، ليس أن يغفر لهم وحسب، بل أن يبدّل سيئاتهم حسنات، قال تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)،[3] فمن تاب إلى الله -تعالى- توبةً نصوحةً؛ فأقلع عن ذنبه، وندم عليه، وعقد العزم على عدم العودة إليه، وردّ المظالم إن اقتضى ذلك لأهلها؛ دخل في سياق الآية الكريمة، وصرف الله -تعالى- عنه سيئاته، وأبدله خيراً منها.[4]