-

كيفية الدراسة عن بعد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التكنولوجيا والدراسة

سعى الإنسان منذ قديم الزمان إلى تطوير التدريس من أجل الارتقاء به، والحضارة المصرية القديمة مثال جيّد على ذلك، حيث كان المصريون يرسمون رموزاً وكتابات لهذا الغرض. ومن الموضوعات المهمة المعاصرة استخدام التكنولوجيا في التدريس والتي تساعد على تقدّم التعليم وبالتالي تقدّم المجتمعات؛ فقد ساعدت تكنولوجيا التعليم على حل عدد كبير من المشكلات، إلى جانب إضافة عامل التشويق لدى الطلاب وتخفيف العبء على المُعلم مع الحفاظ على رفع مستوى التعليم.[1]

الدراسة عن بُعد

بدأت الدراسة عن بُعد منذ ما لا يقل عن مئة عام، حيث تُعتبر هذه الطريقة من طُرق التعليم الممتازة والملائمة لفئة الكبار بشكل خاص، حيث تحتاج تلك الفئة إلى مرونة في التعليم، لأنّ الكبار يحتاجون إلى التعامل مع أولوياتهم في الحياة مثل المنزل، والعمل، حيث تساعد الدراسة عن بُعد على تنظيم الوقت. وقد أصبح الالتحاق بالدراسة عن بعد متزايداً؛ حيث التحق 1.6 مليون طالب للدراسة عن بعد في عام 2002م، فيما زاد العدد ليصل إلى 5.6 مليون طالب في عام 2009م.[2][3]

كيفية الدراسة عن بعد

لقد اتسع نطاق التعليم وتقنياته ليصل إلى مرحلة كانت تُعد خارجة عن المألوف، متجاوزاً بذلك الحدود التقليدية، فقد أصبح من الممكن أن يحاور المدرّس الطلاب المتواجدين في موقع آخر بسهولة. كما وتوجد العديد من أنظمة الاتصال عن بُعد التي تطورت مع مرور الزمن، ومن أهمها:[4]

  • التلفاز: مع ظهور التلفاز لأول مرة، أصبح مهماً لدى التربويين تأسيس محطة مختصّة في الأمور التربوية، وهذا ما حصل بالفعل عام 1953م في مدينة هيوسين، حيث كانت محطة كي يو اتش إي (بالإنجليزية: K.U.H.E) أداة أساسية من أجل المساعدة على نشر المصادر التعليمية، نتيجة لقلة عدد المعلمين في ذلك الوقت، وبعد ذلك بدأ بثّ البرامج التلفزيونية التعليمية التي أصبحت مستخدمة كثيراً في المدارس، مما ساعد على تخفيف الصعوبات التي يواجهها المدرسون، إلا أن الأمر لم يخلُ من بعض العقبات؛ بسبب صعوبة التحكم في أوقات عرض البرامج التعليمية خلال دوام المدارس اليومي.
  • أشرطة الفيديو: اتّسع انتشار أجهزة الفيديو في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، وأدى ذلك إلى سهولة التحكم في كيفية عرض البرامج التعليمية للطلاب في القاعات الدراسية بالنسبة للمدرسين، ولم يقتصر استخدام أشرطة الفيديو على المدارس فقط بل تم استخدامها في الكليات والجامعات، حيث خصصت جامعة ستانفورد - مثلاً - برنامجاً خاصّاً للتدريس بواسطة أشرطة الفيديو، حيث يتم عرض الشريط في فصل دراسي على عدد من الطلاب مع وجود أحد المرشدين لإدارة المناقشة بينهم، وقد ثبت من خلال ذلك البرنامج، أن تلك الطريقة أرخص من التعليم العادي ومن الدروس التلفزيونية.
  • الأقمار الصناعية: ظهرت الأقمار الصناعية عام 1957م، حيث بدأ البث الحي من خلال الأقمار الصناعية، وأصبح من السهل التقاط إشارة التلفاز في أي مكان في العالم، حيث ترسل من القمر الصناعي إلى محطة خاصة، وبعد ذلك تُرسل إلى كل مكان من خلال الميكروويف أو الكبلات أو خطوط الهاتف، الأمر الذي جعلها تعد وسيلة مستخدمة في التّعلم عن بعد.
  • الألياف البصرية: وهي عبارة عن ألياف زجاجية رقيقة تحمل كمّاً كبيراً من البيانات، وتنقلها بسرعة كبيرة. وتُستخدم هذه التقنية في الوقت الحالي في مكالمات الفيديو، أو في نقل إشارات التلفاز.
  • الأسطوانات: تقدم الأسطوانات مرونة كبيرة في عرض المواد التعليمية، فهي تساعد على التوفيق ما بين حاجة الطالب التعليمية من جهة، وأساليب التعليم من جهة أخرى، كما تساعد هذه الطريقة المدرس على التحكم في طريقة عرض المواد التعليمية، فتسمح له أن يوقف العرض من أجل أن يشرح أي معلومة غامضة، ومن الممكن أن تقدم الأسطوانة معلومات مرتبة بشكل قد يكون أفضل مما تقدمه الحصص التقليديّة.
  • الإنترنت: تعد شبكة الإنترنت وسيلة رئيسية للتعلم عن بُعد، وعلى الرغم من عدم وجود فرق كبير بين الأساليب التعليمية المستخدمة في الطريقة التقليدية وطريقة التعلم عن بعد (كالمحاضرات، والدراسة والعمل في مجموعات، ومناقشة المشاريع، والعصف الذهني)، إلا أنّ استخدام الإنترنت أدخل تقنيات جديدة للعملية التعليمية، وأضاف لها مميزات خاصّة؛ فالدراسة عن بعد باستخدام الإنترنت تسمح للطلاب، على سبيل المثال أن يتواصلوا مع متخصصين مميزين في مجال دراستهم، والذين قد يعقدوا محاضرات على الإنترنت، أو يُعطونهم إذناً بالدخول إلى مكتبة معينة أو قاعدة بيانات ما، وتلك عادة مميزات لا توجد في التعليم التقليدي.[5]

مميزات الدراسة عن بعد

تتميز الدراسة عن بُعد بعدة أمور، من أبرزها:[3]

  • عدم الحاجة إلى صفوف دراسية.
  • القدرة على المشاركة في دورات صغيرة أو صفوف متقدمة دون الحاجة إلى الذهاب للصفوف.
  • حصول الطلاب على تعليمات واضحة من المدرسين.
  • إتاحة فرصة التعلم للعاملين.

سلبيات الدراسة عن بُعد

هناك بعض السلبيات التي تتعلق في الدراسة عن بُعد، ومن أهمها:[2]

  • التكاليف الابتدائية المرتفعة لإنشاء نظام متكامل للدراسة عن بُعد.
  • انخفاض الرغبة والدافع لدى الطلاب نتيجةً لغياب اللقاء المباشر مع المعلمين وزملاء الدراسة، وصعوبة التواصل بشكل يومي.
  • وجود مشاكل أكاديمية لدى الطلاب المُنتسبين للدراسة عن بُعد؛ نتيجة للشعور الذي قد يصيب الطلاب بعدم الثقة في أنفسهم نظراً لقلة الدعم التقني الذي قد يتلقوه أثناء الدراسة عن بعد، وكذلك لقلّة خبرتهم في هذه الطريقة التعليمية، وبسبب شعور الطلاب بالانعزال.
  • سوء اختيارٍ للمساقات التي تُدرّس للطلاب من قِبلِ القائمين على المؤسسات التعليمية التي تقدم خدمة الدراسة عن بُعد.
  • صعوبات تنظيمية عامّة، كتلك المتعلّقة بالبُنية التحتيّة والتجهيزات التقنيّة، وكذلك الصعوبات المتعلّقة بعمليّة تقييم الطلاب، وبناء خطة دراسية لهم.

المراجع

  1. ↑ بوكراتم بلقاسم،خلول غانية (2012)، دور تكنولوجيا المعلومات الرقمية في التربية والتعليم (الطبعة الطبعة الأولى)، عمان- الأردن: المؤتمر الدولي لتكنولوجيا المعلومات الرقمية، صفحة 2-12. بتصرّف.
  2. ^ أ ب Jill M. Galusha، Barriers to Learning in Distance Education، صفحة 1-5. بتصرّف.
  3. ^ أ ب Michael Simonson، Gary A. Berg، "Distance learning"، www.britannica.com، اطّلع عليه بتاريخ 25/11/2017. بتصرّف.
  4. ↑ روبرت م. جانييه (2000م)، أصول تكنولوجيا التعليم، الرياض-المملكة العربية السعودية: النشر العلمي والمطابع-جامعة الملك سعود، صفحة 387-421. بتصرّف.
  5. ↑ "وآخرون" Azat Khannanov, Evgenia Polat, Juan Ignacio Martinez de Morentin (2003), INTERNET IN EDUCATION, MOSCOW: UNESCO INSTITUTE FOR INFORMATION TECHNOLOGIES IN EDUCATION, Page 9. Edited.