-

كيفية الاعتناء بالحامل في الشهور الأولى

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كيفية الاعتناء بالحامل في الشهور الأولى

مع حدوث الحمل، تطرأ على أجهزة الجسم المختلفة بعض التغيرات الوظيفية، والتي هي ناتجة عن تكيف الجسم مع وجود الحمل، وتؤثّر هذه التغيّرات على وظيفة الجسم، وسنذكر في هذا المقال أبرزها.

التغيّرات التي تصيب الحامل

الدم والأوعية الدموية والقلب

مع بدء حدوث الحمل قد يحدث بطء في الدورة الدموية، وبالتالي انخفاض ضغط الدم، ممّا يؤدّي إلى الشكوى من التعب السريع، والدوخة خلال الأسابيع الأولى، ومع مرور الوقت يُكيّف الجسم نفسه، وتحدث زيادة تدريجية في حجم الدم قد تصل إلى 30 حتى 50 % ممّا يؤدّي إلى زيادة تدفق الدم بالأوعية الدموية خاصّةً القريبة من سطح الجلد مما يُشعر الحامل بالدفء، والحرارة.

الرئتان

يزيد معدّل التنفس للمرأة الحامل، فتستقبل الرئتان كمية من الهواء تزيد بحوالي 40 % عن المعدل العادي، كما تحدث صعوبة في عملية التنفس خاصّةً في الشهور الأخيرة؛ نتيجةً لزيادة حجم البطن، والضغط على منطقة أسفل الظهر.

الرحم

هو الجزء الذي ينمو داخله الجنين، ويزيد حجم الرحم بحدوث الحمل إلى حوالي 5 أمثال أو أكثر، ويزيد وزنه من 50 جرامًا إلى حوالي 900 جرام، لكن بانتهاء فترة الحمل تنكمش عضلات الرحم تدريجيًا بعد الولادة، ويعود الطفل إلى حجمه الطبيعي.

الأربطة

خلال فترة الحمل، يحدث ارتخاء للأربطة خاصّةً في منطقة الحوض، ومنها الأربطة المتصلة بالرحم، والمثبتة له، ويستمرّ الارتخاء لمدّة حوالي 3 حتى 5 شهور بعد الولادة؛ لذا من الطبيعيّ حدوث شكوى من ألم الظهر نتيجة لضعف تحمّل هذه الأربطة للحركات العادية؛ كالثني، والشد، وميل العمود الفقري للوراء.

عضلات الساقين

  • تقوى عضلات الساقين، والفخذين خلال فترة الحمل؛ لتستطيع تحمل الوزن الزائد للجسم، وقد تظهر الشكوى من تقلص عضلات الساقين لحدوث ضعف في الدورة الدموية بالساقين، كلّ ذلك يُشير إلى ضرورة اعتناء الحامل بجسدها، والجنين، وحرص من حولها على استكمال شهور الحمل بسلامة، وعافية، وخير.

الجهاز الهضمي والكلى

يحدث بطء، وكسل في نشاط الجهاز الهضمي بفعل التغيّرات الهرمونية المصاحبة للحمل، وتزيد سعة الكلية للبول خلال فترة الحمل، وذلك في بداية الحمل، وقبل أن يتكيّف الجسم مع ذلك التغير تظهر الحاجة إلى كثرة التبوّل.

جمال الحامل

العناية بالصحة، والجمال يؤثران إيجابيًا على نفسية الحامل، والنوم المريح ضرورة مهمة لصحتك، وجمالك، وهنالك شكاوى شائعة بين الحوامل، وهي عدم القدرة على النوم المريح لفترة كافية، أو حدوث الأرق، وهذا يحدث في الشهور الأخيرة؛ بسبب زيادة حجم البطن بدرجةٍ كبيرة، وزيادة الضغط النفسي، والتوتر بسبب متاعب الحمل، وللتغلّب على الأرق، واستغراق فترة كافية في النوم، فإنّ من أفضل الوسائل هي الاعتياد على روتين معين خلال فترة المساء أو قبل موعد النوم، مثل: أخذ حمام ماء دافئ، وتناول كوب لبن، ووجبة خفيفة، والقراءة لبعض الوقت ثم الاستسلام للرغبة في النوم.

الاعتياد على مثل هذا الروتين اليومي يُسهّل من مقاومة الأرق، ويتيح النوم في مواعيد منتظمة، كذلك يمكن اللجوء لوسائل الراحة، والاسترخاء، كعمل (مساج) تدليك. ويجب على العائلة توفير فرص النوم للحامل، كتهيئة جو ملائم، وعدم إزعاجها بالأصوات الصاخبة، والإنارات اللآفتة، وبث الطمأنينة في نفسها، لتشعر بالهدوء النفسي الذي يساعدها على النوم بسلامة، وراحة.

إنّ الاسترخاء هو الوسيلة الفعّالة لمقاومة التوتر النفسي، والضغط اليومي، وعناء الحمل، وهو مضاد ناجح يمنح الحامل صفاءً في الذهن، وهدوء، وطمأنينة، وكلما منحت الحامل نفسها فرصة جديدة في الاسترخاء ساعدها ذلك على تسكين الألم، ومقاومة الجهد، وتخفيض ضغط الدم المرتفع، وهو كذلك أشبه بتدريبٍ للجسم، والعقل للقدرة على مقاومة التوتر، والإحساس بالألم، وتنشيط عملية الشفاء من بعض المتاعب التي تصاحب الحامل.

طرق الاسترخاء

هنالك طرق كثيرة للاسترخاء، فمن أبسطها، اختيار مكان هادئ بعيد عن الضوضاء، والجلوس فيه، مع الاسترخاء في الوضع الذي ترينه مريحًا لك، كالنوم على الظهر فوق الأرض مع وضع وسادة تحت الرأس، وأخرى تحت الركبتين، وتمرين الاسترخاء يكون بإغلاق العينين، وتمديد الأطراف دون أي توتر؛ بحيث تسترخي عضلات الجسم تمامًا، دون انشغال الذهن بدرجة الاسترخاء حتى لا يحدث التوتر، فمع مرور الوقت، وكثرة التمرين تستطيعين تحقيق أعلى درجات الاسترخاء.

  • أثناء عملية الاسترخاء عليك بمراقبة التنفس، واجعليه مقصورًا على الأنف، دون فتح الفم أثناء الزفير، وأثناء خروجه، وقولي لنفسك: واحد ببطء، وصمت، والعد، مع الاستمرار في مراقبة التنفس بطريقة طبيعية لمدة 10 حتى 20 دقيقة، وأثناء ذلك يجب الحرص على ألّا ينشغل ذهنكِ بأي أفكار أخرى.
  • بعد الانتهاء من التمرين، يُفضّل عدم النهوض مباشرة، وإنما الاستمرار في وضع الرقود أو الجلوس لبضع دقائق أخرى مع جعل العينين مغلقتين، ثمّ فتحهما.

صحّة أسنان الحامل

إن العناية باللثة، والأسنان ضروري للحامل، كالحرص على تنطيف الأسنان بالفرشاة، والمعجون مرّتين يوميًا، ويُفضّل إلى جانب ذلك تنظيف الأسنان بالخيط الطبي الخاص لعدة مرات أسبوعيًا للمزيد من الحرص على التخلص من أيّة بقايا للطعام قد تجذب إليها الميكروبات، كذلك من الجيد أن تحرص الحامل على زيارة طبيب الأسنان بانتظام؛ للكشف عن أيّة أضرار بأسنانها، ومتابعتها قبل حدوث المشكلة، وصعوبة حلها؛ لأنّ الحمل يُضعِف من مقاومة اللثة للعدوى، ويزيد من قابليتها للنزف، وزيارة الطبيب تُحقّق السلامة، والعافية لأسنان، ولثة الحامل.

العناية ببشرة الحامل

العناية بالبشرة تمنح الحامل استقرارًا داخليًا، وتزيد من الرضا، والسعادة لها، وقد يؤدّي الحمل إلى زيادة إفراز الدهون بالبشرة، والبشرة الدهنية بصفةٍ عامة تحتاج إلى كثرة الغسل، والتنظيف؛ لأنها الأكثر عرضة للاتّساخ السريع، وتراكم الأتربة، داخل مسام البشرة،والغسل بالماء والصابون العادي يكفي، أو استعمال المستحضرات العلاجية الخاصة بتنظيف البشرة الدهنية، وبالتالي التخلّص من الدهون الزائدة، والحد من زيادة إفرازها، كذلك يمكن العناية بالبشرة من خلال عصير الخيار الذي يتم غسل الوجه به

وللتخلّص من الرؤوس السوداء يُنصَح بعمل حمام بخار للوجه، وللقضاء على الدمامل؛ فيمكن تمرير قطنة مبللة بعصير النعناع على المكان المطلوب علاجه، والبشرة الجافة تُستخدم لها أقنعة (الماسكات) كقناع الموز واللبن المرطب للبشرة.

نظافة الحامل

  • نظافة الحامل تُحقّق لها الانتعاش، والحيوية، والتنظيف، والتلطيف، فأخذ حمام يومي يعد ضرورة مهمة أثناء الحمل ليس فقط بغرض التنظيف، والتجميل وإنما للإحساس بالحيوية، ومغالبة بعض متاعب الحمل؛ كغزارة العرق التي تُسبب في انبعاث روائح كريهة؛ نظراً لغزو الميكروبات، والفطريات لمناطق العرق الغزير، كالإبطين.
  • استخدام الماء الدافئ عند الحمام أفضل من الماء الساخن الذي يُعرّض البشرة للجفاف، وفي الفترة الأخيرة من الحمل يصبح لعمل حمامات الماء الدافئ أهمية خاصّة؛ حيث إنّ الحمّام يساعد على مقاومة التقلصات التي تشير إلى اقتراب حدوث الولادة.

الغذاء الصحي للحامل

  • إنّ الغذاء الجيّد ضرورة أساسية لصحة الحامل، وطفلها، فجنينك الذي ينمو في أحشائك، ويستمد حاجته من طعامك عن طريق المشيمة يحتاج إلى تكوين مخزون غذائي؛ إذ إنّ جسم الحامل يحتاج يوميًا إلى قدرٍ زائد من السعرات الحرارية يُقدّر بحوالي 200 سعر حراري، وإنّ حاجة الجسم تزيد للضعف من الكالسيوم، وفيتامين (ج) إلى ثلاثة أمثالها من الحديد.
  • إن فترة الحمل توفّر فرصة كبيرةً للتعود على تناول غذاء صحي، وتعويض الجسم ما ينقصه من مغذيات قد تهمل الحامل تناولها من قبل، والغذاء الصحي الذي يجب المداومة عليه أثناء فترة الحمل الفاكهة، والخضروات؛ لإمداد الجسم بالفيتامينات، والمعادن، والألياف.
  • يجب تناول كميات معتدلة من النشويات، والحبوب، كالأرز، والمعكرونة، والخبز، والبطاطس؛ للحصول على قدرٍ كاف من الطاقة، وكميات معتدلة من البروتينات الحيوانية، والنباتية، كاللحوم، والأسماك، والدجاج، والبيض، والألبان ومنتجاتها، والحبوب المختلفة، وكميات محدودة من الدهون، والزيوت، والسكريات.
  • على الحامل تجنّب الشاي، والقهوة، والكولا أثناء الحمل؛ لاحتواء هذه السوائل على مادة الكافيين، والتي تُسبب في حدوث أضرار جانبية، لذا يجب استبدالها بالعصائر الطبيعية، والمشروبات الصحية.

أمور محظورة أثناء الحمل

  • عمل فحوصات بأشعّة إكس.
  • تناول الخمور أو أي عقاقير تؤثر على الحالة المزاجية.
  • تناول أي دواء كيماوي، دون استشارة طبيب.
  • التعرض لكيماويات سامّة، كدهان الحائط أو الخشب.
  • التعرّض لنفايات الكلاب أو القطط المنزلية؛ لاحتمال الإصابة (بالتكسوبلازما).
  • تناول البيض النيء؛ لأنه قد يؤدّي للتسمم (بالسالمونيلا).