كيفية حسن الظن بالله طب 21 الشاملة

كيفية حسن الظن بالله طب 21 الشاملة

حسن الظن بالله

كتب الله سبحانه وتعالى الموت على جميع خلقه، ولم يستثن من ذلك أحداً، فإن الموت حقٌ على كل الناس، وهو جزءٌ من عقيدة المسلم وإيمانه، حيث إنّه يعلم يقيناً أنّه ميتٌ لا شك، وأنه سينتقل من الدنيا إلى الآخرة، ولذلك فإن المؤمن يدرك أنه سيلقى الله سبحانه وتعالى عاجلاً أو آجلاً، وأن الله سيحاسبه على ما كان منه من أعمال وأقوال في الدنيا، وأنه لن ينجو من عذاب الله وعقابه إلا بالعمل الصالح والإيمان المُطلق بالله وحده، وأن لا يشرك به أحداً من خلقه، وإنّ ممّا يُجازي الله عليه عباده المُؤمنين عليه ويُكفاؤهم عليه إحسان الظن بالله والتوكّل عليه في كل أحوالهم، إذ طلب الله من عباده طاعته وعبادته وتوحيده، وفسح لهم المجال لاستدراك ما وقعوا به من معاصي وآثام، فإذا ما استغفروا الله على تلك الذنوب وأدّوا ما فُرِضَ عليهم من الطاعات فإن الله سيغفر لهم لا محالة، وسيُثيبهم على الطاعة، وإن أحسن العبد الظن بالله فإن الله سيُصدِق ظنّه ويُنجّيه من العذاب، قال المصطفى في الحديث الذي يرويه عن ربه: (قال اللهُ جلَّ وعلا: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي؛ إنْ ظنَّ خيرًا، وإنْ ظنَّ شرًّا).[1]

معنى حُسن الظنّ بالله

الظنّ في اللغة يعني الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض، ويُستعمَل لفظ الظن والشكّ في اليقين على حدٍ سواء.[2]ويُقصد بحُسن الظن بالله

في الاصطلاح هي أن يعلم المُبتَلى أنّ الذي ابتلاه هو الله -سبحانه وتعالى- الحكيم الرحيم، وأنّ الله -عزَّ وجلَّ- لم يُرسِل إليه البلاء ليُهلكه به، أو ليُعذّبه به، أو ليُؤذيه، أو ليضرّه، وإنّما أُرسِل البلاء إليه كما أَرسله إلى غيره من الخلق؛ ليمتحنهم ويمتحنه، ويعلم مدى إيمانه وصبره ورضاه على ما أصابه من الابتلاء، وكي يسمع دعاءه في جوف الله إن كان من أهل الدعاء، وتضرّعه ورجاءه لله بأن يكشف عنه ما أصابه من البلاء، وليرى هل سيصبر على ما أصابه؟ أم أنّه سيكفر بالله ولا يتجاوز ذلك الاختبار إلا فاشلاً؟ وليرى الله عبده المُبتَلى مُتذلِّلاً له يرجوه ولا يرجو سواه، ويدعوه ولا يدعو سواه.[3]

كيفيّة حُسن الظن بالله

حسن الظن بالله ليس بالأمر السهل، وليس كذلك بالأمر الصعب، إنما ينبغي على المسلم أن يقوم ببعض الأمور حتى يصل إلى القدرة على إحسان الظن بالله، ومن الأمور التي ينبغي على المسلم فعلها لأجل ذلك ما يأتي:[4]

حُسن الظن بالله في القرآن والسنة

جاء ذكر حسن الظن بالله في القرآن الكريم والسُنّة النبويّة في الكثير من المواضع، وذلك يدلُّ على أهميّتها ومكانته، وأهميّة أن يتوجّه العبد بالدعاء والرجاء إلى الله وعده، ويعتقد أنه هو وحده المُتصرّف بالأمور، وأنه القادر على دفع البلاء عن عباده، وهو القادر على قضاء حوائجهم ومسائلهم على تعدُّدها، وممّا جاء في حسن وسوء الظن بالله في القرآن الكريم والسنّة النبويّة ما يأتي:

في القرآن الكريم

جاء ذكر حسن الظن في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها، على سبيل التمثيل لا الحصر، ما يأتي:[6]

في السنّة النبويّة

جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تُشير إلى فضل حُسن الظن بالله والتوكّل عليه، والاستعانة به في وقت البلاء والمصائب، ومن تلك الأحاديث ما يأتي:

المراجع

  1. ^ أ ب رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن واثلة بن الأسقع، الصفحة أو الرقم: 641، صحيح.
  2. ↑ الجرجاني (1983)، التعريفات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 144.
  3. ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 174، جزء 75.
  4. ↑ "سبيل الوصول إلى حسن الظن بالله تعالى"، إسلام ويب، 23-1-2010، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2017. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان، الصفحة أو الرقم: 2999، صحيح.
  6. ↑ "لفظ (الظن) في القرآن الكريم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2017. بتصرّف.
  7. ↑ سورة الحاقة، آية: 19-24.
  8. ↑ سورة الفتح، آية: 6.
  9. ↑ سورة آل عمران، آية: 154.
  10. ↑ سورة البقرة، آية: 45-46.
  11. ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/412، إسناده حسن.
  12. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2675، صحيح.
  13. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 2877، صحيح.