كيف نعالج تلوث الهواء
تلوث الهواءيمكن تعريف تلوث الهواء على أنّه وجود ملوثات كيميائية أو مركبات سامة في الهواء، بالإضافة إلى ما تتضمنه المركبات السامة من الملوثات ذات الأصل العضوي،
جدول المحتويات
تلوث الهواء
يمكن تعريف تلوث الهواء على أنّه وجود ملوثات كيميائية أو مركبات سامة في الهواء، بالإضافة إلى ما تتضمنه المركبات السامة من الملوثات ذات الأصل العضوي، بحيث تتجاوز نسبها النسب التي تسبب الضرر الصحي، ويمكن تناول مفهوم تلوث الهواء بشكل أوسع، ليشمل بذلك وجود مواد ومركبات لم تكن موجودة سابقاً تقلل جودة الهواء، أو تؤثّر على جودة المعيشة بشكل سلبيّ؛ بحيث تسبّب حدوث أضرار على نوعية الحياة، مثل: ظاهرة الاحتباس الحراري، والإضرار بطبقة الأوزون.[1] وبناءً على مسوحات المنظمة العالمية للصحة، فإنّ ما يقارب 90% من الأطفال يتنفسون هواء سامّاً وغير صحي يوميّاً.[2]
كيفيّة معالجة تلوث الهواء
هناك مجهودات على مستويات حكومية، وفردية، وصناعية؛ لاحتواء مشكلة تلوث الهواء الجوي التي تؤثر بشكل مباشر على ظاهرة الاحتباس الحراري، وهناك عدة سُبُل للحد من تلوث الهواء الجوي وتقليله، ومنها:[3]
- استخدام وسائل المواصلات العامة: يكون ذلك بتشجيع الناس على استخدامها، وتوعيتهم بأضرار ملوثات العادم من السيارات، أو اتباع الحلول البديلة؛ فعلى سبيل المثال، إذا كان شخصان يسكنان المكان نفسه، وأحدهما في طريق الآخر أو لهما الوجهة ذاتها، فيمكنهما استخدام سيارة واحدة، ولهذه الطريقة إيجابيات أخرى، مثل: تقليل استهلاك الطاقة، وتقليل النفقات.
- المحافظة على مصادر الطاقة: كمية كبيرة من الوقود العضوي يتم إحراقه للحصول على الكهرباء، ويمكن تقليل ذلك باتباع سياسة ترشيد استهلاك الطاقة، مثل: إيقاف المراوح أو المصابيح عند الخروج من المنزل.
- فهم مبدأ ترشيد الاستهلاك، وإعادة الاستخدام، والتدوير: يمكن تحقيق ذلك بالتوعية البيئية لحسن استخدام الأغراض، فعلى سبيل المثال: يمكن استخدام الحافظة نفسها لحفظ الحبوب، أو المربى، وما إلى ذلك.
- معرفة أهمية الطاقة البديلة (الطاقة النظيفة): تسعى الحكومات في العالم لاستخدام مصادر الطاقة البديلة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومنها من يقدم الدعم للراغبين في استخدام الألواح الشمسية، وتُعدّ هذه الطريقة فعالة، ولكنها تحتاج إلى وقت طويل لتصبح ذات تأثير؛ لتقليل تلوث الهواء الجوي.
- استخدام أجهزة كهربائية ذات كفاءة عالية: مثل استخدام المصابيح الموفرة للطاقة، التي تستهلك كمية من الطاقة الكهربائية أقل مقارنة بمثيلاتها من النوع الآخر غير الموفر للطاقة؛ خاصّةً أن عمرها أطول، مما يساعد على تقليل تلوث الهواء الجوي.
مصادر تلوث الهواء
تتعدد مصادر تلوث الهواء الجوي، لتشمل ما يتأتّى بسبب نشاطات الإنسان وسلوكه، ومن هذه المصادر:[4]
- احتراق الوقود العضوي المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية، والمواصلات، والقطاع الصناعي.
- القطاع الصناعي المتخصص في العمل بالمواد الكيميائية، ومعدات الحفر.
- القطاع الزراعي.
- معالجة النفايات، وطرق التخلص منها.
وقد تكون مصادر ملوّثات الهواء من مصدر طبيعي، مثل:[4]
- البراكين.
- العواصف الرملية.
- أبخرة الأملاح البحرية.
- الانبعاثات المتطايرة الصادرة من المصادر العضوية.
أنواع ملوّثات الهواء
يمكن تصنيف أنواع ملوّثات الهواء إلى نوعين، هما:
- ملوّثات أولية تدخل بشكل مباشر إلى الغلاف الجوي، تنتج عن أنشطة البشر، والتفاعلات الكيميائية بين المركبات، وهذه الملوّثات هي:[5]
- ملوّثات ثانويّة، وهي ملوّثات تنتج من التفاعلات الكيميائية التي تتفاعل بها الملوثات معاً، كتلك التي تتسبب بحدوث ظاهرة الضبخن.[3]
- أول أوكسيد الكربون (CO)، وثاني أوكسيد الكربون (CO2)، وكلاهما بلا لون ولا رائحة، ويُعدّان من غازات الدفيئة، علماً أن غاز أول أوكسيد الكربون سام للحيوان والنبات على حدٍّ سواء.
- أكاسيد النيتروجين (NOx)، وهي التي تنتج من تفاعل الأكسجين مع النيتروجين في الهواء الجوي بظروف درجات حرارة مرتفعة، مثل تلك الناتجة عن احتراق وقود المركبات، ومحطات توليد الطاقة، والمصانع. يعتبر غاز أول أوكسيد النيتروجين وغاز ثاني أوكسيد النيتروجين من غازات الدفيئة، وتكمن المشكلة في غازات أكاسيد النيتروجين بتشكل المطر الحمضي.
- أكاسيد الكبريت، وتشمل ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وثالث أكسيد الكبريت (SO3)، وتنتج هذه الأكاسيد بشكل مباشر من احتراق الفحم؛ حيث تختلط نواتج الاحتراق بالهواء الجوي، وممّا يجدر ذكره أن أكاسيد الكبريت أحد مكونات الأمطار الحمضية الضارة بالبيئة والإنسان.
- الجزيئات الدقيقة متناهية الصغر، مثل السناج (الرماد)، والغبار، وبقايا صناعات الخزف وما يماثلها من موادّ. يُعدّ الوقود الأحفوري (العضوي) مصدر هذه الجزيئات الدقيقة التي تتسبّب بظهور ما يُدعى بالضّبخن، وتتسبب كذلك بالمشكلات الصحية للإنسان، مثل: الأزمة التنفسية، وأمراض القلب والشرايين، وبعض الأنواع المحددة من السرطانات.
- مركبات الرصاص الذي استُخدِم فيما سبق مخلوطاً بالوقود المستخدم للسيارات والدهانات والأنابيب، ويُعدّ الرصاص من المعادن الثقيلة التي قد تضر الإنسان بشدة، مثل: ضرر الدماغ، وتسمم الدم.
- المواد العضوية المتطايرة، وتتكوّن بشكل أساسي من الهيدروكربونات، وأهم مادة منها غاز الميثان، وهو من غازات الدفيئة، يرتفع منسوبه بشكل متواصل بسبب النشاط البشري، أما الفلوروكلوروكربون فهو مادّة صنعها الإنسان، ولكن خف استخدامها كثيراً لتأثيرها المباشر في تدمير طبقة الأوزون، وكمثال آخر للمواد العضوية مادة الديوكسين التي تنتج بشكل غير مباشر نتيجة الصناعات الكيميائية، ولا توجد أي فائدة منها، ولكنها ضارة بالإنسان والكائنات الحية.
الوقاية الصحية الفردية من تلوث الهواء
انطلاقاً من المسؤولية الفردية للإنسان على صحته، يُنصَح دائماً بتحديد الزمن الذي يقضيه هو أو أطفاله في الخارج، في حال كانت التقارير التلفزيونية أو الواردة في الصحف تشير إلى ارتفاع نسب الملوثات في الهواء الجوي، ويُنصَح كذلك بأداء تمرين الهرولة دائماً في الصباح الباكر؛ حيث تكون نسبة غاز الأوزون أقل ما يمكن في ذلك الوقت، ومثل ذلك، عند أداء التمارين الرياضية في الهواء الطلق، يُنصَح بالابتعاد عن المناطق المحاذية للأزمات المرورية، وبعد أن ينتهي، فعليه بغسيل ملابسه جيداً لإزالة دقائق الملوثات العالقة، وإذا كانت جودة الهواء سيئة، فعليه البقاء داخل المنزل والنوافذ مغلقة، ويُنصَح كذلك بارتداء النظارات الشمسية في المناطق التي يرتفع فيها تركيزالأشعة فوق البنفسجية بشكل عالٍ، نتيجة ضعف طبقة الأوزون، حيث إن ضرر هذه الأشعة قد يؤدّي إلى إصابات في الجلد، وكذلك سرطان الجلد.[6]
الحد القياسي للملوثات في الهواء
تكمن أهمية معرفة الحدود القياسية للملوثات، في عدم تجاوزها، وتقدير مدى خطرها، فمثلاً أثناء ساعة واحدة، يجب ألا يتعدى حد ملوثات أكاسيد الكبريت (75 ميكروغراماً/متر مكعب)، وأكاسيد النيتروجين (100 ميكروغرام/مترمكعب)، وأكاسيد الكربون (35 ميكروغراماً/مترمكعب)، والأوزون الجوي (0.12 ميليغرام/مترمكعب)، ومركبات الهيدروكربونات متعددة الحلقات العطرية (1 نانوغرام/مترمكعب).[7]
آثار تلوث الهواء
في حال لم يتم الالتزام بعدم تجاوز الحد الأدنى لقيم الملوثات المسموح بها، ولم يتم الالتزام بالحلول، فقد تترتب على ذلك النتائج الآتية: تأثيرات صحية مباشرة على الصحة، ومنها: مشاكل في التنفس، وتهيج الرئتين، وتفاقم أمراض القلب والشرايين، وانخفاض نسب الأكسجين التي تصل إلى القلب، وهناك كذلك تأثيرات على البيئة، مثل: التأثير المباشر على النباتات والحيوانات، والتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري.[5][8]
المراجع
- ↑ "?What Is Air Pollution", www.environmentalpollutioncenters.org,2017، Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ↑ News Release (2018-10-29), "More than 90% of the world’s children breathe toxic air every day"، www.who.int, Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ^ أ ب Rinkesh, ?"What is Air Pollution"، www.conserve-energy-future.com, Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ^ أ ب "Air pollution sources", www.eea.europa.eu,2017-11-10، Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ^ أ ب Dana Desonie, Ph.D. (2016-8-8), "Types of Air Pollution"، www.ck12.org, Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ↑ Jillian Mackenzie (2016-11-1), "Air Pollution: Everything You Need to Know"، www.nrdc.org, Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ↑ Adel Ghorani-Azam, Bamdad Riahi-Zanjani, and Mahdi Balali-Mood (2016-9-1), "Effects of air pollution on human health and practical measures for prevention in Iran"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2019-5-19. Edited.
- ↑ "Effects of air pollution", uk-air.defra.gov.uk, Retrieved 2019-5-19. Edited.
المقال السابق: ما أسباب فشل أطفال الانابيب
المقال التالي: كيف تنظف الكبد من السموم
كيف نعالج تلوث الهواء: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم