كيف تعالج الثعلبة
الثعلبة
تُعرّف الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) على أنّها مرض يسبّب فقدان الشعر، ويحدث عند مهاجمة جهاز المناعة لبصيلات الشعر (بالإنجليزية: Hair follicle) التي يبدأ فيها نمو الشعر، ويكون أكثر شيوعاً في الذين هم أقلّ من عشرين سنة، ولكن من الممكن الإصابة به في أيّ عمر وبغض النظر عن الجنس، وقد يحدث فقدانٌ مفاجئٌ للشعر في فروة الرأس وفي أجزاء أخرى من الجسم، ويُعدّ فقدان الشعر بشكل تامٍّ أمراً نادر الحدوث، وباستطاعة الثعلبة التسبّب في عدم نمو الشعر من جديد لدى 10% من المصابين، ومن الجدير بالذّكر أنّه إذا نما الشعر من جديد فمن الممكن أن يسقط مجدداً، وتختلف طبيعة تساقط الشعر ونموّه من جديد من شخص لآخر.[1][2]
علاج الثعلبة
بالرغم من عدم وجود علاج موافَقٍ عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: Food and Drug Administration (FDA)) لعلاج الثعلبة على وجه الخصوص، إلا أنّ طرق العلاج الموجودة قد حصلت على الموافقة لعلاج أمراض أخرى، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يوجد علاج واحد يصلح لجميع حالات الثعلبة، وتجدر الإشارة إلى أنّه كلما زادت الفترة الزمنيّة لفقدان الشعر وكانت المنطقة المصابة أكبر كانت احتمالية إعادة نموّ الشعر من جديد أقلّ.[3][4]
علاج حالات الثعلبة المتوسطة
تشمل هذه الطرق ما يلي:[3]
- حقن الكورتيكوستيرويد: تعدّ من أكثر الطرق شيوعاً، وتتمّ عن طريق استخدام إبر دقيقة تُحقَن في الجلد، ويقوم أخصائي الأمراض الجلدية باستعمالها للمريض كل 4-6 أسابيع، ومن مميزات هذه الطريقة ظهور نموّ جديد للشعر في غضون أربعة أسابيع في حال استجابة المريض للحُقن، وقلة آثارها الجانبية، ولكن كباقي طرق العلاج لا تضمن هذه الطريقة عدم استمرار تساقط الشعر، وقد يظهر بشكل مؤقت انخفاضات في الجلد تتحسن مع الوقت.
- المينوكسيديل الموضعي: (بالإنجليزية: Topical minoxidil)، يتمّ استخدام محلول المينوكسيديل الموضعي بنسبة 5% مرة أو مرتين يوميّاً لتحفيز نموّ شعر فروة الرأس، والرموش، واللحية، ويستطيع المريض التوقف عن استخدامه في حال ملاحظة استجابته بشكل كامل للعلاج، وتتميز هذه الطريقة بسهولة الاستخدام وقلة الآثار الجانبية، ومن الجدير بالذّكر أنّ استخدام المحاليل بتراكيز 2% أو 5% وحدها لا تعطي نتيجةً في العادة، لذلك يفضل دمج هذه الطريقة مع استخدام أدوية الكورتيكوستيرويدات الموضعية (بالإنجليزية: Topical corticosteroid) في بعض الحالات.
- كريم أو مرهم أنثرالين: (بالإنجليزية: Anthralin cream/ointment)، يعدّ من طرق العلاج الشائعة المستخدمة لعلاج الثعلبة وكذلك الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، ويتمّ تطبيق هذا الدواء مرة يوميّاً على المناطق المصابة، ثمّ يُغسل في غضون 30-60 دقيقة، أو قد يُترَك لساعات في حالات معينة. وقد يُسبّب استخدام الأنثرالين تهيج الجلد وتغيراً في لون البشرة، ولكن من الممكن الحدّ من هذه الآثار الجانبية دون التقليل من فعاليته عن طريق استخدامه لمدة قصيرة، ويمتاز الأنثرالين في حال استجابة المريض له بنموّ الشعر من جديد بعد 8-12 أسبوعاً من استخدامه.
- الكورتيكوستيرويدات الموضعية: تتوافر الكورتيكوستيرويدات الموضعية بأشكال عديدة كالمراهم، والكريمات، والمحاليل، وغيرها، ويُعتقَد أنّها تقوم بتقليل الالتهاب حول بصيلات الشعر، وبالرغم من إظهار الدراسات تقليل تساقط الشعر عند استخدامها، إلا أنّ فعالية تطبيقها على فروة الرأس محدودة بمستوى امتصاصها، ومن الجدير بالذّكر أنّ استخدام الكورتيكوستيرويدات عالية الفعالية أظهر تحسناً في نموّ الشعر بنسة 25%.
علاج حالات الثعلبة الشديدة
تشمل هذه الحالات الثعلبة الشاملة للرأس (بالإنجليزية: Alopecia totalis)، والثعلبة الشاملة (بالإنجليزية: Alopecia universalis)،[3] حيث يكون فقدان الشعر لكامل فروة الرأس في الثعلبة الشاملة للرأس، في حين يكون فقدان الشعر لكامل شعر الجسم في الثعلبة الشاملة،[5] وتُعالج هذه الحالات كما يلي:[3]
- الكورتيكوستيرويدات الفموية: قد تُستخدم حبوب الكورتيكوستيرويدات للحدّ من المرض وتحفيز نمو الشعر، وبالرّغم من استجابة البالغين متوسطي العمر لهذه الأدوية عادةً بوجود آثار جانبية قليلة عند استخدامها لمدة قصيرة، إلا أنّ الأطباء لا يصرفونها بكثرة مقارنةً بالطرق الأخرى بسب الآثار الجانبية المحتلمة ومخاطرها الصحية عند استخدامها على المدى الطويل.
- العلاج المناعي الموضعي: (بالإنجليزية: Topical immunotherapy)، يتمّ تطبيق مادة كيميائية على فروة الرأس تسبّب طفحاً جلديّاً تحسسيّاً يؤثر بدوره في الاستجابة المناعية، ويستجيب حوالي 40% من المصابين بعد ستة أشهر من العلاج، ومن عيوب هذه الطريقة ما يلي:[3]
- الأدوية المعدِّلة للمناعة: (بالإنجليزية: Immunomodulatory drugs)، وهي أدوية حديثة تقوم بمنع الاستجابة المناعية، وقد أظهرت فعاليّةً عند استخدامها في بعض الحالات القليلة التي تمت دراستها إلى الآن لدى المرضى المصابين بالثعلبة منذ سنوات، ولا توجد معلومات كافية بما يخص فعالية هذه الأدوية وأمانها لأنّها طريقة حديثة في العلاج.
- عدم انتشارها بشكل واسع.
- حاجة المريض لاستمرار العلاج من أجل استمرار نمو الشعر في حال استجابته له.
- الآثار الجانبية في مكان التطبيق مثل الاحمرار، والحكة، والطفح.
أعراض الثعلبة
إنّ العرض الرئيسي للثعلبة هو تساقط الشعر؛ ويكون التساقط على هيئة بقع دائرية في فروة الرأس بحجم عدّة سنتمترات بشكل غير متوقع وعشوائي، وقد يلاحظ المصاب في البداية تجمعات من الشعر على الوسادة أو في حوض الاستحمام، ولكن قد تسبّب أمراض أخرى هذا العرض ذاته لذلك يجب عدم الاعتماد عليه بشكل كليّ في التشخيص.[1] وقد تؤثر الثعلبة أيضاً في أظافر أصابع اليدين والقدمين، وأحياناً تكون هذه الأعراض هي أولى أعراض الثعلبة ظهوراً، ومن التغيّرات التي يمكن أن تظهر ما يلي:[5]
- ظهور خدوش على الأظافر.
- ظهور بقع بيضاء وخطوط على الأظافر.
- خشونة الأظافر.
- فقدان الأظافر لمعانها.
- تشقّق الأظافر لتصبح رقيقة.
ومن الأعراض السريريّة الأخرى ما يلي:[5]
- ظهور ما يشبه علامة التعجب في فروة الرأس، وذلك بسبب نمو بعض الشعر القصير نحيل الطرف داخل أو على جوانب المنطقة التي تم فيها فقدان الشعر.
- تكسر الشعر أثناء نموّه قبل وصوله لسطح الجلد.
- نموّ شعر أبيض اللون في المناطق التي تعرضت لتساقط الشعر.
تشخيص الثعلبة
يعتمد الطبيب في العادة على الأعراض الظاهرة لتشخيص الثعلبة، حيث بإمكان الطبيب تأكيد التشخيص بالاعتماد على شدة تساقط الشعر الحاصل وبفحص عينات من الشعر باستخدام المجهر، وقد يحتاج الطبيب لعمل خزعة من فروة الرأس لاستبعاد الأمراض المناعيّة الذاتيّة (بالإنجليزية: Autoimmune diseases) الأخرى، وفي حال توقّع الطبيب لوجود مرض مناعيّ آخر قد يطلب عمل فحوصات محددّة للدّم تعتمد على توقعه لمرض مناعيّ معيّن، وبالرغم من ذلك قد يتمّ عمل فحص للتأكدّ من وجود نوع واحد أو عدّة أنواع غير طبيعيّة من الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) داخل الجسم تدلّ على وجود الأمراض المناعيّة الذاتيّة.[1]
من فحوصات الدّم التي يمكنها المساعدة على استبعاد أيّ اضطرابات أخرى ما يلي:[1]
- فحص بروتين C التفاعلي (بالإنجليزية: C-reactive protein) وسرعة ترسب الدم (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate).
- مستوى الحديد.
- فحص الأجسام المضادّة للنواة (بالإنجليزية: Antinuclear antibody test).
- فحص هرمونات الغدة الدرقية.
- فحص التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) الحر والكلي.
- فحص الهرمون المحفز للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle stimulating hormone) والهرمون اللوتيني (بالإنجليزية: Luteinizing hormone).
سبب الثعلبة
تحدث الثعلبة عند مهاجمة خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White blood cells) للخلايا الموجودة في بصيلات الشعر مسبّبةً تقلّصاً في حجمها، ممّا يؤثّر في إنتاج الشعر، وبشكل دقيق فإنّ السبب الكامن وراء استهداف جهاز المناعة لبصيلات الشعر بهذا الشكل غير معروف، ولكن قد يلعب العامل الجيني دوراً في ذلك؛ إذ إنّه من بين كل خمسة أشخاص مصابين بالثعلبة يمتلك واحد منهم فرداً في عائلته مصاباً بالثعلبة،[5] وتزداد نسبة الإصابة أيضاً في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض مناعيّ ذاتيّ آخر مثل السكري النوع الأول، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، والبهاق، والتهاب الغدة الدّرقية، والتأتُب (بالإنجليزية: Atopy)؛ وهو اضطراب يتلخص بالميل لفرط الحساسيّة، ويؤمن الباحثون أنّه يجب توافر عوامل بيئيّة معينة لتحفيز الإصابة بالثعلبة لدى الأشخاص المعرضين لها جينيّاً.[1][5]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Autumn Rivers,Jacquelyn Cafasso (8-1-2016), "Alopecia Areata"، Healthline, Retrieved 20-10-2017. Edited.
- ↑ "Alopecia Areata - Topic Overview", WebMD, Retrieved 20-10-2017. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Treatments for Alopecia Areata", National Alopecia Areata Foundation, Retrieved 20-10-2017. Edited.
- ↑ Gary W. Cole (5-11-2015), "Alopecia Areata"، MedicineNet, Retrieved 20-10-2017. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج James McIntosh (12-7-2016), "Alopecia Areata: Causes, Symptoms, and Treatment"، MedicalNewsToday, Retrieved 20-10-2017. Edited.