-

كيف يعالج فقر الدم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فقر الدم

يحدث فقر الدم عندما لا يستطيع الجسم إنتاج حاجته اللازمة من خلايا الدم الحمراء، لتحمل الغذاء والأكسجين لباقي أنسجة الجسم، كما أنّه ينتج بسبب نقص بمستوى صناعة الهيموجلوبين في الجسم، وانخفاض الهيماتوكريت أو مكداس الدّم عن مستواه الطبيعي، بالإضافة إلى نقص في عدد كريات الدّم الحمراء، ويتمّ تشخيص الإصابة بفقر الدّم لدى الذّكور، إذ كانت نسبة تركيز الهيموجلوبين أقلّ من 13.5، ونسبة الهيماتوكريت أقلّ من 41 بالمئّة، ويشخّص لدى الإناث إذا كانت نسبة الهيموجلوبين أقلّ من 12، ونسبة الهيماتوكريت أقلّ من 36 بالمئة.

أنواع فقر الدم الشائعة

هناك أربعة أنواع لفقر الدم، والتي تعدّ الأكثر شيوعاً بين النساء والرجال على حدٍّ سواء، وتعزى لأسباب مختلفة ومتعدّدة، وهي كالآتي:

يحدث هذا النوع من أنواع فقر الدم بسبب وجود نقص في نسبة الحديد في الجسم، حيث إنّ نُخاع العظم، يلزمه الحديد لينتج مادة الهيموجلوبين، ولذلك عند حدوث نقص في مستوى الحديد، لن يتمكّن النخاع من إنتاج كميّة الهيموجلوبين اللازمة لتكوين خلايا الدم الحمراء.

يحتاج الجسم بالإضافة إلى الحديد، والأملاح، والمعادن، حمض الفوليك، وفيتامين B12، من أجل إنتاج الكميّة المطلوبة من خلايا الدّم الحمراء الجيدة، ولهذا فعند اتباع نّظام غذائيّ غير صحي، وتنقصه المركّبات الغذائيّة الحيويّة الهامة، يؤدّي ذلك إلى اضطرابات ومشاكل في إنتاج خلايا الدّم الحمراء، ومن الجدير بالذكر أنّه في بعض الحالات، تعاني بعض الأجسام من مشاكل فلا تكون قادرة على امتصاص فيتامين B12 بشكلٍ صحيح ومفيد بالكمية المطلوبة.

قد تؤدي الكثير من الأمراض المزمنة، مثل الإصابة بمرض السّرطان، أو فقد المناعة المكتسب الإيدز، أو مرض النّقرس، أو الإصابة بالفشل الكلوي، أو أمراض التهابات الجسم المختلفة، إلى التأثير على عملية إنتاج كريات الدّم الحمراء، ممّا يؤدي إلى الإصابة بفقر دم مزمن.

إنّ الإصابة ببعض الأمراض، مثل ابيضاض الدّم أو اللوكيميا، أو الأمراض المتعلقة بالنخاع العظمي، الذي من وظائفه الأساسية صنع الهيموجلوين، تؤدّي إلى حدوث فقر دم.

المقصود بانحلال الدم، هو قيام خلايا الجسم بإتلاف كريات الدّم الحمراء بسرعة أكبر، من عملية إنتاج النخاع العظمي لكريات دم جديدة.

أعراض فقر الدّم

هناك الكثير من الأعراض التي قد تظهر نتيجة الإصابة بفقر الدم؛ لأنّ نقص الأكسجين الناتج عن نقص عدد كريات الدم الحمراء الذي تحمله للخلايا، يؤثر على جميع أعضاء الجسم، وتتباين أعراض فقر الدم ودرجة حدّتها باختلاف نوع فقر الدم ودرجة قوّته، إلا أنّ هناك بعض الأعراض التي تتشابه لدى مختلف الأنواع، ومن الممكن تلخيص أهم الأعراض بما يأتي:

  • الإحساس بالضّعف، أو الإجهاد أو التّعب العامّ.
  • عدم القدرة على التّركيز والشعور بالدّوخة.
  • عدم القدرة على النوم، والإحساس بالأرق، بالرغم من الرغبة بالنوم.
  • حدوث تشنّجات عضلية، وخاصّةً في بطة السّاق، وفي أصابع القدمين.
  • الشعور بضيق في التنفّس، والآم في الرأس، خصوصاً خلال أداء التّمارين الرياضيّة أو بذل أي مجهود بدنيّ.
  • جفاف الجلد، والإصابة بتصلّب الأظافر، ممّا يؤدّي إلى الشعور بأوجاع فيها.
  • عدم القدرة على تحمّل انخفاض درجات الحرارة، بسبب انخفاض مخزون الحديد في الجسم، وقد يحدث أحياناً العكس، والإحساس بارتفاع درجة حرارة الجسم، وعدم المقدرة على احتمال الجوّ الحار.
  • الشعور بخدرانٍ في مختلف أنحاء الجسم، خاصّةً في اليدين، أو الشعور بآلام تشبه وخزٍ كالإبر في أنحاء متفرّقة من الجسم، والشعور بوجود تنميل في السّاقين.
  • الرغبة في تناول بعض المواد الغريبة، مثل تناول التّراب، أو الطين، أو الشّمع، أو الحجارة، أو الورق، أو الزجاج، وغيرها من المواد التي لا تؤكل، والسبب في ذلك هو الإصابة بالقطا، أو شهوة الغرائب، التي يسبّبها نقص الحديد في الجسم.
  • حصول خلل أو اضطرابات سلوكيّة لدى الأطفال، وتراجع في الأداء الأكاديمي في المدرسة عند الأطفال الذين يذهبون للمدارس.
  • يؤدّي نقص الحديد إلى تراجع نسبة فيتامين B12 في الجسم، ويؤدّي ذلك إلى تراجع الذاكرة، وفقدانها في الحالات الشديدة، أو الإصابة بمرض الزهايمر.
  • الإصابة بالاكتئاب، والهذيان، وتقلّبات في المزاج وفي الشخصيّة.
  • يؤثر نقص الحديد في الحالات الشديدة على قوّة النظر، فيؤدّي إلى ضعف النظر، وحدوث مشاكل في العين.

علاج فقر الدّم

يتم علاج كلّ نوع من أنواع فقر الدم بناءً على الأسباب التي أدّت إلى حدوثه، فلكلّ نوع طريقة علاج معيّنة، ويتمّ تحديد العلاج وفقاً لإرشادات الطبيب، التي تكون كالآتي:

  • نقص الحديد: يتمّ علاج هذا النوع من فقر الدّم، من خلال تناول مكمّلات الحديد، التي تكون على شكل كبسولات مصنعة تحتوي على عنصر الحديد، ويتم تحديد الجرعات من قبل الطبيب المعالج.
  • نقص الفيتامينات: يعتبر من الأنواع الصعبة من فقر الدّم، وتتمّ معالجته من خلال حقن فيتامين B12 في الشرايين بشكل مباشر، وأحياناً لا يشفى المريض من هذا النوع، و يستمرّ علاجه مدى الحياة.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة: يعتمد علاج هذا النوع على علاج المرض المسبّب له، فعند زوال المرض يعود النخاع العظمي لإنتاج كميات الخلايا اللازمة للجسم.
  • الإصابة بمرض النخاع العظمي: يعتمد علاج هذا النوع على درجة حدته، فتتراوح ما بين تناول المكملات الغذائية والأدوية، وأخذ جرعات علاج كيماوي، أو التوجّه لزراعة نخاع عظمي جديد في الحالات الشديدة جداً.
  • انحلال الدّم: قد يعالج فقر الدم الناتج عن انحلال الدم، بعدم تناول أنواع معينة من الأدوية، وتناول أدوية مخصّصة لتثبيط الجهاز المناعيّ، ومنعه من إتلاف خلايا الدّم الحمراء.

الوقاية من فقر الدّم

يعتبر مرض فقر الدم من الأمراض التي يصعب تفاديها، وخصوصاً عندما يرتبط بأمراض أخرى، إلا أنّه من الممكن الوقاية من فقر الدم الذي ينتج عن نقص الحديد، أو نقص الفيتامينات، من خلال التّغذية المتوازنة والمتنوّعة، والمواظبة على إدخال الأغذية الغنية بالحديد في النظام الغذائي، وخاصّة بالنسبة للأطفال؛ لأنّهم في طور النموّ، وينصح أن تتناول النساء الحوامل حمض الفوليك يومياً خلال الحمل وطوال فترته، لتجنب حدوث تشوّهات لدى الأجنة.