بالتأكيد لا ينظر الكبار للأمور بنفس الطريقة التي ينظر لها الأطفال، فلذلك قد يعتبر الكبار أن مخاوف الأطفال ما هي إلّا أمور سخيفة لا تستدعي الخوف، لكن الحقيقة أنّه يجب النظر للأمور من منظور الأطفال، لفهمهم وفهم مخاوفهم المختلفة؛ كالخوف من الظلام، والخوف من الوحوش الخيالية للتمكن من مساعدتهم في تخطيها ومواجهتها، ومن المهم تجنّب السخرية من هذه المخاوف لأنّ ذلك لا يساعد الطفل في تخطي خوفه بل قد يزيد الأمر سوءاً ويضعف ثقته بنفسه.[1]
كثير من الأطفال يركّز على شعوره بالخوف من أمر لم يحدث، أو لم يتعرّض إليه بعد، فيقع على عاتق الأهل أن يبيّنوا لأطفالهم النواحي الإيجابية للتغلّب على هذا الخوف ومواجهته، وما الذي يمكن أن يكسبه ويصل إليه الأطفال بعد تخطيهم لهذا الخوف، وهذا سيجعلهم يفكّرون بإيجابية أكبر، ويشجعهم على تخطي حاجز الخوف لديهم، وينمّي ثقتهم بأنفسهم.[2]
على الأهل أن يبينوّا لأطفالهم أنهم دوماً سيكونوا بجانبهم، ولن يتركوهم وحدهم في مواجهتهم لخوفهم بل هم بجانبهم دوماً، وذلك سيجعلهم يشعرون بالأمان ويمنحهم الشجاعة، والثقة الكافية بأنفسهم لمواجهة خوفهم والتغلّب عليه.[2]
يمكن أن تكون مشاعر الخوف لدى الأطفال ما هي إلّا استجابة لمشاعر التهديد البدني والشعور بالضعف والعجز، فعلى سبيل المثال خوفهم من استخدام المرحاض أو الخوف من الكلاب أو الخوف من الظلام، لذا يُنصح بمنح الطفل عنصر التحكّم والمسؤولية بمقدار مناسب لعمره في إدارة مخاوفه مما يساعده في اكتساب الشعور بالأمان، مثلاً؛ إن كان الطفل يخاف من اللصوص في الليل، فيمكن تحميله مسؤولية إغلاق النوافذ والأبواب قبل النوم مما سيشعره بالأمان.[3]