كيفية الثقة بالله طب 21 الشاملة

كيفية الثقة بالله طب 21 الشاملة

الثقة بالله تعالى

إنّ الثقة بالله -تعالى- هي الطريق الذي يؤدي بالإنسان إلى النجاة من المحن والمصائب، وهي الطريق الذي يجلب له ما يُحبّ ويرغب، فالواثق بالله -تعالى- يعتقد يقيناً أنّ ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنّ ما كتبه الله واقعٌ لا محالةٌ، وما صرفه الله لن يحدث، وهو وليّ الأقدار وصاحبها، ولا مُعقّب لحكمه، هذا وإنّ الواثق بالله -تعالى- يعيش مرتاحاً مطمئناً؛ وذلك لأنّه مهما جرى من أقدارٍ، ومهما واجه من محنٍ وابتلاءاتٍ، يُدرك إدراكاً تاماً أنّ أقدار الله -تعالى- كلّها خير، وإن بدى الشرّ على ظاهرها؛ أي ما يراه الإنسان شرّاً يكون خيراً عظيماً، وما رآه الإنسان شرّاً إلّا لأنّه قاصر العلم، ومحدود القدرات، فالمؤمن بالله الواثق بقدرته يعلم أنّ الله -عزّ وجلّ- يكتب ما يراه خيراً لنا وما ينفعنا، ويجدر بيان أنّ الثقة بالله -تعالى- تجلب البركة، فعندما يثق الإنسان بالله -تعالى- في رزقه، ويؤمن يقيناً أنّ الله -سبحانه- هو الرزّاق، كما قال في محكم كتابه الكريم: (وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ)،[1] ويؤمن أنّ بذله للجهد في كسب الرزق ما هو إلّا أخذٌ بالأسباب، وإنّ الرزق من عند الله وحده وبيده، وعندما يستشعر كذلك أنّ الفقر لا يبقى، والغنى لا يدوم، وأنّ الله -تعالى- له حكمةً ورحمةً في توزيع الأرزاق، هذا التفكير والإيمان مدعاةٌ لجلب البركة في الرزق، ويجدر التنبيه إلى أنّ الأصل في المصائب والشدائد ألّا تُفتر إيمان المسلم وتُضعفه، وإنّما الأصل فيها أن تقوّي الثقة بالله تعالى، وتُعزّز يقينه به، وقد ضرب يعقوب -عليه الصلاة والسلام- أروع الأمثلة في ذلك، فقد جاء في القرآن الكريم على لسانه: ( يا بَنِيَّ اذهَبوا فَتَحَسَّسوا مِن يوسُفَ وَأَخيهِ وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ)،[2] فكيف تكون الثقة بالله تعالى؟[3]

كيفية الثقة بالله تعالى

إنّ ثقة الإنسان بالله -تعالى- تشمل ثقته به في أمور الحياة كلّها، ومن جوانب الحياة التي يجدر بالمسلم تعزيز ثقته بالله تعالى فيها:[4]

تعزيز الثقة بالله تعالى

من الأمور التي تُعزّز ثقة الإنسان بربّه جلّ علاه تدبّر معاني القرآن الكريم وفهم آياته، والإمعان في قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وإدراك رحمة الله تعالى، وقوّته وقدرته في كلّ ما حصل معهم، ومن الأمور التي تزيد الثقة بالله -تعالى- الدعاء بجلب الهدى واليقين، ومجالسة أهل العلم والواثقين بالله تعالى، واستشعار حكمة الله -سبحانه- في تدبير أمور عباده.[10]

المراجع

  1. ↑ سورة هود، آية: 6.
  2. ↑ سورة يوسف، آية: 87.
  3. ↑ "الثقة بالله تعالى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2018. بتصرّف.
  4. ↑ محمد بن إبراهيم بن سليمان الرومي (1434هـ)، ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الأولى)، الرياض: دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع، صفحة 17-111. بتصرّف.
  5. ↑ سورة غافر، آية: 60.
  6. ↑ سورة البقرة، آية: 186.
  7. ↑ سورة الأنعام، آية: 63.
  8. ↑ سورة الأنعام، آية: 6.
  9. ↑ سورة آل عمران، آية: 9.
  10. ↑ "كيفية تقوية اليقين والثقة بالله تعالى"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ July 20, 2018. بتصرّف.