-

كيف نفهم القرآن

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

إنّ العمل بالقرآن الكريم والاحتكام إليه، لا يتأتى دون فهم آياته، وفهم المقصود منها، ونجد معظم الناس في هذه الأيام لا يفهمون القرآن الكريم، بحيث يقرأونه مجرد قراءة، دون تدبر، ودراية؛ نعم إنّ قراءته عبادة، ولكن فهمه أيضاً عبادة، فكيف نفهم القرآن الكريم؟

كيفية فهم القرآن الكريم

يوجد عدة أمور يجب على المسلم أن يعرفها، ويعتمد عليها في فهم القرآن الكريم، وهي كالتالي:

القرآن الكريم كلام الله

إنّ الله عز وجل زادنا شرفاً وعزة بهذا القرآن الكريم، فهو عزّ وجل شأنه، أنزل هذا القرآن يعلّمنا من خلاله ديننا، فهو كلام الله إلينا، ومن يقرأ القرآن وهو مدرك بأنّ الله يكلمه، فإنّ ذلك سيجعله يدخل بحالة روحانية، تجعله يتدبر ويدرك ما يقرأ، إذاً لا بدّ من حالة خشوع، وطمأنينة أثناء القراءة.

فهم اللغة العربية

لقد جاء القرآن الكريم بلسان العرب، اللغة العربية، وهي التي كانوا يتحدثون بها، ويفهمونها، ويفهمون بلاغتها، ولكن مع مرور السنوات، وكثرة اللغات، واللهجات، أصبحت الأجيال اللاحقة لا تفهم اللغة العربية، ولا تفهم مفرداتها، إذاً على الشخص الذي يرغب بفهم القرآن الكريم أن يكون على دراية باللغة العربية.

معرفة أسباب النزول

إنّ القرآن الكريم كان ينزل حول وقائع، وظروف، ومناسبات معينة، حيث كان يتسنى للجميع فهمه، لأنّهم يعرفون سبب نزوله، أمّا في هذه الأيام فقد صعب الأمر، وعليه يجب على الشخص أن يعرف أسباب نزول السور، والآيات، وبالتالي عند قراءته وهو يعلم سبب النزول، سيساعده ذلك في الفهم.

الاطلاع على سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام

لقد نزل القرآن الكريم في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وبالتالي فإنّ من يقرأ سيرته عليه الصلاة والسلام، ويعرفها جيداً، سيجدها متناسقة ومتناغمة مع جاء في القرآن الكريم.

الاطلاع على كتب التفسير

على الشخص الذي يقرأ القرآن الكريم أن يستعين بأحد كتب التفسير أثناء قراءته للقرآن الكريم، فهناك مفردات قد تكون صعبة على الفهم فعلاً، وهناك أمور قد تغيب عن ذهن القارىء، وهناك معاني لبعض الآيات لا تُفهم من ظاهرها، بل تفهم من باطنها.

القرآن الكريم موجه للجميع

يجب أن يعلم من يقرأ القرآن الكريم بأنّه موجه إلى الجميع، جميع الخلق، فقد خاطب الله فيه، الجن والإنس، الغني والفقير، العالم والجاهل، وجميع صنوف البشر، إذاً على الشخص عندما يقرأ أن يعلم بأنّه سيجد من الآيات ما هو موجه له.

هناك ترابط، واتساق، وتناغم، بين الآيات لا يمكن لبشر أن يصنعه، إذاً على الشخص المسلم عندما يقرأ الآيات أن يعرف بأنّها مترابطة، ومتلاحمة مع بعضها البعض، وكذلك بين السور؛ فنهاية كل سورة مرتبطة مع بداية السورة التي تليها، لأنّ ترتيب السور بهذا التسلسل الذي نعرفه، هو ترتيب ربّاني، أي أنّ القرآن وحدة واحدة.

رسالة القرآن الكريم

كما ذكرنا هناك رسالة موجهة إلى العبد ذكراً كان أو أنثى، فيجب على الشخص عند قراءته للقرآن الكريم أن يقف عند القصص، وعند الأوامر والنواهي، وعند الوعد والوعيد، وغير ذلك حتى يفهم مراد الله سبحانه وتعالى.

الاستماع للقرآن الكريم

قد يساعد الاستماع إلى القرآن على فهمه أكثر من قراءته، فقد كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن ويسمعه من غيره، وكذلك الصحابة، فالاستماع للقرآن الكريم أيضاً عبادة، وقد تساعد على الفهم أكثر من القراءة.

الاطلاع على آراء التفسير المختلفة

تفسير القرآن الكريم عدة أنواع؛ فهناك من يفسّر القرآن الكريم بظاهره، وهم عامة العرب، وهناك من يفسر القرآن الكريم بالاجتهاد، وبذل الجهد، حسب توجهاته الفقهية، بحيث يجتهد في الأحكام الفقهية، والفيلسوف يجتهد في الفلسفة، والذي يبحث عن الإعجاز يفسر القرآن الكريم باحثاً عن إعجازه. وهناك التفسير بالاثر، حيث يبحث ماذا قال النبي وماذا قال الصحابة في هذه الآية، ثم التفسير الجامع، وبالنسبة للنوع الأوّل هو ما نتحدث عنه، أما التفاسير الثلاثة، فهي بحاجة إلى تعلّم، وملازمة أهل العلم، والاستفادة منهم، دون أن يمشي الشخص على هواه.