-

كيفية استخدام زيت الأركان

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

زيت الأركان

عُرفت القيمةُ العلاجيَّةُ لزيت الأركان منذ عام 1219 ميلاديّ، حيث كان الطَّبيبُ العربيُّ ابن البيطار أوَّل من كَتَبَ عنها، ويُستخرج زيت الأركان من ثمار شجرة الأركان التي يُطلق عليها الاسم العلمي: Argania spinosa L. skeels، ويَعودُ أصلُها إلى جنوبِ المغرب، حيثُ تُحَّمص هذه الثمار، ثمّ تُطحن للحصول على زيت الأركان الصالح للأكل، أمّا الثمار غير المُحمَّصة فتُستخدَم لصناعةِ زيتِ الأركان المُخصَّصِ لمُستحضراتِ التَّجميل، وكان زيت الأركان نقطة جذبٍ سياحيَّةٍ في المغرب حتى الثمانينات، ويُصنّف هذا الزيت حاليّاً كأكثرِ الزُّيوتِ النباتيَّة باهظةُ الثَّمنِ في العالم، ومن الجدير بالذكر أنَّ زيت الأركان معروفٌ بخصائصه الغذائيّة، وفوائِدِه في ترطيبِ البشرة؛ مما يُؤخِّر من ظهورِ الشيخوخة، والتجاعيد، وغيره من الاضِّطراباتِ الجلديَّة، كما بيَّنت الدراسات دوّر زيت الأركان في مجالاتٍ عديدةٍ؛ كالسُكَّري، وأمراضُ القلب، والأوعية الدمويَّة، والاختلالات الهرمونيَّةِ، وغيّرها.[1][2][3]

وتجدُر الإشارة إلى أنَّ شجرة الأركان تلعب دورا مهماً في اقتصاد المغرب؛ حيثُ إنَّها لا تُستخدمُ في مجالِ الطبِّ التقليديِّ فقط، بل تُستخدمُ أيضاً ثِمارَها المُحتويةِ على اللوز في صناعةِ زيّت الطعام، كما تُستخدم أوراقها لتغذية الماشية، في حين يستعمل خشبِها كوقود، وتُعدّ هذه الشجرة ثاني أكبر صنفٍ موجودٍ في الغابات؛ بعد أشجار البلوط، وقبل الأرز، ويُمكنها أن تعيشَ إلى 200 عامٍ.[4][3]

كيّفيّة استخدام زيت الأركان

يُعدّ استخدام زيت الأركان شائعاً، حيثُ يَسهُل إضافتَه إلى روتين الصحَّةِ، والجمالِ، وفي الآتي توضيحٌ لكيّفيّة استخدام زيت الأركان على كلٍ من البشرة، أو الشعر، أو عند استخدامه للطهيّ: [5]

  • البشرة: حيث يُطبَّقُ عادةً زيتُ الأركان النقيُّ على البشرةِ بشكلٍ مُباشر، ولكن من الأفضل أن يبدأ الشخص بتطبيق كميّةٍ صغيرةٍ منه على البشرة؛ وذلك لضمان عدم التعرُض لأي تفاعُلاتٍ ضارّةٍ، كما يُمكن أيضاً إضافته إلى مُستحضرات التجميل؛ ككريمات البَشَرَة.
  • الشعر: حيثُ يُمكن استخدام زيت الأركان مباشرةً على الشعر المُبلَّلِ، أو الجَّاف؛ وذلك لتحسينِ رطوبتِه، ولتقليلِ تقصفه أو تجعُّداتِ الشعرِ، كما يُضافُ زيت الأركان في بعض الأحيانِ إلى الشامبو، أو بلسم الشعر، ومن الجدير بالذكر إن كان الشخص يستَخدِمُه للمرَّة الأولى، فإنّه يجب البدء بكميَّةٍ صغيرةٍ؛ وملاحظة كيفية استجابة الشعر للأمر، وفي حال كانت جذور الشعر ذات طبيعةٍ زيتيَّةٍ فيَجِبُ تَطبيقِ الزيت على أطرافِ الشعر فقط؛ وذلك تجنُّباً لمظهرِ الشعر الزيتيِّ.
  • الطهيّ: إذ تُوجدُ أصنافٌ مُخصَّصةٌ للطهي من زيتِ الأركان، أو يُمكن التأكُّد من شِراء زيت أركان نقيٍّ بنسبةِ 100٪ لاستخدامِه بالطهي، حيثُ إنَّ زيت الأركان الذي يُسوَّقُ للأغراض التجميليَّة يُخلَطُ مع مُكوِّناتٍ أُخرى، لا يجب هضمُها، كما استُخدِمَ زيتُ الأركان تقليديَّاً في تغميسِ الخُبز، أو كرذاذٍ لطهي الكُسكُس، أو الخَضروات، وتجدُر الإشارة إلى أنّه يُمكن تسخين هذا الزيت بشكلٍ خفيفٍ، ولكنَّه غيرُ مناسبٍ للأطباقِ التي تحتاجُ إلى حرارةً عاليةً؛ حيثُ يُمكن أن يَحتِرق بسهولة.

فوائد زيت الأركان

يُعرَفُ زيت الأركان بخصائصِه الدوائيَّة المُختلفة، فقد كان يُستخدمُ كعلاجٍ طبيعيٍّ منذ عدة قرون؛ وبيّنت العديد من الدراسات التي أُجريت على البشر، والحيوانات دورَه في الوقاية من أمراضِ القلبِ، والحمايةِ من تصلُّب الشرايين، والإصابة بالسرطان، وفي النقاط الآتية توضيحٌ أكثر لفوائده الصحيّة:[5][6][7]

  • إمكانية تعزيز صحّة القلب: حيثُ يُعتقد في العديد من الدراسات المخبرية أو التي أجريت على الحيوانات أنّ زيت الأركان يمكن أن يساهم في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنّ محتواه قد يسبب الوقاية من تصلب الشرايين، وتجدر الإشارة إلى أنّ زيت الأركان، وخاصّةً البِكر، غنيٌّ بالبوليفينولات (بالإنجليزيّة: Polyphenols) الذي يُعتقدُ أنَّه يمنعُ الضَّرر الناتج عن أنواع الأُكسجين التفاعليّة (بالإنجليزيّة: Reactive oxygen species) التي ترتبط بالعديدِ من الأمراض، كما أنّهُ غنيّ بالأوميغا-9، أو ما يُعرف بحمض الأوليك (بالإنجليزيّة: Oleic acid)؛ حيثُ بيَّنت إحدى الدراسات شاركَ فيها 40 شخصاً، أنَّ تناولَ 15 غراماً من زيت الأركان يوميَّاً لمُدَّة 30 يوم، قد خفَّض نسبة الكوليسترول الضار بنسبةِ 16%، والدهون الثلاثية بنسبةِ 20%، وعلى الرغم من هذه النتائج إلا أنَّه يَجِبُ إجراءَ المزيد من الدِّراسات لفَهمِ كيفيَّة مُساهمة زيت الأركان لصحَّة القلب.
  • غنيٌّ بمُضادَّات الأكسدة، ومضادات الالتهابات: حيث يُعدّ زيت الأركان غنيّاً بفيتامين هـ، وهو من الفيتامينات الذَّائبةِ في الدُّهون، والذي يؤثر كمُضادّ أكسدةٍ للحَدِّ من الآثارِ الضارّة للجذور الحُرَّة، ومن المُركَّباتِ الأُخرى المُهمَّة لعملِ مُضادَّاتِ الأكسدةِ في زيت الأركان؛ مساعد الإنزيم Q10، والميلاتونين، والستيرول النباتيّ، كما بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ انخِفاضاً كبيراً في مُعامِلات الالتهابِ لدّى الفئران التي تغذَّت على زيت الأركان قبل التعرُّض لأحدِ سُموم الكبد شديدة الالتهاب مقارنةً بالمجموعة الأُخرى، وبالإضافةِ إلى ذلك بيَّنَت دراساتٌ أُخرى أنَّ تطبيقَ زيت الأركان مباشرةً على البشرة؛ قد يُقلِّلُ من الالتهاب الناجم عن الإصاباتِ، أو العدوى.
  • تحسين صحّة البشرة: حيثُ إنَّ استهلاك زيت الأركان في النظام الغذائيّ قد يُساعدُ على إبطاء عمليّة الشيخوخة؛ وذلك بتقليلِ الالتهابات، والإجهاد التأكسديّ، كما بيَّنت الدراسات التي أُجريت على الإنسان أنّ زيت الأركان المتناول، أو الذي يُطبَّقُ على البشرةِ فعّالٌ في زيادة مرونة البشرة، وترطِيبها عند النساء بعد انقطاع الطَمث، ويُعدُّ زيتُ الأركان إحدى طُرق علاج حالات التهابِ الجلد منذُ عقود، خاصَّةً في شمال إفريقيا؛ حيثُ تنشأ أشجار الأركان، ورغم ذلك، فإنّ هناك حاجة للمزيدِ من الدراساتِ لهذا التأثير.
  • إمكانية الوقاية من السرطان: وذلك عبر إبطاءِ نمو، وتكاثُر خلايا سرطانيَّة مُعيَّنة، حيثُ بيَّنت إحدى الدراسات المَخبريَّة أنّ مُستَخلَص زيت الأركان يُثبط نمو خلايا سرطان البروستات بنسبةِ 50%، وتَبَيَّنَ في دراسةٍ أُخرى أنّ خليطاً من زيت الأركان، وفيتامين هـ قد زَاد من مُعدَّلِ موت عيِّناتَ الخلايا في كُلٍّ من سرطان الثدي، والقولون.
  • احتمالية تعزيز شفاء الجروح: حيثُ بيَّنَت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران، والتي تُعاني من حروقٍ من الدرجة الثانية، أنّ إعطائَهم لزيت الأركان مرتين يوميّاً، مُدَّةِ 14 يوماً، قد زادَ من شِفاءِ الجُروح بشكلٍ ملحوظٍ.

الآثار الجانبية لزيت الأركان

يُعدّ زيت الأركان آمناً للاستخدام بشكلٍ عام؛ ومع ذلك قد يواجه بعض الأشخاص آثاراً جانبيَّةً طفيفة عند استخدامِه، حيثُ يُمكن أن يُسبِّبَ طَفَحاً جلديَّاً، أو حَبُّ الشباب عند تطبيقه على الجلد، وقد يكون هذا ردُّ فعلٍ شائعٍ لمن يُعاني من حساسيَّة 0اللوز، ولتجنُّب ذلك يجِبُ اختبار زيت الأركان على مساحةٍ صغيرةٍ من الجلد؛ للتأكُّد من أنَّه لن يُسبِّبَ تهيُّجَه، وقد يَتسبَّبُ باضطراباتٍ في الجهاز الهضميّ عند تناولِه عبر الفمِ؛ بما في ذلك الغثيان، والغازات، والإسهال، وقد يتسبَّبُ في فُقدانِ الشهيَّة، أو الانتفاخ، وفي حالات نادرةٍ قد يتعرَّضُ البعضُ لآثارٍ جانبيَّةٍ أكثر حِدَّة عند استهلاك مُكمِّلات زيت الأركان؛ وتَشمَلُ التشوُّش، وصعوبة النوم، والاكتِئابِ، والنشاط المُفرط، وغيرها، ويَجِبُ التوقُّفَ عن تناوله على الفور عند التعرُّضِ لأيٍّ من هذه الأعراض.[8]

المراجع

  1. ↑ Zoubida Charrouf and Dominique Guillaume (7-2018), "Argan oil: Occurrence, composition and impact on human health", European Journal of Lipid Science and Technology, Issue 7, Folder 110, Page 632 - 636. Edited.
  2. ↑ "Argan oil: Traditional uses, phytochemical, nutritional and pharmacological aspects", www.researchgate.net, Retrieved 19-5-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Farid Khallouki, Mohamed Eddouks, Akdad Mourad and others , "Ethnobotanic, Ethnopharmacologic Aspects and New Phytochemical Insights into Moroccan Argan Fruits", Int J Mol Sci., Page 2277. Edited.
  4. ↑ Zoubida Charrouf , Dominique Guillaume (1-10-2002), "Secondary metabolites from Argania spinosa (L.) Skeels", Phytochemistry Reviews, Issue 3, Folder 1, Page 345–354. Edited.
  5. ^ أ ب Ansley Hill (10-12-2018), "12 Benefits and Uses of Argan Oil"، www.healthline.com, Retrieved 19-5-2019. Edited.
  6. ↑ Mounia Cherkiab, Hicham Berrouguia, Anas Drissi and others, "Argan oil: Which benefits on cardiovascular diseases?", Volume 54, Issue 1, Page 1-5. Edited.
  7. ↑ Gérard Lizard, Younes Filali Zegzouti, Adil El Midaoui (28-6-2017), "Benefits of Argan Oil on Human Health—May 4–6 2017, Errachidia, Morocco", Int J Mol Sci., Page 1383. Edited.
  8. ↑ Ana Gotter (14-12-2017), "Argan Oil for Skin Health"، www.healthline.com, Retrieved 19-5-2019. Edited.