كيفية كتابة ورقة علمية
الورقة العلمية
الورقة العلمية هي عبارة عن تقرير مكتوب يقوم في أساسه على وصف نتائج بحث أصلي، وتكون صيغة هذا التقرير محددة ومبنية على الأخلاقيات العلمية، والأمور التحريرية الهامة، وغالباً ما تحتوي الورقة العلمية على العنوان، والملخّص، والمقدّمة، والمواد، ومنهج العمل، والنتائج، والمناقشة،[1] وتهدف الورقة العلمية إلى تقاسم العمل البحثي الأصلي مع باحثين آخرين، أو إلى مراجعة أبحاث أخرى أجراها باحثون آخرون، ويمكن القول أنّ العديد من الأوراق العلمية تكون مبنية على العلم الذي حصل عليه باحثون آخرون، وهي تُجاري تطوُّر العلم الحديث باستمرار، ويجب أن تكون الورقة العلمية دقيقة، ومُختصَرَة، وواضحة، ويجب أن يتمّ فيها ذكر علماء وباحثين آخرين، ونتائج بحوثهم، وآرائهم، وليس فقط اسم ورأي الباحث الذي أعدّها؛ حيث يكون البحث على صلة ببحوث أخرى في نفس المجال.[2]
وعادة ما يكون للورقة العلمية جمهوران من الناس، وهما الحُكّام الذين يساعدون في معرفة إذا ما كانت الورقة مناسبة وقابلة للنشر، والقرّاء الذين يجب أن يكونوا على دراية وعلم في مجال الورقة العلمية والبحث الذي تشتمل عليه،[2] ويمكن القول أنّ الورقة العلمية هي طريقة الباحث للتواصل مع علماء وباحثين آخرين لمعرفة نتائج أبحاثهم، كما يعرض المؤلِّف بحثه بطريقة منظمة ومُنسّقة ومنطقية، وعادة ما يتم استخدام صيغة محددة وقياسية للورقة العلمية،[3] وفي ما يلي طريقة كتابة الورقة العلمية:
خطوات كتابة ورقة علمية
لكتابة ورقة علمية يجب مراعاة وجود جميع عناصر البحث المذكورة لاحقاً، يتم البدء بتحضير الجداول والرسومات الخاصة بالبحث، ثم التطرق إلى كتابة طرق ومنهج البحث، ثم كتابة النتائج التي تم التوصل إليها، ثم الانتقال إلى قسم المناقشة الذي يتم فيه مناقشة النتائج التي حصل عليها الباحث، وبعدها يتم كتابة ملخص البحث بكل دقة وإيجاز، ثم يكتب الباحث مقدمة البحث، وينتقل منها إلى العنوان الخاص بالبحث، ثم يختار الكلمات المفتاحية التي سوف يستخدمها في عملية الفهرسة، ثم يكتب كلمة شكر وعرفان لكلّ من ساعد وساهم في إتمام البحث، وأخيراً يتطرّق إلى المراجع، ويُدرِج جميع المراجع المُشار إليها في نص البحث.[4]
عناصر الورقة العلمية
إنّ من أهم الأمور التي يجب على المؤلِّف مراعاتها عند كتابة ورقة علمية هي تجنب المصطلحات غير المفهومة والغامضة، كما يُفضّل تجنُّب الاختصارات قدر الإمكان، والجدير بالذكر أنّ هناك مجلّات أو جهات نشر تفُضّل أن تكون الورقة مكتوبة بصيغة المبني للمعلوم؛ كأن يقول المؤلف: قمنا بإجراء التجربة حول كذا وكذا؛ وذلك بدلاً من صيغة المبني للمجهول؛ كأن يقول: أُجريَت تجربة حول كذا وكذا،[1] أما عناصر الورقة العلمية والتي يجب مراعاتها عند كتابة الورقة، فهي كالآتي:
يحب أن يحتوي العنوان على أقلّ عدد ممكن من الكلمات، مع مراعاة وصفه لمحتوى الورقة بشكل دقيق ومُختصَر، وتجدر الإشارة إلى أنّ أهمية العنوان تكمن في أنّ الفهرسة والتلخيص تعتمد بشكل كبير على دقّة العنوان؛ حيث يتم استخلاص الكلمات المفتاحية منه والتي تُفيد في الحصول على المراجع وتُسهّل عملية البحث، كما يجب التنويه إلى أنّ الورقة التي تحمل عنواناً غير دقيقٍ أو خاطئ، ولا يتبع لموضوع الورقة، لن يصل بالورقة إلى الجمهور المستهدف، فمثلاً إذا كانت الدراسة تتحدّث عن منطقة معينة أو نظام معين، وكانت الاستنتاجات تتعلّق فيها بشكل محدود، فيجب ذكر اسم المنطقة أو اسم النظام في العنوان بدقة، وكذلك الأمر إذا كانت الورقة عن نوع من الأحياء، أو عن مركب كيميائي معين، فيجب ذكر اسمه في العنوان.[1]
يتم ذكر الشخص الذي قام بالبحث، والذي كَتَبَ الورقة كمؤلِّف أساسي لها، أما بالنسبة للمقالات المنشورة والمُستخدَمة في الورقة، فيتم إدراج أسماء الأشخاص الآخرين والمُساهِمين في البحث كمؤلِّفين آخرين.[3]
يتم في هذه القائمة إضافة الكلمات المفتاحية المستخدمة في البحث، والتي يتم استخدامها أيضاً في عملية الفهرسة والتلخيص، والجدير بالذكر أنّ استخدام هذه الكلمات يزيد من سهولة تمكُّن الأطراف المهتمّة بموضوع البحث أن تجد الورقة بسهولة وتفهمها.[1]
يشتمل الملخّص على الأهداف الأساسية للبحث ونطاقها، ويُلخّص النتائج الرئيسية بشكل موجز، وهو يساعد القارئ على التعرُّف على محتويات الورقة الأساسية بشكل دقيق، وبالتالي يمكن تحديد القارئ مدى توافق الورقة مع الأمور التي يهتم بها، وبناء عليه يقرر ما إذا كان يريد إتمام عملية القراءة أم لا، أما عن كون الملخص موجزٌ، فيظهر ذلك في تحديد بعض جهات النشر عدد كلمات معين للملخص، وتكون عادة 250 كلمة، والجدير بالذكر أنّه إذا استطاع الكاتب أن يلخّص نتائج دراسته في 100 كلمة فقط، فعليه ألّا يزيد كلمات دون داعٍ لها، ولا يكرّر المعلومات، كما يجب أن يكون المُلخّص مع العنوان وحدة قائمة بحد ذاتها، ويمكن الاستفادة منها إذا تمت قراءتها لوحدها دون بقية أجزاء البحث؛[1] حيثُ يمكن أن يتم نشر الملخص جنباً إلى جنب مع البحث، أو لوحده بشكل منفصل، ويجب تجنُّب استخدام الاختصارات أو الاستشهادات فيه، ويجب إزالة الكلمات غير الضرورية والاحتفاظ بالمفاهيم اللازمة فقط.[3]
تُعرِّف المقدمة القارئ بموضوع الورقة، كما تُوطِّد أهمية البحث؛ حيث يتم فيها ذكر سبب إجراء البحث، وبيان نطاق الدراسة وأهدافها بوضوح، وتعمل على إثبات النتائج بالأدلة، ومن الأمور الهامة في كتابة المُقدّمة هو عرضها بشكل أدبي، ومعنى ذلك أن يتمّ فيها ذكر العالِم ونتيجة دراسته قبل أن يتم ذكر مجال تخصصه، فعلى سبيل المثال يمكن القول: (درس بارمنتر في عام 1976م النظام الغذائي للسلحفاة الشرقية طويلة العنق)؛ إلّا أن هذا النص ركيك وغير مُثرى، كما أنه غير مكتوب بأسلوب أدبي، والصحيح هو القول: (تشير التقارير إلى أن السلحفاة الشرقية طويلة العنق تتبع نظاماً غذائياً متنوعاً (بارمنتر،1976م)).[1]
أما بالنسبة للمراجع فيُفضّل عرضها بحيث لا تتداخل مع انسياب المعلومات، فيمكن كتابة النص بدون مراجع، ثم إضافتها بعد الانتهاء من النص لكي لا ينقطع تسلسل الأفكار، كما يجب مراعاة أسلوب جهة النشر عند الإقبال على نشر الورقة فيما إذا كانت تريد وضع أسماء الباحثين في المراجع، أو أنّها تضع أرقاماً في النص وقائمة للمراجع في نهاية البحث، ويُفضَل عدم كتابة قوائم في المقدمة، وإنما الحرص على استخدام أسلوب النثر، ويمكن للكاتب أن يُنهي المقدمة بعرض أهداف الدراسة أو بيان نتائجها الرئيسية بإيجاز.[1]
يكمن الهدف الخاص بإدراج طرق ومواد البحث بتزويد الباحثين الآخرين بالتفاصيل التي تكفي لتكرار الدراسة واستنساخ نتائجها؛ حيثُ يتطلّب المنهج العلمي أن تكون نتائجه قابلة للاستنساخ والتكرار من قِبَل الآخرين، ويجب وصف المواد المستخدمة في البحث بالتحديد، وأن تكون متوافرة في الأسواق لتسهيل الحصول عليها في حال إرادة تكرار الدراسة من قِبَل شخص آخر، كما يجب وصف أية تعديلات أُجريت على المواد المُستخدمَة بدقة وبالتفصيل،[1] ثم يبدأ الكاتب بذكر طرق الدراسة المستخدمة في البحث، وعادة ما يتم عرض منهج البحث من حيث الترتيب الزمني، وإذا كانت تفاصيل البحث جديدة وغير منشورة سابقاً، فيجب سرد جميع التفاصيل التي تُمكّن شخص آخر من تكرار البحث، أمّا إذا كانت منشورة من قبل، فيُفضّل ذكر المنهج وإحالته إلى المرجع الذي نُشِرَ فيه، أمّا بالنسبة للقياس فيجب وصفه بدقة وذكر أخطاء القياس كذلك، وفي حال استخدام الأساليب الإحصائية التقليدية، فيتم ذكرها بدون أي تعليق، أما في حال استخدام طرائق متقدمة وجديدة، فيحتاج الباحث إلى الاستشهاد بالأدبيات المنشورة في ما يتعلق بالأساليب المتقدّمة،[1] ويجب الإشارة إلى أنّه إذا كان منهج البحث معقداً، يمكن للباحث أن يُدرج جدولاً أو رسماً بيانياً أو مخططاً يُبيّن الطرق المستخدمة في البحث، كما يجب أن يأتي على ذكر الاعتبارات الأخلاقية فيما إذا كانت الجهات المستفاد منها في البحث قد سمحت بنشره أو إذا كان الباحث يسمح بعملية النشر وشروطها.[3]
يتم فيه عرض النتائج الخاصة بالبحث، ويشتمل على الأشكال التوضيحية والجداول، كما يشتمل على البيانات بصورة مُختصَرة وموجزة، مع مراعاة وصف التوجُّهات الهامّة للدراسة، ويجب عرض النتائج بكل وضوح وبساطة، وأن تكون قصيرة وموجزة، ولكن ليست موجزة إلى درجة كبيرة قد تُقلّل من قيمة النتيجة، كما يجب على الكاتب أن يُساعد القارئ في استنباط الأمور المهمة من البحث من خلال الجمع بين استخدام النص والجداول والأشكال التوضيحية، مع الرجوع إلى الدلائل الإرشادية الخاصة بها.[1]
وفيها يتم مناقشة مبادئ البحث، ومدى تشابه نتائج البحث مع النتائج التي توصّل إليها الباحثون الآخرون في الدراسات السابقة، وفي المناقشة يجب الاستناد إلى الأدلة المعروضة في الجزء الخاص بالنتائج، ويمكن وضع فقرة قصيرة عن نتائج الدراسة بمعناها العام دون الخوض في تفاصيلها، ويجب أن تتناول المناقشة أهداف الدراسة، وعلى الباحث أن يُنهي المناقشة بملخّص قصير أو استنتاج محدد حول أهمية الدراسة،[1] والجدير بالذّكر أنّه إذا كانت النتائج التي حصل عليها الباحث تختلف عن تلك المُتوقَّعة، فيجب توضيح الأسباب، كما يجب ذكر فيما إذا كانت هناك بحوث إضافية ضرورية للإجابة على الأسئلة التي أثارتها النتائج،[3] ويُفضَل عادة كتابة المناقشة قبل المقدمة؛ لتجنُّب تضمين أمور في المقدمة لم يتم الإتيان على ذكرها في المناقشة، فيبدو وكأنّ الباحث كتب أكثر من ما فعل.[4]
يجب ذكر المصدر المستخدم في حال ذكر أي معلومة خارجية وردت في ورقة أخرى، كما يجب إحالة النصوص إلى الادبيات مباشرة بذكر المصدر كما يوضح المثال الآتي: (... وقد تم إثبات حدوث انخفاض في مستوى الاكسجين المذاب تحت ظروف مماثلة (نوريس، 1986))، وحتى وإن كان النص يرجع إلى اكثر من باحث فيجب ذكر اثنين منهما واستخدام مصطلح وآخرون، مع ذكر أسمائهم في المرجع الموجود في نهاية البحث، وفي حال ذكر جمل أو فقرات منقولة كما هي فيجب وضعها بين علامتي اقتباس مع ذكر رقم الصفحة التي الاقتباس منها، أما قائمة المراجع فيجب إدراجها في نهاية الورقة، ويجب أن تكون مرتبة أبجدياً حسب أسماء الباحثين، أو أن تكون مرتبة بأرقام تسلسلية، كما يجب أن تحتوي القائمة على جميع المراجع المشار إليها في النص، مع ذكر بيانات الباحث، وسنة النشر، وعنوان الورقة التي أُخذ منها النص، واسم الكتاب ومكان النشر، أو ذكر اسم المجلة ورقم الصفحة.[1]
ويحتوي على معلومات مفصلة عن أجزاء معينة من البحث، وتكون أكثر من ما يتم إدراجه في الجزء الرئيسي من الورقة، ويكون هذا الملحق مفيد لبعض الباحثين في نفس المجال، وفي هذا الجزء لا يُذكر إلّا الأمور المشار إليها في النص.[1]
ويتم في هذا الجزء تضمين جميع الجداول والصور والرسومات البيانية المستخدمة في البحث والمشار إليها في النص،[3] ويجب عند وضع الجداول مراعاة عدم اكتظاظها، واستخدام القياس المناسب لها، كما يجب أن تكون الرموز الخاصة بها واضحة ومناسبة، ويجب تجنُّب وضع الجداول الطويلة التي تُشعِر القارئ بالملل، وعادة ما تُعطِي الجداول النتائج التجريبية الفعلية، في حين تُستخدَم الأرقام لمقارنة النتائج مع نتائج أبحاث سابقة، ويجدر الانتباه إلى الكسور العشرية، وإلى حجم الخط المستخدم؛ حيثُ يجب أن يكون الخط مقروءاً.[4]
ويعد هذا الجزء اختياري، فيمكن للباحث أن يكتب كلمة شكر لكل من ساعده في إتمام عملية البحث، والقيام بالتجارب الخاصة فيه، كما يتم فيها شكر كل من قدم مساهمات هامة في عملية البحث.[3]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش "Tips on how to present the results of a study, and give it the best chance of publication.", www.scidev.net, Retrieved 2017-10-30. Edited.
- ^ أ ب "Structuring Your Scientific Paper", www.nature.com, Retrieved 2017-10-30. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "WRITING A SCIENTIFIC RESEARCH ARTICLE", www.columbia.edu, Retrieved 2017-10-30. Edited.
- ^ أ ب ت Angel Borja, PhD (2014-6-24), "11 steps to structuring a science paper editors will take seriously"، www.elsevier.com, Retrieved 2017-10-30. Edited.