-

كيف أكتب شعر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشعر

الشعر هو الوسيلة الأرقى للتعبير بالكلمات عن المشاعر والأفكار، وتعدّ كتابة الشعر الجيّد من الأمور عظيمة الأهمية التي تعلي من شأن الثقافة العام واللغة الذي يكتب بها الشعر، واللغة العربية من اللغات الغنيّة بالألفاظ التي استخدمها الشعراء والأدباء على مرّ الزمن في نظم الأشعار في جميع الأقطار التي تتحدث العربية. ويخاطب الشعر العاطفة والعقل معاً في لغة قوية تنساب إلى القارئ فتملك عليه وجدانه، ويكون الشعر ناجحاً وقوياً كلما استطاع الشاعر مطابقة ما في ذهنه وما يختلج في نفسه بالكتابة الشعرية من حيث اختيار المعاني والصور. وعلى هذا فإنّ إرادة كتابة الشعر وحتى الموهبة التي تتمثل في الإلهام والقدرة على نظم الأبيات لا يكفيان لكتابة الشعر الجيد بالشكل الحديث، وإنّما يجب التدريب ومعرفة أصول كتابة الشعر.

كيفية كتابة الشعر

هناك خطوات مهمّة عليك القيام بها حتى تصبح قادراً على كتابة الشعر، من هذه الأمور ما يأتي: [1]

  • حدد مُلهمك: من المهم عليك كشاعر ان تعرف ما الذي يثير قريحتك الشعرية، ولهذا يجب أن تعرف ما الذي يثير هذا الأمر في جاخلك، قد تكون أماكناً محدّدةً، أو كُتُباً دون غيرها، أو حتّى أوقاتاً مُحدّدةً من اليوم. اجعل الأمر بسيطاً وسلساً، فلا تجبر مشاعرك على الاستيقاظ، ولا تفرض كيفية ووقت الكتابة أيضاً، دعها تأتي وحدها، وعندها ستراها تتدفّق.
  • عِش بالشعر: لا يكفي أن ترغب بكتابة الشعر فتكتب، بل يجب أن تتحوّل حياتك من نمط عاديٍّ إلى نمطٍ شعريّ، فتقرأ الكتب الشعرية، وتحمل أعمال الأدباء الكبار معك، وتستمع للشعر، وتتابع الأخبار الشعرية، إضافة إلى حفظ الشعر؛ لأنّه يساعد على بناء مخزون لغويّ عالٍ، فيصبح تدفّق الكلمات المتقاربة سريعة، وترتفع قدرة التعبير عن المشاعر، وسهولة بناء نصّ شعري متناغم متجانس ذي نغمة شعرية موسيقيّة.
  • اختر ميولك الشعرية: يحتوي فن الشعر العربي على عدّة مدارس شعرية: كالشعر الموزون، والشعر الحرّ، والموشّحات، والشعر النثري، وغيره، وعليه، قم بتجربة المدارس الشعرية المختلفة جميعها، وحدّد ما هو النوع الشعري الذي يناسبك، عندها سيسهل عليك اختيار الدواوين الشعرية لقراءتها، ومعرفة من هم شعراء إلهامك.
  • اجعل موضوعك الشعري واضحاً أمامك: لأن شعر الغزل يختلف عن شعر المديح، كما يختلف الرثاء عن الهجاء. من المهم أن تُحدّد الهدف من كتابة الشعر، وما هو موضوع القصيدة، ولماذا تكتب؛ هل هو للمتعة؟ أم للسعي نحو الشهرة؟ أم أنّ هناك أمراً أخر؟ كل هذه الأسئلة تساعدك على معرفة احتياجات المجتمع، وتُحدّد رغبتك في موضوع دون غيره.
  • احرص عند اختيارك لكلماتك: لأن الشعر ليس كالنثر من قصص وروايات، ولأن اللغة الشعرية تتميّز بطابع خاصٍ بها، ولأن الشعر أيضاً يختلف عن الكلام المحكيّ اليومي، فيجب الاهتمام بالألفاظ اللغوية المُختارة في كتابة القصيدة، وتنقيحها، واختيار ما يتناسب والقصيدة مع موضوعها، والاهتمام بطريقة سبك الكلمات ببعضها البعض.
  • كن قريباً ممّا تكتب: لا يجب أن يخلو الشعر من العاطفة، سواء كانت عاطفة الحب، أو الكره، أو الحزن، أو الغضب، أو غيرها من العواطف. حاول الاستفادة من فترات تهيّج عاطفتك وكتابة القصيدة في تلك اللحظات.
  • اعتنِ بالإلقاء: مشاركة عملك الشعري يساعدك على الاستمرار في كتابتك، لما ستلقاه من تشجيع ونقدٍ بنّاء، مع العلم أنّ النقد قد يكون أحياناً سلبيّاً ويجب الانتباه إلى الآراء التي تفيد أو تضرّ، وعليه، فإنّ الإلقاء الجيّد يجعل وقع القصيدة في نفوس المستمعين أفضل، فلا بدّ من قالب جميل لمحتوى جميل، ولا يحصل ذلك إلا بالتدريب على الإلقاء وإتقانه.

عناصر الشعر

يتكوّن الشعر، كما في جميع الأعمال الأدبية، من خمسة عناصر أساسية تعمل على بنائه، وهي: [2]

اللغة

اللغة هي الوسيط الذي يتمّ من خلاله إيصال الشعر إلى القراء أو المستمعين، لذا يجب على الشاعر أن يكون ملماً بالقواعد اللغويّة والنحويّة وقادراً على الإبداع من خلال الالتزام بها. كذلك فإنّ اللغة تتطلب معرفة دقيقة ببحور الشعر العربي، وتمرّس في كتابة أشعار على أوزان تلك البحور، وذلك قبل الشروع في الخروج عنها والإتيان بجديد، حيث إنّ العديد من الشعراء الجدد يقولون بعدم أهمية الشعر العربي القديم وبحوره وأنّ كل ما عليهم هو التعبير عن أفكارهم دون التزام بالقواعد الشعرية، وليس هذا صحيح لأنّه من غير المعقول أن يتمرّد الكاتب على شيء لم يمرّ به من قبل؛ لذا فإنّ القراءات المتعمقة في الشعر ومدارسه والالتزام بالقواعد في البداية ستزيد من فرص التقدم والمهارة في كتابة الشعر.

الموضوع

إنّ الشاعر يتحدّث في كل قصيدة عن موضوع أو أكثر، وكما هو معروف عن الشعر العربي القديم موضوعاته التي تناولت الفخر والرثاء والغزل والبكاء على الأطلال والمديح، فإنّ الشعر الحديث تناول موضوعات شتى تهمّ القارئ وتشغل وجدانه. لذا على الشاعر أن يكون مهموماً بهموم الآخرين، وإن كانت قصائده تعبر عن تجاربه الذاتية فيجب أن تكون محدثة تمسّ القارئ المعاصر. ويمكن تطوير اختيار الموضوعات من خلال الإكثار من القراءة في المجالات التاريخية والفلسفية والسياسية المختلفة، وكذلك خوض التجارب الحياتية التي تصنع الشعراء، فلكل شاعر كبير سيرة ذاتية حافلة بالتجارب.

الخيال

يعتمد الخيال على قدرة الشاعر في وصف عواطفه وأفكاره بطريقة فنّية تعتمد على المُحسّنات البديعية، كالتشبيه، والاستعارة، ودمج أكثر من صورة معاً ليتثج صورة جديدة خيالية تعبّر عما يريده، وتصف ما يراه بعينه ويذكره قلمه. يمتاز الشاعر عن غيره، ويتميّز أيضاً عن غيره من الشعراء بقدرته على التخيّل، ونسبه الخيال في شعره.

العاطفة

الشعر يعتمد بشكل أساسي على العواطف، سواء كانت عاطفة حب، أو كره، أو ألم، أو حزن، أو غيرها، وإذا خلا العمل الأدبي بشكل عام، والشعر بشكل خاص، خرج من شكله الأدبي إلى القالب العلمي البحت، وعليه، تُعتبر العاطفة من أهم مقوّمات القصيدة، وعامل أساسي في بيان صدقها وحقيقتها.

النَّظْم

يقوم النظم على مهارة الشاعر العالية على الربط بين جميع العناصر السابقة وتنسيقها معاً؛ فيختار الكلمات المناسبة ليضعها في مكانها المناسب، ويختار الصورة التي تخدم الفكرة، بكلمات تُوضّح صدق العاطفة، وتربط أطراف القصيدة ببعضها البعض، بحيث تكون جميعها تصبّ في كان واحد ولا تتضارب أو تُعارض إحداها الأخرى.

المراجع

  1. ↑ إيمان عماد (8 ديسمبر 2014)، "كيف تحترف كتابة الشعر وتؤلف قصائد مميزة؟"، موقع تسعة. بتصرّف.
  2. ↑ محمد أبو الفتوح غنيم ( 14 أيار 2009)، "تعريف الشعر وفائدته وفضله وعناصره"، ديوان العرب. بتصرّف.