كيفية كتابة الشعر
الشعر
يعد الشعر إحدى الوسائل الراقية للتعبير عن المشاعر الإنسانية منذ آلاف السنوات، حينما قام البشر بنظم الكلمات واستخدموا الصور البلاغية في اللغات المختلفة للتعبير عن الأشياء المحسوسة، وتعد اللغة العربية إحدى لغات الشعر العالمية لثرائها وقدرتها على استيعاب التطور، ويذخر التراث العربي بآلاف القصائد البديعة التي ألهمت الملايين من كل الأعمار، ومع ذلك تبقى كتابة القصائد الشعرية أكثر أنواع الإبداع صعوبةً بسبب حاجة الشاعر إلى امتلاك قدرة فائقة على استخدام الألفاظ والتراكيب اللغوية لإيصال الصور والمعاني إلى القراء بصورة ممتعة وصادقة.
كيفية كتابة الشعر
الموضوع
الغرض الأساسي من كتابة الشعر هو التعبير عن أحد الموضوعات التي تمس الإنسان بصفة عامة، سواء كانت الموضوعات الحياتية اليومية أو المتعلقة بالمشاعر والأفكار، لذا فإنّ اختيار فكرة القصيدة يجب أن ينبع من داخل الشاعر، ويقول البعض بأنّ التجربة الذاتية هي ما تكسب القصائد وزناً وقيمة أكبر من التي تكتب دون المرور بالتجربة بشكل حقيقي؛ حيث يُعبّر الشعراء عن الحب أو الفخر أو الألم بصورة أفضل من القصائد المكتوبة لغرض المديح على سبيل المثال.
التفاني
أكبر الشعرء قيمة ووزناً هم الذين كرسوا جل أوقاتهم لأجل الشعر والقصائد، لذا يجب على الشاعر المبتدئ قضاء الكثير من الوقت في القراءة والانغماس في القصائد الشعرية بمختلف مدارسها، والتعمق في المعاني والتراكيب اللغوية والصور، وذلك لزيادة مساحة الثقافة اللغوية، كما يجب كذلك أن يحتكّ الشاعر بالبشر من حوله ويخوض التجارب الإنسانية التي تثري المشاعر والأفكار، إلى جانب القراءات المتنوعة في مجالات الأدب وغيرها والإطلاع على الفنون الأخرى كالموسيقا والرسم والنحت.
الدقة
يعرف النقّاد البلاغة بأنها موافقة اللفظ للمعنى الموجود في ذهن الشاعر، لذا فإن الحرص على اختيار الألفاظ بعناية يزيد من قيمة القصيدة أكثر فأكثر، بينما يمكن أن يضيع الاختيار الخاطئ مجهود وعناء قام به الشاعر لإخراج قصيدته إلى العلن.
التدريب
لا يكتب الشعر بغرض الاحتفاظ به للذات، بل تجعله المشاركة أكثر قيمة، لأن الشاعر يستطيع من خلال مشاركة كتاباته مع الآخرين التعرف على آراء القراء وبالتالي محاولة تعديل الكتابات اللاحقة لتصبح أكثر انسيابية وبلاغة لتصل إلى وجدان القارئ بسهولة، ولا يمكن أن يتحقق كل هذا إلا من خلال التدريب اليومي على كتابة الشعر، الأمر الذي يزيد من تركيز العقل على اللغة وزيادة مهارة الشاعر في التعبير عن الأفكار والخبرات الشعورية بعبارات أكثر دقة، وينصح بالاحتفاظ دائماً بأوراق وقلم لتدوين الجمل والأفكار قبل نسيانها، ومن ثم العمل على تطويرها في وقت لاحق.