كيف كانت عائشة تعامل الرسول طب 21 الشاملة

كيف كانت عائشة تعامل الرسول طب 21 الشاملة

حبّ النبي للسيدة عائشة

كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ السيدة عائشة حُباً شديداً، ويصرّح بهذا، حتى شاع ذلك بين الناس وعرفه الجميع، ولقد سُئل النبي -عليه السلام- ذات يومٍ عن أحبّ الناس إليه، فلم يمنعه أيّ مانعٍ من ذكر زوجته عائشة باسمها، فقال: عائشة، يقول ابن القيم رحمه الله: (كانت إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان يتكئ في حجرها)، وكلّ هذا من علامات حبّ النبي -عليه السلام- لزوجته عائشة، ولا شكّ أنّ هذا الحبّ لم يكن منصّباً على السيدة عائشة وحدها دون سائر زوجات النبيّ، لكنّ عائشة -رضي الله عنها- وحدها من كانت تصرّح بهذه الأخبار والأفعال، وتذكرها بين الناس حتى وصلت الكُتُب وصنّف فيها.[1]

معاملة عائشة للرسول عليه السلام

يظهر من الأحاديث الواردة عن النبيّ عليه السلام، ومجالسته لزوجته عائشة أنّها كانت تُظهر للنبي أدباً جمّاً، وحباً ظاهراً، وحُسن خلقٍ بين يديه، ففي الحديث الطويل الذي قصّته السيدة عائشة لزوجها عن أمّ زرعٍ، وأبي زرعٍ، يظهر حبّها للنبيّ، ومسامرته لها، وقصّها القصص عليه، وحين ختمت السيدة عائشة قصّتها، أجابها النبي -عليه السلام- بقوله: (كنْتُ لكِ كأَبِي زرعٍ لأمِّ زرعٍ)،[2] ولم تكتفِ السيدة عائشة بسماعها هذا من النبيّ عليه السلام، بل أثنت عليه بأنّه خيرٌ من أبي زرعٍ، وبلغ من أدبها حين ذكر لها النبيّ عليه السلام أنّه يعلم متى تكون غاضبةً منه، فأجابت: أنّها لا تهجره، وإنّما تهجر اسمه إذا أقسمت.[3]

ولقد بدا اجتهاد السيدة عائشة لتكون زوجةً مثاليةً لزوجها محمدٍ، وتعدّدت أوجه عنايتها به، ابتداءً من حسن مظهرها، وطيب ريحها، إلى ترتيب بيتها، واستقبال ضيوف زوجها وغير ذلك، وفيما يأتي ذكرٌ لجوانب اهتمام السيدة عائشة بالنبي عليه السلام، وحسن مُعاملتها له:[3]

الغيرة بين زوجات النبيّ

كان حبّ النبي -عليه السلام- لزوجته عائشة ظاهراً بين أصحابه، حتى صار من يريد من الصحابة أن يُهدي للنبيّ شيئاً، يتحرّى أن يقدّمه له وهو في بيت عائشة، فشعرت زوجات النبي -عليه السلام- بذلك، ورغِبن بمراجعته بهذا، فذكرت إليه أمّ سلمة -رضي الله عنها- ذلك، تقول أمّ سلمة: (فأَعَرَضَ عَنِّي، فلما عادَ إليَّ ذَكَرْتُ له ذلك فأَعَرَضَ عني، فلما كان في الثالثةِ ذَكَرْتُ له، فقال: يا أمَّ سَلَمَةَ، لا تُؤْذِيني في عائشةَ، فإنّه واللهِ ما نَزَلَ عليَّ الوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأةٍ منكن غيرَها)،[6] وورد كذلك أنّ عائشة -رضي الله عنها- كانت تغار على النبيّ -عليه السلام- من زوجاته، وكانت أكثر ما تغار من خديجة رضي الله عنها؛ لكثرة ما كان النبيّ -عليه السلام- يذكرها، تقول عائشة -رضي الله عنها- عن خديجة: (ولكن كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشاةَ، ثمّ يُقَطِّعُها أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له: كأنّهُ لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلّا خديجةُ، فيقول: إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ).[7][8]

المراجع

  1. ↑ "حب الرسول للسيدة عائشة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-5. بتصرّف.
  2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5189، صحيح.
  3. ^ أ ب "عائشة رضي الله عنها الزوجة المثالية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-5. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الأحزاب، آية: 28-29.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5077 ، صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عروة بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 3775، صحيح.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3818، صحيح.
  8. ↑ "زوجات نبينا صلى الله عليه وسلم وحكمة تعددهن"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-5. بتصرّف.