حيث كان صلى الله عليه سلم يركز على الجوانب الإيجابية في زوجاته وعلى حسناتهن ومحاسنهن، ويتغافل عن الزلات والهفوات، فأي مؤمن يمكن أن تصدر منه هفوات، والتركيز عليها لا يمكن أن يُبقي الحياة الزوجية في استقرار. وهو عليه الصلاة والسلام كان ينهى المؤمنين عن معاداة أزواجهم لمجرد رؤية خُلُق يكرهونه منهنّ. حيث قال: (لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ أو قال: غيرَهُ).[1][2]
حيث كان دوماً يشير إلى مزاياهن وفضائلهن وما يفعلنه من خير، وكان يصبر عليهن إذ يناقشنه ويعاتبنه ويرددن له القول، وهو يقابلهنّ بالإحسان.[2]
كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع حبيبته السيدة عائشة رضي الله عنها، بأن يضع فمه حين يشرب على الموضع الذي وضعت هي فمها عليه، ويأكل من الموضع الذي أكلت منه في العظم الذي عليه لحم، كل ذلك تحبباً وتودداً وتلطفاً بنسائه.[2]
حيث كان من حسن تعامله معهن استشارتهن في الأمور التي تهم المسلمين، من ذلك استشارته زوجتَه أم سلمة يوم الحديبية عندما رفض الصحابة الكرام التحلل من الإحرام، فأشارت عليه أن يتحلل هو ويحلق رأسه، فعندما فعل ذلك فعلوا وراءه وحُلَّت المشكلة.[3]
حيث كان عليه الصلاة والسلام يعترف بجميلهن ويحفظ ودهنّ حتى بعد وفاتهن، كما فعل مع السيدة خديجة عندما كان يُكثِر من ذِكرها فغارت السيدة عائشة وصارت تقول له عليه الصلاة والسلام إن الله أبدله خيراً من خديجة وتقصد نفسها، فبدأ عليه الصلاة والسلام يذكر لها مناقبها ويقول: (إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ).[4][5]
كما فعل مع السيدة عائشة رضي الله عنها حين مرّ بقوم من الحبشة يلعبون، فوقف ينظر إليهم وجعلها تنظر إليهم لتتسلى.[6]
إذ كان عليه الصلاة والسلام يراعي مشاعر أزواجه ويهتمّ بعواطفهن، فقد كان يوماً مسافراً ومصطحباً معه السيدة صفية رضي الله عنها، فأبطأت في المسير وجعلت تبكي، فذهب إليها عليه الصلاة والسلام واشتكت إليه أنهم حملوها على بعير بطيء، فأخذ يواسيها ويسكتها ويمسح دموعها عن خدّيها بيديه الشريفتين.[6]