رحلات الإنسان إلى القمر
رحلات الإنسان إلى القمر
ما زال الإنسان منذ القدم حتى وقتنا الحالي شغوفاً بالوصول إلى القمر والهبوط على سطحه، فحلم الكثير من الكتاب والفلاسفة قبل مئات السنين بالوصول إلى القمر، والوقوف على سطحه، لاستكشافه والبحث عن ماهيته وتكوينه وكيف يسبح حول كوكب الأرض، وفي منتصف القرن العشرين، وبعد العديد من الاختبارات والتجارب التي شملت العديد من الرحلات سواء كانت مأهولة بالبشر أو التي يقودها رجل آلي، تمكن الإنسان من الهبوط على سطح القمر.
مراحل رحلات الإنسان إلى القمر
مر تاريخ محاولات الإنسان بالصعود إلى القمر بمرحلتين أساسيتين؛ هما: مرحلة الهبوط غير المأهول بقيادة الروبوتات، ومرحلة الهبوط المأهول بقيادة البشر حوالي ست محاولات، وكانت معظم هذه الرحلات بإدارة الاتحاد السوفييتي سابقاً أو إدارة الولايات المتحدة الأمريكية:
مرحلة الهبوط غير المأهول
خلال مرحلة الهبوط غير المأهول سعى العلماء إلى إرسال مركبات فضائية مجهزة بكاميرات مراقبة، وأجهزة استشعار للهبوط على سطح القمر دون رواد فضاء، للتأكد أولاً من إمكانية الهبوط على سطحه بشكل سليم، وبأقل الخسائر، ومن دون المخاطرة بحياة رواد الفضاء، وتحديد الأماكن والسرعة المناسبة للهبوط.
كانت مركبة لونا2 التابعة للاتحاد السوفيتي أول مركبة فضائية حاولت الهبوط على سطح القمر سنة 1959م لكن محاولتها تكللت بالفشل، وفي عام 1962م تبعتها بعد ذلك مركبة رينجير4 الأمريكية، حيث كان سباق الهبوط على سطح القمر بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة ضمن أحداث الحرب الباردة التي كانت قائمة بينهما آنذاك، وسجل أول هبوط ناجح، والتقاط صور لسطح القمر لصالح الاتحاد السوفييتي ما بين عامي 1966-1976م، وأطلق اسم لونا6 ولونا133 على المركبتين الفضائيتين.
مرحلة الهبوط المأهولة
كان رائد الفضاء نيل أرمسترونج أول إنسان يهبط على سطح القمر، حيث هبطت كبسولته الفضائية أبولو11 على سطح القمر في الرابع عشر من شهر كانون الأول سنة 1972م بعد رحلة استمرت لمدة 41 شهراً، ثم توالت الرحلات التي تحمل رواد الفضاء إلى القمر، وتمكن اثنا عشر رجلاً من الهبوط على سطح القمر بنجاح، وكان آخرهم الرائد الفضائي يوجين سيرنان، والرائد الفضائي هاريسون شميت في عام 1972م، واستمر إرسال الأقمار الصناعية والمسبارات إلى سطح القمر، وتمكن القمر الأمريكي كليمنتاين من إرسال بعض المعلومات التي تشير إلى وجود مياه متجمدة على سطح القمر، وتمكنت المركبة السوفيتيتة لونا4 من إرسال عينات من التربة الموجودة على سطح القمر.
دول لها دور في استكشاف القمر
- وكالة الفضاء الأوروبية: هبطت المركبة غير المأهولة سمارت1 في الثالث من أيلول عام 2006م على سطح القمر.
- الصين: نجحت في الوصول إلى القمر لأول مرة سنة 2007م من خلال مسبار شونغ1، كما أنها حالياً تعد برنامجاً متكاملاً للهبوط على سطح القمر واستكشافه سنة 2020م.
- اليابان: صممت مركبة سيلين المهتمة بدراسة تضاريس سطح القمر.
- الهند: تجري حالياً من خلال مركبة شاندرايان1 التي أطلقت سنة 2008م استكشافاً لطبيعة سطح القمر، والمعادن الموجودة عليه، وحقيقة وجود مياه في تكوينه.