تنقسم الصلاة من حيث وجوبها إلى قسمين: الصلاة المفروضة، وصلاة النّافلة، وأفضل صلاةٍ في الصلوات المفروضة صلاة الفجر جماعةً يوم الجمعة،[1] وأفضل صلاةٍ في النوافل صلاة المرء في بيته،[2] وبيان ذلك فيما يأتي:
جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قوله: (أفضَّلَ الصَّلواتِ عندَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ صلاةُ الصُّبحِ يومَ الجمعةِ في جماعةٍ)،[3] وقد كان من هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه يخصّ صلاة الفجر في يوم الجمعة بقراءة سورتي السجدة والإنسان، ويؤكّد هذا المعنى الوارد في الحديث الموقوف أنّ يوم الجمعة يختصّ بخصائص عظيمةٍ؛ فهو سيّد الأيام، وأرفعها شأناً عند الله -تعالى-، وهو اليوم الذي خلق الله فيه آدم -عليه السلام-، وفيه هبط إلى الأرض، وهو اليوم الذي تقوم فيه الساعة، وجاء الخبر أنّ في هذا اليوم ساعةٌ لا يسأل العبد فيها ربّه شيئاً إلّا أعطاه إياه، وهو اليوم الذي اختصّه الله -تعالى- بصلاة الجمعة، كما أنّه قد حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة.[1]
جاء في الحديث أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (صلُّوا أيُّها النَّاسُ في بيوتِكُم، فإنَّ أَفضلَ صلاةِ المرءِ في بيتِهِ إلَّا الصَّلاةَ المَكْتوبةَ)،[4] وقد كان هذا فعل النبي -عليه السلام-، ومن هنا أكّدت أقوال أهل العلم على أفضلية صلاة النافلة في البيت، ومنهم الإمام مالك والشافعية -رحمهم الله-، بل إنّ بعض العلماء ذهبوا إلى أبعد من ذلك عندما قرّروا أنّ أداء صلاة النافلة في البيت أفضل من أدائها في جوف الكعبة، واستندوا في ذلك إلى أنّ الفضل في الاتباع أفضل منه عند مضاعفة الأجور في الحرم، كما قالوا بأنّ الحديث ذكر الفضل مطلقاً ولم يقيّده، غير أنّ المحقّقين من أهل العلم استثنوا من ذلك صلوات النوافل التي شرعت لها الجماعة، مثل: صلاة العيدين، وصلاة الاستسقاء، وصلاة التراويح.[5]