هو عبد الرحمن بن محمد بن خلدون أبو زيد وليّ الدين الخضرمي الإشبيلي، وُلد عام 1332م وتوفيّ عام 1406م، ووُلد وترعرع في تونس، واشتُهر بفصاحة اللسان، وجمال الشكل، وصدق اللهجة، والابتعاد عن الظلم، والطموح الكبير في المراتب العالية، وتوفيّ بشكل مفاجئ في مدينة القاهرة.[1]
تتميّز أعمال ابن خلدون بالتركيز على مواضع الصدق والإنصاف، خاصةً في القضايا والمسائل التي درسها وناقشها، وقد اهتمّ بشكل كبير بكلّ ما له علاقة بمعاش الناس وحياتهم، وما يصلح لهم ويُصلحهم، بالإضافة إلى أنّه تحدّث في أعماله عن قضايا الأمم والشعوب، وقبائلهم، وتاريخهم.[2]
نشأ ابن خلدون في تونس ورحل إلى فاس، وغرناطة، وتلمسان، والأندلس، ومصر، حيث وُلّي قضاء المالكية في مصر لمدّة ربع قرن، وقد تُوفيّ ودُفن في مقابرها عن عمر يناهز السادسة والسبعين عاماً، وقد نشأ ابن خلدون في بيت علم عريق، فقد كان والده هو مُعلّمه الأوّل، بالإضافة إلى أنّه تتلمذ على يد العديد من علماء عصره، وبعد موت العديد من أساتذته اتّجه إلى الوظائف العامّة، والتحق بوظيفة كتابية في بلاط بني مرين، ومن ثمّ عيّنه ملك المغرب عضواً في المجلس العلمي لمدينة فاس، وأُتيح له مُعاودة التعلّم من العلماء والأدباء الذين نزحوا من تونس، والأندلس، وبلاد المغرب.[3]
يُقدّم ابن خلدون سرداً مُفصّلاً لعلمه، حيث يسرد الكتب الرئيسية التي قرأها، ويصف حياة وأعمال مُعلّميه، كما أنّه حفظ القرآن الكريم، واكتسب أُسساً جيّدةً في الشريعة الإسلامية، واطّلع على روائع الأدب العربي، واكتسب أسلوباً واضحاً وقويّاً، بالإضافة إلى أنّه كتب العديد من المُلخّصات لعدّة كتب في القرن الثاني عشر،[4] وقد اشتُهر ابن خلدون بكتابته للعديد من الكتب، ومن أهمّها ما يأتي:[1]