وُلِد إمام اللغويّين، والنحاة، والشُّعراء، وراوي الحديث جمال الدين محمد بن عبدالله بن مالك الطائيّ الجياني الذي يُلقَّب بابن مالك، ويشتهر بألفيّته في النحو العربيّ عام 600 هجريّة في مدينة جيان الأندلسيّة، وهو يُعتبَر ممّن أكثروا من الاستشهاد بالقرآن الكريم، والحديث النبويّ في مُؤلَّفاته، ومُصنَّفاته في النحو العربيّ.[1] وقد وَصَفه الكثيرون بأنّه كثير النوافل، وذكيٌّ، وكامل العقل، وصادق اللهجة، علماً بأنّه كان يُكرِّس وقته كاملاً إمّا للتلاوة، أو للصلاة، أو لقراءة الكُتُب، أو تصنيفها.[2]
بدأ ابن مالك بطلب العلم على يد كبار شيوخ جيان، أمثال: أبي الحسن ثابت بن محمد يوسف خيّار الذي عُرِف ب(ابن الطيلسان)، ودرس في لبلة على يد الكلاعي، كما تعلَّم القراءات على يد أبي العبّاس أحمد بن نوار، وحضر دروس ابن يعيش، وتلميذه ابن عمرون في حلب، ومنها إلى دمشق التي ظلَّ فيها إلى حين وفاته، حيث تعلَّم على يد أبي صادق الحسن، وأبي الحسن ابن السخّاوي، وخلال حياته عمل مُصنِّفاً في الجامع والتربة العادليّة، بالإضافة إلى أنّه نَظَم الشِّعر، فكان ذلك عليه سهلاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الشيوخ، والأئمّة المعروفين قد تتلمذوا على يده، أمثال: الشيخ النوويّ، وبهاء الدين بن النحاس، والعلم الفارقيّ، والشمس البعليّ، وغيرهم.[2]
ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ ابن مالك أتمَّ سنوات حياته الأخيرة في دمشق -كما ورد سابقاً-، وذلك بعد أن كان في القاهرة، حيث تُوفِّي فيها عام 672 هجريّة، ودُفِن في سفح قاسيون.[2]
وضع ابن مالك قَبل وفاته العديد من المُؤلَّفات التي ما زالت مَرجعاً للكثير من رُوّاد العِلم، والمعرفة حتى اليوم، وأهمّ هذه المُؤلَّفات:[3]