وُلِد ابنُ نُباتةَ؛ الشاعرُ المصريُّ جمالُ الدين محمدٌ بنُ محمدٍ في مدينةِ القاهرة في العامِ ستّمئةٍ وستّةٍ وثمانين للهجرة، وكرَّسَ حياتَه لطلبِ العِلم، ودراسةِ الأدب، وقراءةِ الشِّعر، ونَظْمِه إلى أن أصبحَ واحداً من أبرزِ الشعراءِ المصريّين، علماً بأنّه لم يصِل إلى أسلوبِه في التصويرِ، وانسجام العبارة، ورقّة اللفظِ أيُّ شاعرٍ آخرَ من بَعده، ويُذكَر بأنّه تُوفِّي في العامِ سبعمئةٍ وثمانيةٍ وستّين للهجرة.[1]
نشَأَ ابنُ نُباتةَ، وترعرعَ في مصرَ في أحضانِ عائلةٍ مُحِبّةٍ للعلمِ؛ فأبوه، وجدُّه كانا عالِمَين من عُلماءِ مصرَ، وقد كان لذلك أثرٌ بارزٌ في نشأتِه العلميّة؛ إذ أبدى ابنُ نُباتة اهتماماً بعلومِ الحديثِ الشريفِ، والأدبِ، ودرسَها على يدِ كبارِ شيوخِ، وعلماءِ عصرِه، أمثال: شهاب الدين غازي، والأديبِ السراج الورّاق، والقاضي الفاضلِ، والحماميّ، وغيرهم، كما أنّه اهتمَّ بالشِّعر، وبدأ يَنظُمه وهو في نحو عُمرِ الرابعة عشرة، واستزادَ في علمِه، وأدبِه، حتى أصبحَ من أشهرِ أدباءِ مصرَ آنذاك.[2]
بعد أن أتمَّ ابن نُباتة مرحلةَ طفولتِه، وشبابِه في مصرَ، انتقلَ ابنُ نُباتةَ إلى الشام في نحو العامِ سبعمئةٍ وستّةَ عشرَ للهجرة، وتنقَّلَ بين دمشقَ، وحلبَ، وحماةَ، وبَقِيَ في الشام زهاءَ الخمسين عاماً وثَّق خلالها صلاتِه مع كبارِ الأدباءِ، والعلماءِ، ومدحَ الملوكَ، والوزراءَ، والقادةَ؛ فنالَ مكانةً مرموقةً، واشتُهِرَ، وذاعَ صيتُه بين الناس، أمّا في العامِ سبعمئةٍ وواحدٍ وستّين للهجرة، فقد عادَ ابنُ نُباتةَ إلى مصرَ بأمرٍ من الناصر حسن، وكان حينَها رجلاً كهلاً، فأقامَ في بلده حتى وافته المَنيّةُ عن عمر بلغ 82 عاماً.[2]
وضعَ الشاعرُ ابنُ نباتةَ قبلَ وفاتِه العديدَ من المُؤلَّفات، وفيما يلي ذِكرٌ لأهمِّ هذه المُؤلَّفات:[3]