-

ابن رشد حياته وفلسفته

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ابن رشد

ابن رشد هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد، فيلسوف إسلامي من عائلة كانت على دراية كاملة بالعلوم الإسلامية التقليديّة؛ كتفسير القرآن، والفقه، والحديث، وغير ذلك، وولد سنة 1126م في مدينة قرطبة في إسبانيا، وتوفّي سنة 1198م في المغرب.[1]

حياة ابن رشد

قام ابن رشد بدمج التقاليد الإسلامية مع الفكر اليوناني القديم، ومن أهم أعماله في هذا المجال، أنّه قام بإنتاج سلسلة من الملخّصات على معظم أعمال أرسطو، حيث كان بناءً على طلب من الخليفة الموحِّد أبي يعقوب يوسف، كما أنتج سلسلة على أعمال أفلاطون، والتي كان لها تأثير كبير في كل من العالم الإسلامي، والأوروبي لعدة قرون، وقد قام ابن رشد بكتابة الأُطروحة الحاسمة حول الاتفاق بين القانون الديني، والفلسفة كما في فضل المعيل، وقد فحص أساليب الإثبات في مذاهب الدين كما في كاشف المناهج، وترابط عدم التوافق كما في التحفوت، كل ذلك كان من أجل الدفاع عن الدراسة الفلسفيّة للديّن ضد اللاهوتيين.[1]

قام ابن رشد باتّباع طريق تقليدي في التعليم، بحيث بدء بدراسات في الحديث، والّلغويات، والفقه، واللاهوت المدرسي، كما قام بدراسة العلوم والفلسفة، وقد لوحظ ميله نحو القانون أيضاً، وتأثّر بفلسفة ابن بجاه، بالإضافة إلى دراسته للطب بتوجيه من أبي جعفر بن هارون، حيث ألّف كتاباً في هذا المجال كما في كتاب القليعات في الطب، بحيث أصبحت من الكتب المدرسيّة الطبّية المتّبعة لأطباء العالم اليهودي والمسيحي والإسلامي لعدة قرون.[2]

نفت الحكومة التي رفضت رسميّاً ابن رشد وكتاباته إلى لوسينا؛ وهي قرية يهودية خارج قرطبة، كما قاموا بحظر كتاباته وحرق كتبه، وعلى الرغم من استمرار الشكوك حول عقيدة ابن رشد، إلّا أنّه مع تراجع الاهتمام الإسلامي بفلسفته، أصبحت لكتاباته جماهير جديدة من العالمين المسيحي واليهودي.[2]

فلسفة ابن رشد

قام بعض علماء المسلمين منهم ابن رشد باستعادة بعض تقاليد الفلسفة اليونانية، خاصة أعمال أرسطو، وقاموا بترجمتها إلى العربية، وإعادة التفكير في محتواها حسب تعاليم القرآن التي تم الكشف عنها مؤخّراً، بحيث أراد ابن رشد أن يخلط ما بين الفلسفة والدين باتّباع طريقته الخاصّة، كما روّج للمنطق وذلك باعتباره المفتاح الرئيسي للفهم الحقيقي للدين.[3]

كان ابن رشد يركّز في فلسفته على ثلاثة أفكار رئيسيّة وجديدة، منها أنه كان يدّعي أن كل من الفلسفة ونص القرآن يشيران إلى نتيجة واحدة تتلخّص في أن العالم المادي موجود، ووجوده مستمر للأبد، وعلى الرغم أن الله قد شكّل طبيعة المخلوقات، إلا أنّ العالم المادي يبقى نفسه كما خلقه الله تعالى، كما كان يزعم أنّه بالرغم من أنّ الأرواح تنجو من الموت إلا أنّ الأجساد لا تستطيع ذلك، بحيث يعتقد أنّ الأرواح تكتسب نوعاً آخر من الأجساد في الحياة الأخرى، يختلف عن ما نمتلكه الآن، ويعتقد ابن رشد أنّ الإنسان لا يمتلك عقله، بحيث يزعم أنّ العقل شيء فريد وغير مادي منفصل عن الروح، ويمكن الوصول إليه من خلال التفكير فيه والمشاركة مع الآخرين.[3]

اهتم ابن رشد بالميتافيزيقيا في فلسفته، وهو العلم الذي يميّز العديد من الطبقات المتشابهة للوجود، بحيث كان يميل إلى ميتافيزيقيّة أرسطو، وبدأ بتصنيف الوجود بمواد عرضّية، والتي هي عبارة عن كائنات ماديّة، ثمّ ينتقل إلى الروح والعقل، ويناقش أخيراً ما إذا كانت المادة الموجودة خارج الروح، تشابهت الفئتان الأولى والثالثة لكل من ابن رشد وأرسطو؛ بحيث يشملان رسم الحدود بشكل مباشر بين الكائن المادي وغير المادي، أمّا الدرجة الثانية الخاصّة بابن رشد؛ فهي تشمل كائنين عالميين وكائنات رياضيّة.[2]

المراجع

  1. ^ أ ب Erwin Rosenthal (24/5/2019), "Averroës"، britannica, Retrieved 24/5/2019.
  2. ^ أ ب ت H. Chad Hillier (24/5/2019), "Ibn Rushd (Averroes) (1126—1198)"، iep, Retrieved 24/5/2019.
  3. ^ أ ب Robert Pasnau (24/5/2019), "HUMANITIES"، neh, Retrieved 14/6/2019.