إبراهيم عبد الفتاح طوقان هو شاعر، وأديب فلسطينيّ وُلِد عام 1905م في مدينة نابلس الفلسطينيّة، وترعرعَ هذا الشاعر المُبدِع في أسرة ثريّة حافظت عليه، ومنحَته أفضل تعليم؛ فقد بدأ حياته التعليميّة وهو يبلغ 9 سنوات من عُمره في المدرسة الرشيديّة الغربيّة في مدينة نابلس، وبَقِي فيها حتى عام 1918م، ثمّ تلقَّى تعليمه الثانويّ في مدرسة المطران في مدينة القدس، وبَقِي فيها مدّة 4 سنوات. أمّا في عام 1923م، فقد التحق إبراهيم طوقان بالجامعة الأمريكيّة في مدينة بيروت، وتخرَّج منها في عام 1929م بعد أن نال شهادة البكالوريوس في العلوم.[1]
بعد أن تخرّجَ طوقانُ من الجامعةِ، شغلَ مِهنة مُعلِّمٍ للغةِ العربيّة في مدرسةِ النجاحِ في مدينةِ نابلس، وبقِيَ في عملِه مدّة سنةٍ فقط، ليعودَ بعد ذلك إلى مدينةِ بيروت، حيث عمِل مُعلِّماً في الجامعةِ التي تخرَّج منها، واستمرَّ فيها حتى العامِ ألفٍ وتسعمئةٍ واثنين وثلاثين، ثمّ انتقلَ إلى مدينةِ القدسِ، وبدأ التدريسَ في المدرسةِ الرشيديّة، إلّا أنّه عانى من المرضِ، ودخلَ المستشفى، فقدَّم استقالتَه من المدرسةِ، وعزَم على عدمِ الرجوعِ إلى التعليم، وفي العامِ ألفٍ وتسعمئةٍ وستةٍ وثلاثين، بدأ طوقانُ العملَ كمديرِ للبرنامجِ العربيّ في إذاعةِ القدسِ، وبَقِيَ فيها حتى العامِ ألفٍ وتسعمئةٍ وأربعين.[2]
للشاعرِ إبراهيم طوقان العديدُ من القصائدِ الوطنيّةِ، والثوريّةِ التي كان يسردُ فيها الأحداثَ المفصليّةَ التي عاشتها دولةُ فلسطينَ خلالَ الانتدابِ البريطانيّ، ومنها: قصيدةُ المُعلِّم، وقصيدةُ الثلاثاء الحمراء؛ دلالةً على اليومِ الذي نَفّذَ فيه الانتدابُ البريطانيّ حُكمَ الإعدامِ بحقّ كلٍّ من عطا الزير، وفؤاد حجازي، ومحمد جمجوم، كما ألَّفَ قصائدَ أخرى في المديحِ، والغزلِ، ومن الجدير بالذكر أنّ قصائد طوقانَ جميعها موجودة في ديوانِ شِعرٍ يتضمّنُ مُقدِّمةً عن حياتِه من تأليفِ الأختِ الشقيقةِ لإبراهيمَ، وهي فدوى طوقان، وبالإضافةِ إلى ذلك، فقد أسّسَ طوقانُ ندوةً أدبيّةً تُعقَدُ خارجَ الجامعةِ، وذلك بمشاركةِ عددٍ من الأدباءِ، والشُّعراءِ.[3]
عانى الشاعرُ إبراهيمُ طوقان طوالَ حياتِه من المرضِ، والتعبِ؛ فلم تكن صحّتُه جيّدةً، وكان نحيلَ الجسمِ، وضعيفَ البُنيةِ منذُ صِغرِه، كما أصابَه مرضُ الصَّمَمِ في أذنيه، وعانى من القُرحةِ، والتهاباتِ المعدة، وظلَّ على ذلك النحو إلى أن وافته المَنيّةُ في العامِ ألفٍ وتسعمئةٍ وواحدٍ وأربعين في مدينةِ نابلس، ولم يتجاوز من العُمرِ حينها ستّةً وثلاثين عاماً.[3]