-

ديوان امرؤ القيس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

امرؤ القيس من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي وأكثرهم إبداعاً، بدأ بالشعر منذ أن كان صغيراً، وكان له لمسة واضحة بالشعر، فقد ترك ديوان ضم العديد من القصائد المميزة التي ما زالت تقال ليومنا هذا

ديوان امرؤ القيس

الخلات الأربع

جزعت ولم أجزع من البين مجزعاوعزّيت قلباً باكواعب مولعا

وأصبحت ودّعت الصّبا غير أنّنيأراقب خلاّت، من العيش، أربها

فمنهنّ قولي للنّدامى ترفّقوا،يداجون نشّاجاً من الخمر مترعاً

ومنهنّ ركض الخيل ترجم بالقنايبادرن سرباً آمناً أن يفزّعا

ومنهنّ نصّ العيس واللّيل شاملتيممّ مجهولاً من الأرض بلقعا

خوارج من برّيّة نحو قرية،يجدّدن وصلاً، أو يقرّبن مطمعا

ومنهنّ سوقي الخود قد بلّها النّدىتراقب منظوم التّمائم، مرضعا

تعزّ عليها ريبتي، ويسوءهابكاه، فتثني الجيد أن يتضرّعا

بعثت إليها، والنّجوم طوالع،حذاراً عليها أن تقوم، فتسمعا

فجاءت قطوف هيّابة السّرىيدافع ركناها كواعب أربعا

يزجّينها مشي النّزيف وقد جرىصباب الكرى في مخّها فتقطّعا

تقول وقد جرّدتها من ثيابهاكما رعت مكحول المدامع أتلعا

وجدّك لو شيء أتانا رسولـه،سواك، ولكن لم نجد لك مدفعا

فبتنا تصدّ الوحش عنّا كأنّناقتيلان لم يعلم لنا النّاس مصرعا

تجافى عن المأثور بيني وبينها،وتدني عليّ السّابريّ المضلّعا

إذا أخذتها هزّة الرّوع أمسكتبمنكب مقدام علء الـهول أروعا

لمن الديار

لمن الدّيار غشيتها بسحامفعمايتين فهضب ذي أقدام

فصفا الأطيط فصاحتين فغاضرتمشي النّعاج بها مع الآرام

دار لهند والرّباب وفرتنىولميس قبل حوادث الأيّام

عوجا على الطّلل المحيل لأنّنانبكي الدّيار كما بكى ابن خذام

أوما ترى أظعانهنّ بواكراًكالنّخل من شوكان حين صرام

حوراً تعلّل بالعبير جلودهابيض الوجوه نواعم الأجسام

فظللت في دمن الدّيار كأنّنينشوان باكره صبوح مدام

أنف كلون دم الغزال معتّقمن خمر عانة أو كروم شبام

وكأنّ شاربها أصاب لسانهموم يخالط جسمه بسقام

ومجدّة نسّاتها فتكمّشترتك النّعامة في طريق حام

تخدي على العلاّت سام رأسهاروعاء منسمها رثيم دام

جالت لتصرعني فقلت لـها اقصري!إني امرؤ صرعي عليك حرام

تذكرت هنداً وأترابها

أذكرت نفسك ما لن يعودافهاج التّذكّر قلباً عميدا

تذكّرت هنداً وأترابهافأصبحت أزمعت منها صدودا

ونادمت قيصر في ملكهفأوجهني وركبت البريدا

إذا ما ازدحمنا على سكّةسبقت الفرانق سبقاً شديدا

نام الخليّ ولم ترقد

تطاول ليلك بالإثمدونام الخليّ، ولم ترقد

وبات وباتت له ليلة،كليلة ذي العائر، الأرمد

وذلك من نبإ جاءني،وخبّرته عن أبي الأسود

ولو عن نثا غيره جاءني،وجرح اللّسان كجرح اليد،

لقلت، من القول، ما لا يزاليؤثر عنّي، يد المسند

بأيّ علاقتنا ترغبون،أعن دم عمرو على مرثد؟

فإن تدفنوا الدّاء لا نخفهوإن تبعثوا الحرب لا نقعد

فإن تقتلونا نقتّلكم؛وإن تقصدوا لدم نقصد

متى عهدنا بطعان الكماةوالحمد والمجد والسّؤدد

وبني القباب، وملء الجفانوالنّار والحطب المفأد

وأعددت، للحرب، وثّابةً،جواد المحثّة والمرود

سبوحاً، جموحاً، وإحضارهاكمعمعة السّعف الموقد

ومشدودة السّكّ موضونةًتضاءل في الطّيّ، كالمبرد

تفيض على المرء أردانها،كفيض الأتيّ على الجدجد

ومطّرداً كرشاء الجرورمن خلب النّخلة الأجرد

وذا شطب، غامضاً كلمه،إذا صال بالعظم لم ينأد

لعمرك ما قلبي

لعمرك ما قلبي إلى أهله بحرولا مقصر يوماً فيأتيني بقر

ألا إنّما الدّهر ليال وأعصروليس على شيء قويم بمستمر

ليال بذات الطّلح عند محجّرأحبّ إلينا من ليال على أقر

أغادي الصبوح عند هرّ وفرتنىوليداً وهل أفنى شبابي غير هر

إذا ذقت فاها قلت طعم مدامةمعتّقة ممّا تجيء به التّجر

هما نعجتان من نعاج تبالةلدى جؤذرين أو كبعض دمى هكر

إذا قامتا تضوّع المسك منهمانيسم الصّبا جاءت بريح من القطر

كأنّ التّجار أصعدوا بسبيئةمن الخصّ حتى أنزلوها على يسر

فلمّا استطابوا صبّ في الصّحن نصفهوشجّت بماء غير طرق ولا كدر

بماء سحاب زلّ عن متن صخرةإلى بطن أخرى طيّب ماؤها خصر

لعمرك ما إن ضرّني وسط حميروأقوالها إلاّ المخيلة والسّكر

وغير الشّقاء المستبين فليتنيأجرّ لساني يوم ذلكم مجر

لعمرك ما سعد بخلّة آثمولا نأنإ يوم الحفاظ ولا حصر

لعمري لقوم قد نرى أمس فيهممرابط للأمهار والعكر الدّثر

أحبّ إلينا من أناس بقنّةيروح على آثار شائهم النّمر

يفاكهنا سعد ويغدوا لجمعنابمثنى الزّقاق المترعات وبالجزر

لعمري لسعد حيث حلّت ديارهأحبّ إلينا منك فا فرس حمر

وتعرف فيه من أبيه شمائلاًومن خاله ومن يزيد ومن حجر

سماحة ذا ووفاء ذاونائلذا إذا صحا وإذا سكر

إنّا لاحقان بقيصر

سما لك شوق بعدما كان أقصراوحلّت سليمى بطن فوّ فعرعرا

كنانيّة بانت وفي الصّدر ودّهامجاورة غسّان والحيّ يعمرا

بعينيّ ظعن الحيّ لمّا تحمّلوالدى جانب الأفلاج من جنب تيمرا

فشبّهتهم في الآل لمّا تكمّشواحدائق دوم أو سفيناً مقيّرا

أو المكراعات من نخيل ابن يامندوين الصّفا اللائي يلين المشقّرا

سوامق جبّار أثيث فروعهوعالين قنواناً من البسر أحمرا

حمته بنو الرّبداء من آل يامنبأسيافهم حتى أقرّ وأوقرا

وأرضى بني الرّبداء واعتمّ زهرهوأكمامه حتى إذا ما تهصّرا

أطافت به جيلان عند قطاعهتردّد فيه العين حتى تحيّرا

كأنّ دمّى شفع على ظهر مرمركسا مربد السّاجوم وشياً مصوّرا

غرائر في كنّ وصون ونعمةيحلّين ياقوتاً وشذراً مفقّرا

وريح سناً في حقّة حميريّةتخصّ بمفروك من المسك أذفرا

وباناً وألويّاً من الـهند ذاكياًورنداً ولبنى والكباء المقتّرا

غلقن برهن من حبيب به ادّعتسليمى فأمسى حبلها قد تبتّرا

وكان لـها في سالف الدّهر خلّةيسارق بالطّرف الخباء المستّرا

إذا نال منها نظرةً ريع قلبهكما ذعرت كأس الصّبوح المخمّرا

نزيف إذا قامت لوجه تمايلتتراشي الفّؤاد الرّخص ألاّ تختّرا

أسماء أمسى ودّها قد تغيّراسنبدل إن أبدلت بالودّ آخرا

تذكّرت أهلي الصّالحين وقد أتتعلى خملى خوص الركاب وأوجرا

فلمّا بدت حوران في الآل دونهانظرت فلم تنظر بعينك منظرا

تقطّع أسباب اللّبانة والـهوىعشيّة جاوزنا حماةً وشيزرا

بسير العود منه يمنّهأخو الجهد لا يلوي على من تعذّرا

ولم ينسني ما قد لقيت ظعائناًوخملاً لـها كالقهر يوماً مخدّرا

كأثل من الأعراض من دون بيشةودون الغمير عامدات لغضورا

فدع ذا وسلّ الـهمّ عنك بجسرةذمول إذا صام النّهار وهجّرا

تقطّع غيطاناً كأنّ متونهاإذا أظهرت تكسى ملاءً منشّرا

بعيدة بين المنكبين كأنّماترى عند مجرى الضّفر هرّاً مشجّرا

تطاير ظرّان الحصى بمناسمصلاب العجى ملثومها غير أمعرا

كأنّ الحصى من خلفها وأمامهاإذا نجلته رحلها حذف أعسرا

كأنّ صليل المرو حين تشذّهصليل زيوف ينتقدن بعبقرا

عليها فتىً لم تحمل الأرض مثلهأبرّ بميثاق وأوفى وأصبرا

هو المنزل الآلاف من جوّ ناعطبني أسد حزناً من الأرض أوعرا

ولو شاء كان الغزو من أرض حميرولكنّه عمداً إلى الرّوم أنفرا

بكى صاحبي لمّا رأى الدّرب دونهوأيقن أنّا لاحقان بقيصرا

فقلت له لا تبك عينك إنّمانحاول ملكاً أو نموت فنعذرا

وإني زعيم إن رجعت مملّكاًبسير ترى منه الفرانق أزورا

على لاحب لا يهتدي بمنارهإذا سافه العود النّباطيّ جرجرا

على كلّ مقصوص الذّنابى معاودبريد السّرى باللّيل من خيل بربرا

أقبّ كسرحان الغضا متمطّرترى الماء من أعطافه قد تحدّرا

إذا زعته من جانبيه كليهمامشى الـهيدبى في دفّه ثم فرفرا

إذا قلت روّحنا أرنّ فرانقعلى جلعد واهي الأباجل أبترا

لقد أنكرتني بعلبكّ وأهلهاولابن جريج في قرى حمص أنكرا

نشيم بروق المزن أين مصابهولا شيء يشفي منك يا بنة عفزرا

من القاصرات الطّرف لو دبّ محولمن الذّرّ فوق الإتب منها لأثّرا

له الويل إن أمسى ولا أمّ هاشمقريب ولا البسباسة ابنة يشكرا

أرى أمّ عمرو دمعها قد تحدّرابكاءً على عمرو وما كان أصبرا

إذا نحن سرنا خمس عشرة ليلةًوراء الحساء من مدافع قيصرا

إذا قلت هذا صاحب قد رضيتهوقرّت به العينان بدّلت آخرا

كذلك جدّي ما أصاحب صاحباًمن الناس إلا خانني وتغيّرا

وكنّا أناساً قبل غزوة قرملورثنا الغنى والمجد أكبر أكبر

وما جبنت خيلي ولكن تذكّرتمرابطها في بربعيص وميسرا

ألا ربّ يوم صالح قد شهدتهبتاذف ذات التّلّ من فوق طرطرا

ولا مثل يوم في قذاران ظلتهكأني وأصحابي على قرن أعفرا

ونشرب حتى نحسب الخيل حولنانقاداً وحتى نحسب الجون أشقرا

فهل أنا ماش بين شرط وحيّة،وهل أنا لاق حيّ قيس بن شمّرا

تبصّر خليلي هل ترى ضوء بارقيضيء الدّجى باللّيل عن سرو حميرا

أجار قسيساً فالطّهاء فمسطحاً،وجوّاً فروّى نخل قيس بن شمّرا

وعمرو بم درماء الـهمام إذا غدابذي شطب عضب كمشية قسورا

وكنت إذا ما خفت يوماً ظلامةًفإنّ لها شعباً ببلطة زيمرا

نيافاً تزلّ الطّير قذفاتهيظلّ الضّباب فوقه قد تعصّرا