يوم عاشوراء يكون في اليوم العاشر من شهر مُحرّم، وأُطلق عليه عاشوراء؛ لأنّه اليوم العاشر، واختلف العلماء في تحديد يوم عاشوراء؛ فذهب بعضهم إلى أنّه اليوم التاسع من شهر مُحرّم، غير أنّ القول الراجح رأي الجمهور؛ بأنّه اليوم العاشر من مُحرّم.[1]
يوم عاشوراء يومٌ مباركٌ مقدسٌ مُنذ القِدم، حيث كان اليهود أتباع نبي الله موسى -عليه السلام- يُعظّمونه ويصومونه، واتخذوه عيداً لهم حيث تلبس فيه نساؤهم الحليّ واللباس الجميل، ويأتي تعظيمهم له؛ لأنّه اليوم الذي نجّى به الله موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون، كما كان للنصارى حظٌ في تعظيم عاشوراء، والظاهر أنّهم اتبعوا اليهود في هذا، وكانت قريش على الرغم من عبادتها للأصنان تُعظّم يوم عاشوراء وتصومه، ولعل ذلك ممّا ورثوه من الشرع السالف.[2]
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يصوم عاشوراء في الجاهلية، وبعد أن هاجر إلى المدينة رأى اليهود يصومونه، فرأى أنّ ذلك عملٌ صالحٌ والمؤمنون أولى به؛ فأمرهم بصيامه، حيث كان صيامه واجباً حتى بداية السنة الثانية من الهجرة، إلى أن فُرض صيام رمضان في العام الثاني من الهجرة، فأصبح صيام عاشوراء سُنّةً.[2]
يُكفر صيام يوم عاشوراء ذنوب السنّة الماضية، ومن فضله أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتحرّى صيامه، والذنوب التي تُكفر في هذا اليوم هي الصغائر، أمّا الكبائر منها فتحتاج من المسلم توبةً خاصةً نصوحةً.[3]
أكمل صيام عاشوراء صيام يومٍ قبله ويومٍ بعده بالإضافة إليه، والمرتبة الثانية صيام اليوم التاسع والعاشر، كما دلّت على ذلك أكثر الأحاديث النبوية، والمرتبة الثالثة صيام اليوم العاشر منفرداً.[4]